ملفات وتقارير

ما أهداف اجتماعات جنيف التي دعت إليها واشنطن حول سوريا؟

هيئة التفاوض أجرت اجتماعات مع ممثلي 15 دولة بدعوة أمريكية- جيتي

اختتمت الأربعاء، في جنيف الاجتماعات التي أجرتها هيئة التفاوض السورية مع وفود دولية ممثلة لمجموعة "أصدقاء الشعب السوري"، ليؤكد البيان الختامي على ضرورة التوصل إلى حل سياسي وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2254، ودعم اللجنة الدستورية.

وكانت هيئة التفاوض قد أجرت اجتماعات الثلاثاء والأربعاء مع ممثلي 15 دولة بدعوة من الولايات المتحدة، وبحضور المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون.

وذكر البيان الختامي للاجتماعات، أن المجتمعين أكدوا على "ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا وفق القرار 2254"، كما "أكدوا على الدعم المستمر لوقف إطلاق النار في سوريا".

ولفت البيان إلى "دعم مسار اللجنة الدستورية وضرورة إجراء انتخابات حرة ونزيهة، وضرورة إطلاق سراح المعتقلين وتهيئة ظروف آمنة لعودة اللاجئين".

بدوره، أكد نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية للملف السوري وبلاد الشام إيثان غولدريتش دعم الولايات المتحدة لحقوق الشعب السوري، مبيناً أن بلاده ضد عمليات التطبيع مع نظام الأسد، وأنها تبذل جهدا من أجل تفعيل القرار 2254 ودفع العملية السياسية بخطوات جدية، وصولًا إلى الحل السياسي المبني على القرارات الدولية.


وفي هذا الشأن، يقول عضو "هيئة التفاوض السورية" طارق الكردي، إن الاجتماعات في جنيف جاءت نتيجة حراك سياسي وحملة علاقات عامة قامت بها "هيئة التفاوض" مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة، وكانت الدعوة بعد فترة من الجمود في المسار السياسي وتحديدا بعد أن قام النظام بعرقلة انعقاد الجولة التاسعة من اللجنة الدستورية.

 

اقرأ أيضا: هل تحرّك روسيا "المسار الدستوري" لخلق تقارب سوري-تركي؟

وأضاف لـ"عربي21": من جهتنا في "هيئة التفاوض" موقفنا واضح نحن نتمسك بالعملية السياسية الهادفة إلى تنفيذ القرار ٢٢٥٤ بكل بنوده ومندرجاته، وهذا الخيار هو خيار استراتيجي لهيئة التفاوض حيث لا حل عسكريا في سوريا وأن الحل السياسي المستند إلى تطبيق القرارات الدولية هو الحل الوحيد للقضية السورية.

رسائل أمريكية لروسيا

ويبدو أن الاجتماع يهدف لقطع الطريق على محاولات روسيا تعويم مسار أستانا، بعيداً عن جنيف والأمم المتحدة، خاصة بعد تصريحات أدلى بها مندوب روسيا في الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، خلال جلسة مجلس الأمن الاثنين، اعتبر فيها أن صيغة "أستانا" هي "الآلية الدولية الأكثر فاعلية لتحقيق سلام طويل الأمد في سوريا".

وهو ما يؤكد عليه الكاتب والمحلل السياسي حسن النيفي، قائلا لـ"عربي21"، "إن إعادة الحديث من جانب الولايات المتحدة عن مسار جنيف والقرارات الأممية، ودعوة "هيئة التفاوض"، رسائل واضحة الدلالة إلى روسيا بالدرجة الأولى".

ويضيف أن الولايات المتحدة تركز حاليا على ضرورة العودة إلى مسار جنيف، للقول إن روسيا غير قادرة على فرض حل وفق مسار أستانا، حتى لو تحالفت مع تركيا وإيران.

وتريد واشنطن، وفق النيفي، أن تجعل موسكو مكبلة ولا تستطيع أن تحقق أي تقدم في الملف السوري.

إدارة الصراع السوري

وبعد أن وصف النيفي التحركات الأمريكية بـ"الجيدة"، قال: "لكن لا يمكن ترجمة هذه التحركات إلى مواقف عملية في القضية السورية، لأن استراتيجية البيت الأبيض واضحة المعالم ويمكن اختزالها بشعار الرهان على تغيير سلوك النظام السوري".

ويرى النيفي أنه رغم النبرة التصعيدية من الولايات المتحدة ضد النظام، إلا أنها لا تدعو إلى إزالته.

وبذلك يعتقد الكاتب أن ما يجري لا يخرج عن إطار إدارة الصراع السوري، لا البحث عن حلول له، وهذا ما يُفسر المناكفات الروسية- الأمريكية الحالية.

 

اقرأ أيضا: بيدرسون: انعقاد اللجنة الدستورية السورية لم يعد ممكنا

محاولة تحريك الملف السوري

ويرى الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة، أن الاجتماعات تأتي في وقت يشهد فيه الملف السوري حالة من الجمود، بسبب عدم اكتراث المجتمع الدولي بالملف السوري، واقتصار الاهتمام فيه على الأوضاع الإنسانية.

 

وبذلك، يعتقد المحلل في حديثه لـ"عربي21" أن من الطبيعي أن تتحرك المعارضة بكافة كياناتها لتحريك الملف ونفض الغبار عنه، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى كلنا نعلم بأن هيئة التفاوض في حالة عدم انسجام وأن رئيسها بدر جاموس تطفل على رئاستها تحت مسمى توافق الأطراف داخل الهيئة عليه.