قضايا وآراء

ماذا يعني 11/11 للمصريين؟

1300x600
المدخل الصحيح لهذا الموضوع أن مصر لم تعد هي مصر الهادئة هدوء جريان النيل على أراضيها وفي وديانها منذ آلاف السنين، ولم يعد سكانها هم ذلك الشعب الساكن المستكين على ضفاف النهر ككل الشعوب النهرية، بل لم يعد الصبر واستلهام حكمة السنين التي عرفها على طول تاريخه الممتد منذ فجر التاريخ، والذي فسّره بعضهم بأنه صبر المستكين، من أهم خصائصه.. فما الذي جرى في عروقه؟! وما الذي يتدفق اليوم في نهره الذي لم ينقطع لآلاف السنين؟

إنها ثورة يناير التي سأصدقك إن قلت إنها غيّرت في تركيبة جينات شعبنا، بل وجعلت السلطات الخائبة تفرّط في النهر الذي عاش عليه وعلى ضفافه آلاف السنين؛ علها تقطع شريان الحياة عن ثورة أخرى تستمد غضبتها من فيضانه الذي ما عاد يتدفق ومن دفقاته التي ضخت الحياة والبقاء في العروق.
الغضبات تتوالى من الميادين تارة ومن داخل الأزقة تارة أخرى، ومن قلب "التوك توك" والحواري والمدارس تارات.. ومن يومها تتوالى الانتفاضات والغضبات والاحتجاجات وكل مظاهر الثورة، رافعة ذات اللواء (الحرية) ومطالبة بذات المطالب (العيش والكرامة الإنسانية)، مصممة على التغيير

إنها ثورة يناير التي ضخت دماء جديدة في عروق شعبنا وفي شرايينه، وجعلت الغضب يتسلل إلى قلبه في كل لحظة عدوان على حقوقه وفي مواجهة كل من يعتدي على حرياته، رافضا الظلم ورافضا أن يستكين لظالميه.

ومن يومها والغضبات تتوالى من الميادين تارة ومن داخل الأزقة تارة أخرى، ومن قلب "التوك توك" والحواري والمدارس تارات.. ومن يومها تتوالى الانتفاضات والغضبات والاحتجاجات وكل مظاهر الثورة، رافعة ذات اللواء (الحرية) ومطالبة بذات المطالب (العيش والكرامة الإنسانية)، مصممة على التغيير الذي لم يعد بعيد المنال.
هذا التجاهل لقضيتنا الذي يبديه المجتمعون في شرم الشيخ -الذي بدا وكأنهم اجتمعوا ليتآمروا علينا- لن يطول، وسيَفْهم الجميع حتما مطالبنا وسيتفهمون يوما غضبتنا إذا واصلنا التمسك بحريتنا وكرامتنا


لم يفهم الحكام ولم تدرك السلطات الغاشمة حتى اليوم أسباب غضبة شعبنا وسخطه، بل إنهم يتعامون عنه وعن كل أسبابه، كما لم يتجاوب العالم مع أي قدر من هذه الغضبات ولم يبد أي إحساس بآلام شعبنا، فلسنا أصحاب ثورات ملونة ينتفضون لها ويوفرون لها كل غطاء، ولسنا أصحاب عيون ملونة كي يفتحوا لنا قلوبهم قبل بيوتهم!!

لكن هذا لن يفتّ في عضدنا أو يوهن من عزيمتنا، فنحن شعب كريم يأبى الضيم ولا يطلب سوى حريته، ولا يتطلع إلا للكرامة والعيش اللائقين بإنسان القرن الحادي والعشرين.

لهذا، فإن هذا التجاهل لقضيتنا الذي يبديه المجتمعون في شرم الشيخ -الذي بدا وكأنهم اجتمعوا ليتآمروا علينا- لن يطول، وسيَفْهم الجميع حتما مطالبنا وسيتفهمون يوما غضبتنا إذا واصلنا التمسك بحريتنا وكرامتنا.. الجميع سيتسلم رسالتنا حين نلحّ على توصيلها بكل الطرق وكافة السبل، ويومها سيعتذرون: لم نكن نعلم وعلمنا!! لم نكن نفهم وها نحن فهمنا!!