صحافة دولية

WP: هؤلاء هم الخاسرون من الخارج بالانتخابات النصفية الأمريكية

زعماء كانوا يأملون عودة ترامب- جيتي

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا لماكس بوت، قالت فيه إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وبنيامين نتنياهو، هم أكبر الخاسرين من الخارج من نتائج انتخابات التجديد النصفي بالكونغرس الأمريكي.

 

وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إن الديمقراطيين حققوا نتائج كبيرة لم يحصلوا عليها منذ القرن الماضي في انتخابات التجديد النصفي ولحزب في السلطة، أما المرشحون الذين صادق عليهم الرئيس السابق دونالد ترامب فخسروا.

 

ولم تهز الانتخابات السياسة المحلية، بل وستظهر تردداتها في الخارج. فالديكتاتوريون والشعبويون من اليمين المتطرف كانوا يأملون بعودة ترامب إلى السلطة من جديد، وقد خاب أملهم، أما حلفاء أمريكا الديمقراطيون فقد تنفسوا الصعداء.


وذاكرت أن موسكو وكييف كانتا تراقبان الانتخابات النصفية عن كثب، وشعر الأوكرانيون بالخوف من منظور عودة الجمهوريين إلى السلطة، وقطعهم المساعدات عن الحرب. وكان هذا خوف حقيقي في ضوء تصريحات كيفن ماكارثي، النائب الجمهوري عن كاليفورنيا، الذي سيقود الغالبية الجمهورية حال فوز الحزب بمجلس النواب أثناء الحملات الانتخابية، من أنه لن تكون هناك شيكات مفتوحة لو فاز حزبه.

 

وفي ظل الأداء الفاشل للجيش الروسي، فإن قطع المساعدات الأمريكية عن أوكرانيا هو رهان بوتين للانتصار في الحرب؛ وهو ما يفسر تنشيط الكرملين الذباب الإلكتروني قبل الانتخابات لمساعدة حركة "ماغا" التي يقودها ترامب على الفوز.

 

اقرأ أيضا: ECO: بعد الانتخابات النصفية.. هل غدت ديمقراطية أمريكا أقوى؟
 

وقال الدعائيون الروس إن بوتين تجنب حتى الإعلان عن سحب قواته من مدينة خيرسون إلا بعد يوم من الانتخابات؛ لكي لا يعطي الرئيس جو بايدن وحزبه الديمقراطي دفعة انتخابية، لكن الديمقراطيين حققوا نتائج جيدة، أما روسيا فقد حصلت على نتائج سيئة. 


وهناك دولة كانت ستستفيد من انتصار الجمهوريين، وهي الصين، ليس لأن هناك تعاطفا كبيرا معها داخل "ماغا" مقارنة مع التعاطف مع بوتين، ولكن لأن الصين التي تعد أكبر متحد جيواستراتيجي كانت ستستفيد من رئيس ضعيف، وتعمل على تقسيم الأمريكيين.

 

وقالت الصحيفة إنه لو خسر الديمقراطيون، لكان الرئيس الصيني شي جين بينغ في وضع قوي عند لقائه مع الرئيس بايدن في قمة العشرين ببالي الإندونيسية.

 

ولم يتم التجديد لبايدن لولاية أخرى، بل ومنحته الانتخابات دفعة قوية لمواصلة أجندته حتى نهاية ولايته في 2024. وسيكون بايدن في وضع قوي أمام شي، وأكثر من هذا، فالاقتصاد الأمريكي الذي يعاني من تضخم سيتجنب الركود.


وراقبت دول الشرق الأوسط الانتخابات عن كثب، وحيث وضع عدد من حلفاء الولايات المتحدة غير الليبراليين رهاناتهم على نجاح ترامب، وهو الشخص الذي تغاضى عن انتهاكات حقوق الإنسان التي يقومون بها في بلادهم.

 

وفي مقابلة مع صحفية عربية، أخبرت الكاتبة أن نظام بلدها يقوم بسجن المزيد من الصحفيين، ويتجاهل احتجاجات وزارة الخارجية الأمريكية؛ لأن بلدها وغيره ينتظرون عودة ترامب إلى البيت الأبيض بعد عامين.

 

وتمثل مصر حالة امتحان لإدارة بايدن، التي تقوم حسب مستشارها للأمن القومي، جيك سوليفان، بعمل ما تستطيع، وتأمين الإفراج عن الكاتب والناشط البريطاني- المصري علاء عبد الفتاح، المضرب عن الطعام منذ عدة أشهر.

 

دولة أخرى في الشرق الأوسط كانت تتجاهل الرئيس بايدن، هي السعودية، فقد قام الرئيس الأمريكي بزيارة لجدة في تموز/ يوليو، والتقى مع ولي العهد محمد بن سلمان. وكان يأمل بايدن من أن تتعاون المملكة مع أمريكا في الحفاظ على مستويات عالية من إنتاج النفط لتخفيف حدة التضخم الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا. ورفض ولي العهد المساعدة، فيما نظر إليها كمحاولة للإضرار ببايدن والسماح بعودة "ماغا".

 

وخسر الرهان أيضا بنيامين نتنياهو العائد للسلطة، وفضل ترامب على بايدن. ويجب عليه الآن الاستماع وباهتمام أكبر لما يقوله له بايدن، وعدم ضم أجزاء من الضفة الغربية مثلما يطالبه اليمين المتطرف في تحالفه.


ولا تزال الولايات المتحدة منقسمة، وربما سيطر الجمهوريون على مجلس النواب، إلا أن أداء الديمقراطيين القوي وغير المتوقع يترك بايدن في وضع قوي في الداخل والخارج.