صحافة إسرائيلية

الإسرائيليون يحيون "ذكرى رابين" وسط مخاوف من اغتيال جديد

أشار كوتوب إلى أن "اغتيال رابين جاء لأنه أبرم اتفاقيات أوسلو مع الفلسطينيين"- الأناضول

تزامنا مع اكتساح اليمين لانتخابات الكنيست، أحيا الإسرائيليون الذكرى السنوية السابعة والعشرين لاغتيال رئيس الوزراء الراحل إسحاق رابين برصاص ناشط يميني تأثر بتحريض بنيامين نتنياهو وقادة اليمين، مما دفع أنصار رابين وحزب العمل الذي قاده لاعتبار هذا التزامن "كئيباً".

 

وشهدت مدينة تل أبيب في الساعات الماضية مسيرة لإحياء ذكرى اغتيال رابين برصاص الناشط اليميني يغآل عامير في أوائل تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1995، وسط اتهامات موجهة لزعيم المعارضة الفائز في الانتخابات نتنياهو بأنه من وقف على الشرفات والميادين أمام الآلاف الذين صاحوا "الموت لرابين" و"بالدم والنار سنطرد رابين من رئاسة الوزراء".


وذكر آدم كوتوب مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت، أن "مئات الإسرائيليين شاركوا في المسيرة، وغنوا أغنية السلام التي رددها رابين ليلة اغتياله، قبيل إصابته بثلاث رصاصات في ظهره، وسط خشية إسرائيلية من تدهور الأوضاع الإسرائيلية الداخلية بسرعة كبيرة إلى أماكن سيئة للغاية".

 

وأشار كوتوب إلى أن "اغتيال رابين جاء لأنه أبرم اتفاقيات أوسلو مع الفلسطينيين، وسعى لإنجاز التسويات مع جميع الدول العربية، لكنه جوبه بقتال مجموعات مختلفة وكبيرة من نوع نتنياهو، وبلطجية من نوع ابن غفير".


وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "بعد 27 عاما من اغتيال رابين فقد بدا لنا كيف أن قتله كان واضحًا لغالبية الجمهور الإسرائيلي، خاصة بعد أن اكتسبت الجماعات اليمينية الصهيونية قوة، وتسببت في إضعاف معسكر رابين، من خلال ما حصل من اغتيال، الذي شكل نقطة تحول، وأزمة مروعة في السياسة الإسرائيلية".

 

وتابع بالقول إنه "بقدر ما يشعر الإسرائيليون بالقلق منذ ذلك اليوم، فإنهم يعتقدون أن التدهور الإسرائيلي ما زال مستمرًا، لأن إسرائيل تسير نحو المحافظة الدينية السوداء، حتى أن غابوتنسكي لم يعتقد بإمكانية الوصول لدولة عنصرية وغاضبة وخائفة، مثل الثقافة السياسية السائدة في إسرائيل اليوم".

 

اقرأ أيضا:  اعتقالات بالضفة.. والاحتلال يسحب تعزيزاته من حاجز شعفاط

 

ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أنه في الذكرى السنوية السابعة والعشرين لاغتيال رابين، يظهر المجتمع الإسرائيلي منقسما أكثر من أي وقت مضى.

 

ووصل التحريض الداخلي آفاقا جديدة، لأن ما بعد اغتيال رابين يعتبر من أكثر الأوقات دراماتيكية في تاريخ دولة الاحتلال.

 

والقاتل عامير كان قوميًا متطرفًا، حيث غُسل دماغه بدعاية نتنياهو، واعتقد أن قتل رابين سيدفن عملية السلام مع الفلسطينيين، وينقذ الاحتلال من العواقب الكارثية التي ستلحق به، واستمر في التمسك بهذا الاعتقاد وهو وراء القضبان حتى اليوم.

 

وهذه الأيام تذكر الإسرائيليين بما سبق مقتل رابين، فالكراهية والانقسام في الشوارع الإسرائيلية أخطر مما كان عليه في ذلك الوقت.

 

وتدق أجراس الإنذار محذرة من اغتيال سياسي آخر، حيث يتجول نشطاء الليكود بقمصان عليها عبارة "اليساريون خونة"، فيما يغرد نجل نتنياهو باستمرار ضد قادة مؤسسات القانون، ويتهمهم بتشكيل تهديد وجودي على الدولة.

 

وبهذا المعنى، فإن المناخ الحالي أسوأ بكثير، لأن عملية التفكك الداخلي تتسارع بشكل كبير، ولم يعد الانقسام بين اليسار واليمين، بل أخطر من ذلك بكثير.