صحافة إسرائيلية

تحذير إسرائيلي من خطر تحالف "روسيا-إيران".. يهدد تل أبيب

أكرمان قال إن إيران تتخذ من الحرب الروسية الأوكرانية ميدانا لتجربة أسلحتها- وكالة فارس

تتواصل التحذيرات الإسرائيلية من "التداعيات الخطيرة" لتطور العلاقات بين طهران موسكو، إذ منحت الحرب في أوكرانيا فرصة لقيام إيران بتجربة أسلحتها وتطويرها، في حين أن نجاعة منظومات "إسرائيل" العسكرية لم تختبر بعد.


وقال الضابط السابق في جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، ليئور أكرمان، وهو كبير الباحثين في "معهد السياسات والاستراتيجيات" في جامعة "رايخمان"، إنه بعد مرور 8 أشهر على الحرب الروسية ضد أوكرانيا، "قللنا من تقدير العلاقة بين ما يجري في تلك الحرب وبين المصالح الأمنية لإسرائيل". لكن الواقع خلاف ذلك.


اختبار القدرات


وأكد في مقالة بصحيفة "معاريف" العبرية، أن "الشكل الذي وصلت إليه الحرب، يقف عمليا بمفاهيم عديدة تماما على عتبة إسرائيل ويرتبط ارتباطا وثيقا بأمنها"، موضحا أن "روسيا التي تسعى إلى إعادة تموضعها كإمبراطورية واستعادة المجد الذي أضاعته مع سقوط الاتحاد السوفياتي، تنتج تحالفات استراتيجية مع إيران والصين وروسيا البيضاء ودول أخرى، بنية العودة إلى تشكيل محور قوة عالمي جديد يقف في وجه الغرب من جهة، وفي وجه الشرق الأوسط من جهة أخرى".

 

اقرأ أيضا: دعوات لإنهاء حرب أوكرانيا.. وطهران تتحدث عن مسيّراتها

وذكر أن "التعاون بين موسكو وطهران الذي تطور مؤخرا، هام وذو أثرين مباشرين على تل أبيب: الأول؛ منظومة الصواريخ أرض-أرض الايرانية والمسيرات الانتحارية، التي تزود إيران بها روسيا بكميات كبيرة، وهي تجتاز تطويرات تكنولوجية وتشارك في أعمال حربية عملياتية على الأرض في أوكرانيا، وعمليا يدور الحديث عن حجم كبير من الخبراء والعسكريين الإيرانيين الذين يتواجدون في روسيا وفي المناطق المحتلة بأوكرانيا، ويشغلون منظومات الصواريخ والطائرات الانتحارية".


ونبه أكرمان إلى أن "هذه الحرب تشكل حقل تجارب واسعا للإيرانيين، يسمح لهم باختبار القدرات العملياتية للأسلحة التي بحوزتهم وأن يجروا تطويرات لها في إطار القتال، وهذه الصواريخ والطائرات مخطط لها في المستقبل أن تتجه نحو إسرائيل"، كاشفا أن "نجاعة منظومات الدفاع القائمة في إسرائيل لم تختبر بعد في واقع حربي، وتعد هذه مسألة أمنية استراتيجية، على إسرائيل أن تكرس لها كامل الاهتمام".


والأثر الثاني؛ هو "الحلف الآخذ بالتعزز بين روسيا وإيران، بينما السيطرة الأمريكية في الشرق الأوسط تضعف حتى التآكل شبه التام على مدى السنين".


ولفت الضابط إلى أن "روسيا تغض النظر عن تصعيد إيران لأعمالها في سوريا، في حين أن موسكو أيضا تغض النظر عن أعمال إسرائيل في سوريا، وتهاجم القواعد التي تحاول إيران بناءها، إضافة إلى خطوط توريد الأسلحة لحزب الله"، موضحا أنه "في إطار هذا الحلف، فإن الثمن لقاء الصواريخ والأسلحة للروس ستجبيه إيران من روسيا من خلال سلسلة طويلة من الامتيازات؛ بالحصول على طائرات قتالية حديثة وتكنولوجيات ومواد لتحقيق استراتيجية النووي الإيرانية، وهذا يعزز إيران من ناحية عسكرية".

 

اقرأ أيضا: اتهامات جديدة لإيران بإرسال خبراء عسكريين للقرم لدعم روسيا

وأشار إلى أن "الجانب الإضافي لهذا الحلف؛ هو التنحية شبه التامة للاتفاق النووي الذي تحاول الولايات المتحدة وأوروبا توقيعه مع إيران، فالحلف المتوثق ينحي جانبا العقوبات التي يزعم أنها ستفرض على إيران حال خرق الاتفاق، وعمليا لا تعود هناك أهمية لتوقيعها أو عدم توقيعها على الاتفاق، لأنه في كل حال فقد فتحت للإيرانيين إمكانية تسلح وتقدم تكنولوجي لتعاظم قوة نووية في القناة الروسية مع وبدون اتفاق أو عقوبات من الغرب، ولهذا الموضوع معنى حرج مباشر على أمن إسرائيل".


قناة أمنية وسياسية


وبين أن روسيا التي تسيطر على مناطق في أوكرانيا، "تبقي على قناة مفتوحة مع إسرائيل في ظل إعطاء إمكانية لسلاح الجو للعمل في سوريا"، مضيفا أنه "في إسرائيل مثلما هو دوما، لا توجد حكومة، لا توجد سياسة ولا توجد أي استراتيجية تجاه التهديدات المتعاظمة".


ونبه الباحث إلى أن "الفرضية السائدة في أوساط رجال الأمن والمحللين؛ أن لإسرائيل قدرات جيدة للدفاع في وجه تهديد الصواريخ والمسيرات الإيرانية، لكن هذه القدرة لم تختبر في ميدان المعركة، ولما كانت منظومات الدفاع الإسرائيلية لن تورد لأوكرانيا، فإنه ينبغي الافتراض أن قدرتها لن تختبر في المستقبل".


وقال: "بغياب استراتيجية إسرائيلية واضحة، تبقى الساحة السياسية الأمنية في الموضوع سائبة تماما، وكل زعيم إسرائيلي يتحدث بصوت مختلف، البعض يؤيد التعاون مع روسيا، البعض يتبنى المساعدة للأوكرانيين والبعض يؤيد الجلوس على الجدار وانتظار اليوم التالي، لكن في الوقت الذي لا تتخذ فيه إسرائيل أي سياسة أو استراتيجية في الموضوع، تواصل روسيا وإيران التقدم بوتيرة سريعة لتحقيق أهدافهما السياسية والأمنية".


وشدد على ضرورة أن "تبلور إسرائيل استراتيجية واضحة وبعيدة المدى للتصدي للتهديد الإيراني، مع التشديد على تعزز الحلف مع روسيا، وفي إطار ذلك، على إسرائيل أن تتخذ قرارات حول مدى المساعدة التي ستعطى لأوكرانيا من حيث منظومات الدفاع؛ وتعزيز وبناء قدرات الإحباط المباشرة للبرنامج النووي الإيراني؛ واستراتيجية العمل الإسرائيلية تجاه حزب الله في لبنان، فمن هناك يحدق اليوم التهديد الأكثر مغزى للصواريخ نحو إسرائيل".


وبالتوازي، فإنه "يتعين على إسرائيل أن تبقي قناة أمنية وسياسية مفتوحة مع الروس لغرض استمرار حرية العمل ضد الإيرانيين في سوريا، وبالطبع مواصلة القتال الاستخباري العملياتي حيال إيران في القنوات الأكثر سرية"، بحسب الضابط الإسرائيلي الذي قال في نهاية مقاله: "من المهم لقادة إسرائيل، أن يفهموا أن لحرب روسيا في أوكرانيا يوجد اليوم التالي الذي ستصل فيه المعركة إلى عتبتنا".