فتحت السلطات التونسية تحقيقا بشأن الطفلة البالغة من العمر أربع سنوات، وقد وصلت من دون ذويها إلى السواحل الإيطالية في قارب يضم مهاجرين غير قانونيين.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحرس الوطني التونسي (الدرك) حسام الدين الجبابلي في تصريحات صحفية إن "النيابة العمومية فتحت تحقيقا وقرّرت الاحتفاظ بالأب والأمّ" بتهمة "تكوين وفاق من أجل عبور الحدود البحرية خلسة".
وكان من المفترض أن تشارك العائلة المؤلفة من الأب والأمّ وابن يبلغ سبع سنوات فضلا عن الطفلة، في عملية الهجرة التي انطلقت من سواحل منطقة "صيّادة" الساحلية، لكن "الأب سلّم الطفلة لأحد المهربين على متن القارب وعاد ليساعد زوجته وابنه غير أن القارب انطلق ووصل إلى جزيرة لامبيدوزا".
ووالدا الطفلة يعملان بائعين متجولين في مناطق الساحل التونسي (شرقا) ودفعا مبلغا يقدر بـ24 ألف دينار (نحو 7500 يورو) للمهرّب مقابل المشاركة في عملية العبور.
وفتحت النيابة العامة تحقيقا شمل والدي الفتاة ومجموعة من الأشخاص بتهمة "تكوين وفاق يهدف إلى اجتياز الحدود البحرية خلسة"، و"إهمال شؤون قاصر"، مستبعدة تهمة الاتجار بالبشر عن الوالدين.
ولاحقا، قررت النيابة الإبقاء على والدي الطفلة بحالة سراح، وفق ما صرّح به المحامي رياض العاشق، منوّب الزوجين، فيما تم إيقاف ثلاثة أشخاص على علاقة بالقضية.
وأفاد محامي أحد الموقوفين على ذمة البحث التحقيقي بأن منوبه هو صاحب المركب الذي تمّت على متنه عملية الهجرة غير النظامية.
وأضاف المحامي لطفي زويتين في تصريح لإذاعة "موزاييك إف إم" أن منوبه ادعى أنه تمّت سرقة مركبه وقد قام بإعلام السلطات الأمنيّة دون أن يحدد تاريخ الإعلام بحجة سرية الأبحاث، وفق تعبيره.
وعن مصير الفتاة، كلّفت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن التونسية، المندوب العام لحماية الطفولة، بالتنقّل صباح السبت، إلى مدينة باليرمو الإيطالية، حيث سيتولى المسؤول التونسي بالتنسيق مع المصالح القنصلية التونسية في باليرمو والسلطات الإيطالية، "التعهّد الميدانيّ بالطفلة وضمان مراعاة مصلحتها الفضلى وإتمام الإجراءات والتدابير لتأمين عودتها إلى أرض الوطن".
وفي بلاغ، أكدت وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج أن البعثة الدبلوماسية التونسية ومصالح القنصلية بإيطاليا تولي أهمية مطلقة لملف طفلة الأربع سنوات التي وصلت في عملية هجرة غير نظامية إلى السواحل الإيطالية غير مصحوبة بأفراد عائلتها.
وأضافت الوزارة أنه تم إيلاء أهمية للموضوع منذ تسلّم السلطات الإيطالية للطفلة، وذلك من خلال المتابعة الحثيثة والتنسيق المستمرّ مع الجانب الإيطالي والمنظمات الإنسانية المختصّة، من أجل تأمين سلامتها وتوفير الإحاطة الصحية والنفسية اللازمة لها حيث تمّ إيواؤها بمركز مختصّ لرعاية الأطفال.
وفي السياق، أعلن الحرس الوطني التونسي الجمعة عن اعتراضه أكثر من 800 مهاجر، بينهم مئات التونسيين، ليل الأربعاء الخميس، أثناء محاولتهم الإبحار إلى أوروبا.
وقال المتحدث باسم الحرس في بيان إنه تم "إحباط عدد 37 عملية اجتياز للحدود البحرية خلسة" من مختلف سواحل البلاد و"نجدة وإنقاذ عدد 813 مجتازا" أكثر من نصفهم يحملون "جنسيات إفريقيا جنوب الصحراء والبقية تونسيون".
وأضاف أنه تم توقيف 48 شخصا في مناطق مختلفة بينهم ستة مطلوبين "من أجل تكوين وفاق قصد اجتياز الحدود البحرية خلسة".
اقرأ أيضا: مسؤول أممي يهاجم أمهات مهاجرين تونسيين.. غضب وانتقادات
وتكشف أحدث الأرقام الرسمية عن اعتراض أكثر من 22500 مهاجر قبالة السواحل التونسية منذ بداية العام الحالي، بينهم نحو 11 ألفًا من دول إفريقيا جنوب الصحراء.
ومطلع أيلول/ سبتمبر الماضي، لقي 12 تونسيا حتفهم اثر غرق مركبهم قبالة السواحل الشرقية للبلاد.