طب وصحة

ما هي عقدة سندريلا.. وكيف تؤثر على علاقاتنا؟

.
نشرت مجلة هابيفول الأمريكية تقريرًا، استعرضت فيه عقدة سندريلا، التي ذكرتها الكاتبة كوليت داولينج في كتابها الذي نشر في عام 1981، تحت عنوان "عقدة سندريلا: خوف المرأة الخفي من الاستقلال"؛ حيث تكشف فيه الأسباب والطرق التي قد تخشى بها المرأة أن تصبح بمفردها، بينما يتملكها رغبة فطرية في أن ينقذها رجل.

وأشارت المجلة -في التقرير الذي نشرته "عربي 21"- إلى أن داولينج خلصت إلى استنتاج مفاده أن الاعتماد النفسي -أو الرغبة الواعية أو اللاواعية في الهروب من المسؤولية- كان العنصر المجهول في الصراع الذي تعانيه العديد من النساء اليوم، وهو ما يؤدي إلى حالة أطلقت عليها "عقدة سندريلا".

وأوضحت داولينج -بحسب المجلة- أن تربية النساء على الاعتماد على الرجل يمكن أن تؤدي إلى اكتساب سلوكيات تعمل على تخريب الذات، خاصة تلك المرتبطة بالنجاح والسعادة، مضيفة أن الأهداف والغايات الشخصية قد تؤجل من أجل الحفاظ على الاستقرار، أو قد تقفز بسرعة من علاقة إلى أخرى لتشعر بالأمان.

وقالت المجلة إن الأمر قد تطور في السنوات الأربعين الماضية؛ حيث نشأت أجيال من النساء منذ ذلك الحين في عالم مختلف، ورغم ذلك لا تزال هناك عناصر من هذا الهيكل الأبوي، ولا تزال المحادثات حول التبعية والاستقلال في العلاقات ذات أهمية قصوى.


ونقلت المجلة تفسير المستشارة إيمي بريستون للمشاعر والسلوكيات التي وصفتها داولينج؛ حيث أرجعتها إلى الحاجة إلى الاعتماد على الآخر، والتي تعدّ جزءًا أساسيًّا من كونك إنسانًا، والتي تتطور في مرحلة الطفولة، عندما كان مقدمو الرعاية مفرطين في الحماية وتلبية الاحتياجات المادية، بينما تُهمل الاحتياجات العاطفية.

واستطردت إيمي في الشرح قائلة: "كيف نعيش في ثقافة القصص الخيالية، حيث من الطبيعي جدا التحدث عن الشريك على أنه "كل شيء" أو الشخص الذي "يكملك"، وهو ما يعزز، على مستوى اللاوعي، الاعتقاد بأننا لا يمكن أن نكون سعداء ما لم يكن لدينا شريك ليخفف كل آلامنا".

وأوضحت المجلة أن هذه المعتقدات تمثل أداة ضغط على علاقاتنا، وتقيد قدرتنا على النمو داخل وخارج العلاقة، كما يمكن أن تقودنا إلى التغاضي عن "الأعلام الحمراء" المحتملة من أجل الحفاظ على القصص الخيالية.

وذكرت المجلة إن كل ما قيل عن مفهوم "عقدة سندريلا" في عام 2022 لم يكن مريحًا تمامًا؛ حيث يمكن أن تجعل نفس الأنظمة الرجال يعتمدون بشكل مفرط على الشركاء، ومع ذلك فهم يهربون من العلامات المماثلة، وفي حين أن هناك بالتأكيد مساحة لتحطيم القوى الأبوية اللاواعية التي تقيد خيارات النساء على وجه الخصوص، فإن "عقدة" أخرى للتعامل معها ليست إضافة مرحب بها إلى قوائم المهام.

وأضافت إيمي: "لست متأكدًا من مدى فائدة عقدة سندريلا كمفهوم. لقد عالجنا النساء وعواطفهن لعدة قرون. ما عليك سوى إعادة عقلك إلى أيام الهستيريا لترى أننا نحب إخبار النساء بأن هناك شيئًا خاطئًا بهن".

وأفادت بأنه تم إخبار النساء لفترة طويلة أن وظيفتهن الوحيدة هي الاعتماد على الرجل، إلا أنهن إذا فعلن ذلك كثيرًا أصبحت لديهن الآن "عقدة"، مبينة أنه لا حرج على الإطلاق في دعوة رجل لتلبية بعض احتياجاتك، للسماح له بجعلك تشعر بالأمان.

واختتمت المجلة حديثها قائلة إن السلوك الناتج عن "عقدة سندريلا" يمكن أن يكون نقطة انطلاق مفيدة للبدء في البحث حول علاقاتنا والتفكير فيها، إلا أن الحصول على إجابات قد يحتاج الكثير من التعمق في الداخل الإنساني.

https://happiful.com/what-is-the-cinderella-complex-and-how-does-it-impact-our-relationships/