تناولت صحيفة الفاينانشال تايمز، في افتتاحيتها، ما اعتبرته "معركة السيطرة على سوق النفط العالمية"، عقب الأزمة التي خلفها قرار مجموعة أوبك+ بخفض الإنتاج.
وذكرت الصحيفة أن زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، المفاجئة لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، كانت أمرا مثيرا للجدل.
وقالت إنه بعد ثلاثة أشهر من هذه الزيارة لم يكافَأ الرئيس الأمريكي بالزيادة المأمولة في إنتاج النفط بل تقرر خفض رئيسي بمقدار مليوني برميل يوميًا من قبل مجموعة أوبك+ التي تحالفت مع روسيا منذ عام 2016.
وأشارت الفاينانشال إلى أن "هذا الخفض جاء قبل خمسة أسابيع من الانتخابات النصفية الأمريكية حيث يمكن أن تلعب أسعار البنزين دورًا حاسمًا".
وأضافت أن القرار "يشير إلى أن السعودية تتمسك بعلاقتها مع موسكو، حتى مع تصعيد فلاديمير بوتين لحربه في أوكرانيا".
ولفتت إلى أن مسؤولين سعوديين وأوبك يؤكدون على أن التخفيضات لم تكن بدوافع سياسية، بل جاءت في مواجهة ركود محتمل في أوروبا وأماكن أخرى من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض الطلب، إضافة لكونهم يحاولون وضع حد أدنى للأسعار وحماية الإيرادات وزيادة الطاقة الإنتاجية.
اقرأ أيضا: مشرعون أمريكيون يدعون لخطوات ضد السعودية بعد قرار أوبك+
ورأت الصحيفة أنه على الرغم من تلك التصريحات، فإن "التحرك لخفض الإنتاج الآن هو جزء من صراع أوسع للسيطرة على سوق النفط العالمية".
واعتبرت أن "السعودية منزعجة من المحاولات التي تقودها الولايات المتحدة للتأثير على الأسعار، حيث ضغطت إدارة بايدن من أجل تحديد سقف لأسعار النفط الروسي وترى أوبك في ذلك محاولة لتغيير ميزان القوى نحو الدول المستهلكة وتخشى أن مثل هذه الآلية قد يتم استخدامها في يوم من الأيام ضدها".
وقالت الصحيفة إن أوبك تحاول استعادة السيطرة على السوق وإثبات أنها لا يزال لديها القدرة على تحديد السعر.
وحسب الفاينانشال تايمز فإنه من المؤكد أن السعودية تحاول إرسال إشارات سياسية لرئيس أمريكي وصفها بـ "المنبوذة" بعد القتل الوحشي للصحفي جمال خاشقجي، وتهدف إلى إظهار أن لديها أصدقاء آخرين في بكين ونيودلهي وموسكو.
وخلصت الصحيفة بالقول إن "ولي العهد السعودي قد يكون قد أسرف في استخدام القوة، حيث من غير المرجح أن تقدم الصين والهند وروسيا حماية أمنية للسعودية تماثل التي قدمتها الولايات المتحدة على مدى عدة عقود".
وختمت بالقول إن ارتفاع أسعار النفط الآن قد يؤدي إلى تعميق أي ركود وشيك وما ينتج عن ذلك من تدمير للطلب.