نشرت السلطات الإندونيسية، الثلاثاء، حصيلة جديدة لضحايا زلزال ضرب جزيرة جاوا، الاثنين، في وقت يواصل فيه عناصر الإنقاذ جهودهم للعثور على ناجين تحت الأنقاض.
وقال رئيس الوكالة الوطنية للتخفيف من حدة الكوارث، سوهاريانتو، الذي يستخدم مثل الكثير من الإندونيسيين اسما واحدا فقط، في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، إن عدد القتلى ارتفع إلى 268 قتيلا، فيما وصل عدد المصابين إلى 1083 مصابا. وهذه الحصيلة هي الأكبر لزلزال في إندونيسيا منذ عام 2018.
وأضاف: "تمت معرفة 122 جثة، ولا يزال هناك 151 شخصا في عداد المفقودين"، لافتا إلى أن عدد النازحين جراء الزلزال بلغ 58 ألفا و362 شخصا.
تم تحديد مركز الزلزال الذي بلغت قوته 5,6 درجات وضرب الاثنين إقليم جاوا الغربي، الأكثر اكتظاظا بالسكان في هذا الأرخبيل الواقع جنوب شرق آسيا، بالقرب من منطقة سيانجور.
وقال المسؤول، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية، إن "أولويتنا تكمن في البحث عن الضحايا وإجلائهم"، مشيراً إلى وجود 151 شخصاً في عداد المفقودين.
وقضى الضحايا في انهيار المباني وفي انزلاقات التربة التي سببتها الهزات الأرضية.
اقرأ أيضا: عشرات القتلى بإندونيسيا جراء زلزال ضرب بلدات بجاكرتا (شاهد)
ووعد الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو بمنح تعويضات خلال زيارته للمكان، طالباً من فرق الإنقاذ "تعبئة عناصرها" للسماح بإجلاء الضحايا في المقام الأول.
أظهرت صور التقطتها مسيرات مدى الضرر الناجم عن الزلزال، مع جرافات تحاول شق طريق بعد انهيار رقعة كاملة من تلة ترابية.
ويشق رجال الإنقاذ طريقهم عبر الأنقاض والأشجار المتساقطة للوصول إلى المناطق التي من المرجح وجود سكان عالقين فيها، على ما أفاد ديماس ريفيانسياه، وهو منقذ يبلغ 34 عامًا ويعمل إلى جانب عشرات الأشخاص، لوكالة فرانس برس.
وأوضح: "لم أنم على الإطلاق منذ يوم أمس (الاثنين) لكن علي الاستمرار لأن هناك ضحايا لم يتم العثور عليهم".
ومن بين الضحايا طلاب مدرسة داخلية إسلامية أو سكان لقوا حتفهم في منازلهم جراء سقوط سقف أو جدران.
وقال ابريزال موليادي (14 عاماً) لوكالة فرانس برس إن "الغرفة انهارت وطُمرت ساقاي تحت الأنقاض. كل شيء حدث بسرعة"، بعد أن انتشله ووضعه في مكان آمن أحد أصدقائه الذي لقي حتفه في وقت لاحق.
عمليات إنقاذ متأخرة
وتزداد عمليات البحث صعوبة بسبب انسداد الطرقات وانقطاع التيار الكهربائي في هذه المنطقة الريفية التي بنيت منازلها من الخشب والخرسانة.
تضرر أكثر من ألفَي منزل ونُقل حوالي 13 ألف شخص إلى مراكز الإجلاء، على ما أعلن حاكم إقليم جاوا الغربية رضوان كميل الذي تحدث مساء الاثنين عن مصرع 162 شخصاً.
وعالج أطباء مصابين في الهواء الطلق بعد الزلزال الذي شعر به سكان في أماكن بعيدة مثل العاصمة جاكرتا.
في صورة التقطها مصور وكالة فرانس برس، نرى أبًا يحمل جثة ابنه ملفوفة في كفن أبيض وهو يسير في قريته الواقعة بالقرب من سيانجور.
واصل العديد من السكان الآخرين البحث عن أقاربهم المفقودين وسط الخراب.
كان والد رحمة ليونيتا يركب دراجته النارية عندما ضرب الزلزال مدينة سيانجور وهي تبحث عنه منذ يوم أمس.
وقالت هذه الإندونيسية البالغة 38 عاما وهي تبكي "هاتفه مغلق. أنا في صدمة وقلقة كثيرًا ولكني ما زلت آمل" في العثور عليه.
وقالت مصلحة الأرصاد الجوية الإندونيسية إنها سجّلت 62 هزة ارتدادية في سيانجور بعد الزلزال تراوحت قوتها بين 1,8 و4 درجات.
وبحسب هيئة المسح الجيولوجي الوطنية، فإن طبيعة تضاريس المنطقة والرواسب البركانية القابلة للتفتت "زادت من حدة الصدمات" الزلزالية الناجمة عن تصدع نشط.
تشهد إندونيسيا بانتظام زلازل أو انفجارات بركانية، بسبب موقعها على "حزام النار" في المحيط الهادئ حيث تلتقي الصفائح التكتونية.
في العام 2018، تعرضت جزيرة لومبوك وجزيرة سومباوا المجاورة لزلزال عنيف أدى إلى مقتل أكثر من 550 شخصًا.
في العام نفسه، تسبب زلزال آخر قوته 7,5 درجات بتسونامي ضرب بالو في جزيرة سولاويزي، ما أسفر عن مقتل أو فقدان نحو 4300 شخص.
عشرات القتلى بإندونيسيا جراء زلزال ضرب بلدات بجاكرتا (شاهد)
أفعى تقتل امرأة وتبتلع جثتها كاملة في إندونيسيا (شاهد)