صحافة إسرائيلية

غضب إسرائيلي إزاء نجاح الفلسطينيين بالأمم المتحدة

الجمعية العامة للأمم المتحدة - جيتي

كما توقعت محافل إسرائيلية قبل ساعات، ونشرته "عربي21" في تقرير سابق، فقد حقق الفلسطينيون إنجازا دبلوماسيا في الأمم المتحدة، عقب قرار لجنتها الخاصة المعنية بالسياسة وإنهاء الاستعمار بأن محكمة العدل الدولية في لاهاي ستحاكم إسرائيل على "استمرار الاحتلال"، رغم أنه لن يدخل حيز التنفيذ حتى تتم الموافقة عليه من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل، ولذلك فإنها لم تتوقع محافل الاحتلال حدوث مفاجآت بسبب الأغلبية التلقائية ضده في المنظمة الدولية.

في الوقت ذاته، أكدت أوساط دبلوماسية إسرائيلية أنها لن تتعاون في صياغة فتوى محكمة العدل الدولية بعد قرار الأمم المتحدة، لأنها قد تتهم بالضم بحكم الأمر الواقع، ولكن إذا تم تحديد ذلك، فلن تتمسك به سوى دول قليلة، مع العلم أن الفلسطينيين أخذوا نضالهم خطوة أبعد، ما يكشف بعضا مما تعتبره تل أبيب "الصداع السياسي" الذي سيصاحبها قريبا.

إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أكد أن "رأي محكمة العدل الدولية يقرر أن احتلال الضفة الغربية دائم، كما أنه يطالب الفلسطينيون بتحديد ذلك، ما يعني أن إسرائيل ستتهم بالضم الفعلي لها، ولذلك فإن من المحتمل ألا تتعاون مع اللجنة الأممية، لكن هذا قرار من المحتمل أن تتخذه الحكومة المقبلة، بقيادة رئيس الوزراء ووزير الخارجية المقبلين، مع العلم أنه عادة ما يستغرق الأمر من المحكمة عاما كاملا لتأليف مثل هذا الرأي".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "المحكمة تضم 15 قاضياً سيفحصون القضية، ويحققون فيها، ويصوغون قراراً أخيرًا، صحيح أنه ليس ملزمًا قانونًا لأي من الأطراف، لكن العديد من البلدان ترى أن أحكامها "معيار" قانوني دولي، فضلا عن كون الفلسطينيين تمكنوا من المضي في معركتهم خطوة إلى الأمام، لصالح معركة قانونية ستعطي أيضًا حركة المقاطعة العالمية (بي دي أس) دفعة معنوية، لأنه إذا استنتجت المحكمة أن هذا احتلال مستمر، فستواجه إسرائيل مشكلة خطيرة، وسيكون هناك عدد قليل من الدول التي ستقف بجانبها".

وأكد أن "قرار الأمم المتحدة يعني أن أمامنا عملية ستكتسب زخماً، لا سيما أن العديد من البلدان والكيانات التي جلست على الحياد، ولا تعرف أي جانب تدعم، من شأن القرار أن يقويها ضد إسرائيل، ويمنحها سببًا قويًا لوقف شراء منتجات من مستوطنات الضفة الغربية، والتقدير الإسرائيلي أن الرأي المستقبلي للمحكمة سيغذي حركة المقاطعة، وسيشكل "صداعًا مستمرًا" سيعذب إسرائيل كثيرًا في الأشهر المقبلة".

على صعيد التصويت، صوتت 16 دولة فقط ضد القرار، وبجانب الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، فإن هناك 7 دول أوروبية هي: ألمانيا وإستونيا والمجر والتشيك وإيطاليا وليتوانيا وإستونيا، وليبيريا من أفريقيا، وغواتيمالا من أمريكا الوسطى، وجزر مارشال وميكرونيزيا وناورو وبالاو، أما الغالبية العظمى من 98 دولة فأيدت القرار، من أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية.. وبجانب روسيا وأوكرانيا، فقد صوتت دول أوروبية لصالحه: بلجيكا وإيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا وبولندا وتركيا، بجانب الصين، وأهم دولتين في أمريكا الجنوبية الأرجنتين والبرازيل، وجميع الدول العربية، بما فيها المطبّعة مع الاحتلال وهي الإمارات والأردن ومصر.

 

اقرأ أيضا: الاحتلال قلق من إنجاز قد يحققه الفلسطينيون بالأمم المتحدة

الغريب أن أوكرانيا أيدت الاقتراح الفلسطيني، ربما احتجاجا على الموقف الإسرائيلي من عدم دعمها في الحرب ضد روسيا، ما حدا بالسفير الإسرائيلي لديها مايكل برودسكي للتعليق بالقول إن "الدعم الأوكراني للقرار مخيب للآمال للغاية، لأنه ينفي الارتباط اليهودي بالمسجد الأقصى، وإن دعم المبادرات المناهضة لإسرائيل في الأمم المتحدة لا يساعد في بناء الثقة بين إسرائيل وأوكرانيا".

أما السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة غلعاد أردان فزعم أن "كل دولة أيدت القرار قدمت شهادة وفاة لصالح المصالحة، وساهمت في استمرار الصراع، وإن تورط هيئة قضائية في صراع دام عقودًا لمجرد إملاء مطالب أحد الأطراف عليها، يعني مزيدا من السنوات العديدة من الركود، وإن النهج الأحادي الجانب لهذا القرار يلغي أي فرصة لحدوث مصالحة تاريخية".