أثارت تصريحات رئيسة حزب الجيد ميرال
أكشنار، بشأن المرشح الرئاسي المشترك، بالتزامن مع إعلان زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال
كليتشدار أوغلو رؤية القرن لحزبه، تساؤلات حول "الفيتو" الذي تضعه بشأن ترشحه للرئاسة.
ويعزز كليتشدار أوغلو فرضية ترشحه للرئاسة التركية، وقد كان ذلك بارزا في لغة خطابه الأخير في اجتماع الإعلان عن "رؤية القرن" لحزبه، ورغم ذلك فإنها تعتقد أكشنار أنه لا يمكن الفوز، وأعادت اسمي منصور يافاش وأكرم إمام أوغلو على الأجندة من جديد.
أكشنار في تصريحات لقناة "خبر ترك" أفادت بتصريحات قالت فيها إن معايير الترشح واضحة، ويجب أن يخرج المرشح من
الطاولة السداسية، وأن يفوز بالانتخابات.
وبشأن ترشيح إمام أوغلو ويافاش، قالت أكشنار: "ذكرت ذلك علنا لأعضاء الطاولة السداسية، إذا جاء ترشيح أحدهم من أحد أعضاء الطاولة فلن نقول لا".
وأكدت أكشنار أنها لن تنسحب من الطاولة السداسية، محذرة من أنه إذا رأى الناخب خلافا بين الأعضاء فسيكون ذلك سيئا.
الكاتب التركي عبد القادر سيلفي في
تقرير على صحيفة "حرييت"، نقل عن مصادر من حزب الشعب الجمهوري أن تصريحات أكشنار أزعجت كليتشدار أوغلو.
وأكدت المصادر المقربة من كليتشدار أوغلو، أنه لن يتراجع عن ترشحه للرئاسة، مشيرة إلى تصريحاته في اجتماع "رؤية القرن" لحزبه: "فليقولوا ما يقولون، لن أتراجع أو أتخلى عن طريق الرؤية التي أؤمن بها، السيد كمال في الطريق الذي خرج فيه لن يتراجع إطلاقا"، كانت موجهة إلى أكشنار.
وقالت المصادر: "قد يكون هناك مرشح مشترك وقد يكون عدة مرشحين، ولكن حزب الشعب الجمهوري لديه فقط زعيمه كمرشح للرئاسة".
ميرال أكشنار تساوم
الكاتب التركي ظافر شاهين، في
تقرير على صحيفة "ملييت"، رأى أن أكشنار لا تعتزم وليس لديها القوة في بعثرة الطاولة السداسية، وتمارس فقط المناورة السياسية وتسعى للحصول على تنازلات من كليتشدار أوغلو مقابل الموافقة على ترشحه.
وتبدي أكشنار قلقا من أن التحالف الذي يكون فيه كليتشدار أوغلو مرشحا مشتركا قد يودي بحزب الجيد في صناديق الاقتراع، والسيناريو الأسوأ لديها، أن أصوات المعارضة ستتجمع لصالح حزب الشعب الجمهوري، ليصبح عدد نواب حزبها أقل من حزب الشعوب الديمقراطي.
وكشف الكاتب عن أربعة شروط لحزب الجيد وضعت أمام زعيم حزب الشعب الجمهوري، وهي: إدارة الاقتصاد يجب أن تسلم لحزب الجيد، وإعلان أكشنار أنها النائب الأول التنفيذي للرئيس، وحيازة وزارة الداخلية لصالح حزب الجيد، وأن المتحدث باسم الحكومة من حزب الجيد.
وأوضح شاهين، أنه إذا وافق كليتشدار أوغلو على شروطها، فإن أكشنار ستبدي الموافقة على أن يكون "مرشحا مشتركا".
معضلة باباجان وداود أوغلو
ولا تعد مطالب أكشنار المشكلة الوحيدة في الطاولة السداسية، فهناك مسألة قوائم الحزب النيابية التي سيدخل فيها علي باباجان وأحمد داود أوغلو، والمنطق يقول إنهما يكونان ضمن قوائم حزب الجيد، لكن أكشنار لا تبدي حرارة لذلك، وعليه فإنه يبقى البديل الوحيد لهما هو حزب الشعب الجمهوري.
وأوضح الكاتب شاهين، أن هناك معضلة كبيرة بالنسبة لداود أوغلو وباباجان في مستقبلهما السياسي مع اعتبارهما "نائبين عن حزب الشعب الجمهوري" إذا دخلا ضمن قائمة الحزب الذي يغاير "اليمين الوسط".
مسألة أخرى، تتعلق بمدح باباجان للفريق الاقتصادي الذي أعلن عنه كليتشدار أوغلو، ويشير الكاتب إلى أن طرح اسم الخبير الأمريكي جيريمي ريفكين، قد يقف خلفه باباجان.
وتابع شاهين، بأن كليتشدار أوغلو قد يلعب بورقة باباجان الرابحة ضد أكشنار في مسألة الاقتصاد، مشيرا إلى أن الطاولة السداسية تحولت إلى طاولة مساومة ما بين أعضائها.
يناير المقبل تتضح مسألة المرشح المشترك
الكاتبة التركية هاندا فرات، في
تقرير على صحيفة "حرييت"، أوضحت أنه ليس من السهل أن تجتمع ستة أحزاب تختلف عن بعضها في طاولة واحدة، ويرى مسؤولوها أنه من الطبيعي أن تكون هناك اختلافات في وجهات النظر، وما يجري ليس من الصواب اعتباره أزمات، ولو كان الأمر كذلك فإنها ما تمكنت الطاولة السداسية من الإجماع على النصوص التي أعلنت عنها بشأن خارطة الطريق والتعديلات الدستورية المقترحة.
ونقلت الكاتبة عن مصادر أن حزب الشعب الجمهوري حسم موقفه وقرر أن مرشحه للرئاسة هو كليتشدار أوغلو ما لم يطرأ أي طارئ، وأنه يمكن لأكشنار أو أي زعيم بالطاولة ترشيح اسم آخر.
وأشارت إلى أن الطاولة السداسية ستجتمع لدى زعيم حزب المستقبل ثم الجيد، ثم السعادة، وسيعقد اجتماعان في كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
وتتوجه الأنظار إلى الاجتماع الثالث لدى زعيم حزب السعادة في كانون الثاني/ يناير، حيث من المتوقع أن تتضح مسألة المرشح المشترك الشهر المقبل.