مقابلات

خبير أمريكي لـ"عربي21": جولة بايدن ستنعكس سلبا على إدارته

صفوري أكد أن إدارة بايدن لم تخرج من جولته بالشرق الأوسط بنتائج كبيرة- عربي21

بايدن فشل في ملف الطاقة ونتائج الزيارة ستكون كارثية على إدارته

لم تكن هناك مصلحة أمريكية بهذه الزيارة وإسرائيل هي المستفيد الوحيد منها

تخفيض الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة مطلب داخلي

القضية الفلسطينية مثلت موضوعا هامشيا بالنسبة لإدارة بايدن 

لم ولن تقوم إسرائيل بالدفاع عن أي دولة عربية متحالفة معها 

تناول الخبير والمختص بالشأن السياسي الأمريكي، خالد الصفوري، في مقابلة أجرتها معه "عربي21"، نتائج زيارة الرئيس جو بايدن للشرق الأوسط، وكيف ستنعكس داخليا وخارجيا بالنسبة للولايات المتحدة، معتبرا أنها "ستنعكس "كارثيا" على إدارته. 

وركز الصفوري على مجموعة من النقاط المتعلقة بجولة بايدن، مقدما قراءته للملفات التي كانت سببا في هذه الزيارة، ومدى نجاحه في تحقيق أهدافها في ملفات الطاقة والعلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي والملف الفلسطيني، والوضع الحقوقي الذي تعيشه دول عدة في المنطقة.

وتاليا المقابلة كاملة كما أجرتها معه "عربي21":

بعد انتهاء زيارة بايدن للمنطقة، وعودته إلى واشنطن، هل تمكن من تحقيق أهدافه منها في الشرق الأوسط؟

 

كل ذلك يعتمد على معنى كلمة أهدافها. باعتقادي، فإن الرئيس بايدن تعرض لضغوط شديدة من "اللوبي المؤيد لإسرائيل"، ليقوم بهذه الزيارة، ولم يكن هناك أي مصلحة لإدارة بايدن أو لأمريكا بها.

المستفيد الأول من هذه الزيارة التي أجراها بايدن للمنطقة، هي إسرائيل، وثانيا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

 

اقرأ أيضا: الإندبندنت: هكذا تراجع بايدن عن جعل السعودية "منبوذة"

هل خرج بايدن من زيارته بتمهيد مناسب للقيام بتحالف عربي إسرائيلي برعاية أمريكية لمواجهة إيران كما روجته تقارير إعلامية متواترة مؤخرا؟


قد نرى تحالفا عربيا إسرائيليا لأسباب انتهازية، منها محاربة إيران، لكن دول الخليج تعرف تماما أنها ستدفع الثمن الأكبر لأي مواجهة مع طهران. 

وفي حال نشوب حرب مع إيران، فإن دول الخليج ستكون بمثابة خط الدفاع الأول عن "إسرائيل".

رغم كل التقارير الإعلامية حول تحالف إقليمي وناتو عربي، فإن هذا لم يتم التطرق له أو إنجازه خلال زيارة بايدن للشرق الأوسط، وأعتقد أن السبب الرئيس لفشل بناء الحلف أن السعودية والإمارات لا تريدان أن تعطيا أي نصر سياسي لإدارة بايدن.

هل نجح بايدن في الحصول على تعهد خليجي بما يتعلق بزيادة إنتاج النفط؟


لم يحصل بايدن على أي ضمانة برفع إنتاج النفط، بل على العكس من ذلك، فخلال وجود الرئيس الأمريكي في السعودية، أكد ابن سلمان على عدم تمكن المملكة من زيادة إنتاج النفط.

وبالتأكيد، هناك فشل داخلي في أمريكا بإدارة ملف الطاقة، وبايدن سوّق الزيارة بأنها تأتي لتخفيض سعر النفط، ودعا دول منظمة "أوبك" (المنتجة للنفط) لزيادة الإنتاج، وهذا لم يحصل. 

بل رد ابن سلمان على بايدن بأنه لن يستطيع القيام بذلك.

أعتقد أن نتائج الزيارة ستكون كارثية على إدارته.

أنت تقول إن نتائج هذه الزيارة ستكون كارثية على إدارة بايدن، لماذا؟ 


أحد أسباب رحلة بايدن أنه كان بحاجة لنصر دبلوماسي بأي شكل من الأشكال، لرفع شعبيته التي انخفضت بشكل كبير، وجعلته يظهر بمظهر الرئيس السيئ.

فلم ينجح بايدن بإحراز أي انتصار دبلوماسي كان من الممكن أن يحققه، مثل حلف ناتو خليجي، أو زيادة ضخ النفط، ما سيؤدي لخفض سعر البنزين في أمريكا، وسيساهم في تخفيض التضخم، والذي يعد الأسوأ منذ أربعين عاما.

وببساطة، عاد بايدن دون تحقيق أي نصر، وبالتالي هي زيارة فاشلة، وسيستغلها الحزب الجمهوري لإثبات عجزه وفشل حزبه.

 

ثانيا، الانتخابات النصفية بعد أربعة أشهر، وكل استطلاعات الرأي تظهر سقوط الحزب الديمقراطي وخسارته لمجلس النواب، وهناك احتمال كبير أيضا بخسارة مجلس الشيوخ.

هل بايدن استطاع أن يوازن بين المصالح الأمريكية والملف الحقوقي في زيارته للشرق الأوسط، أم أنه قدّم الأولى على الثانية؟

بالتأكيد، فإن زيارة بايدن تعد تخليا عن التزامه بحقوق الإنسان، وتراجعا كبيرا عن وعوده الانتخابية بالالتزام بالموضوع الحقوقي في تعامله مع الخارج.

 

ورغم أن بايدن أكد أنه سيجعل من حقوق الإنسان جزءا مهما من علاقاته مع الخارج، إلا أنه لم يلتزم بهذا الأمر.

هل استطاع بايدن أن يعيد الدور الأمريكي إلى منطقة الشرق الأوسط، وجعل دولها تثق بإدارته؟ أم أن دولها باتت تبحث عن بديل مثل الصين وروسيا؟

لم يستطع بايدن أن يعيد الدور الأمريكي للمنطقة، ولا أعتقد أنه كان يحاول القيام بذلك.

تخفيض الوجود العسكري الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط ليس قرارا ديمقراطيا أو جمهوريا، بل هو مطلب أمريكي من الحزبين.

الشعب الأمريكي تحمل خسائر مالية ضخمة نتيجة حرب العراق وأفغانستان، وهناك اتفاق بين اليمين واليسار في أمريكا على تخفيض الوجود العسكري إلى أدنى الحدود، باستثناء تواجد رمزي عند الضرورة مثل العراق وسوريا.

بعد زيارته جدة قادما من تل أبيب مباشرة، هل حمل بايدن رسالة تطبيع بين الاحتلال والسعودية؟

لاشك أن أحد الأسباب الأساسية للزيارة هو ضغط الجماعات المؤيدة لإسرائيل لها بهدف التطبيع بين السعودية وإسرائيل. 

وهناك تقارير مسربة عن وعود من الجماعات الموالية لإسرائيل بتخفيف الضغط عن السعودية من الإدارة الأمريكية مقابل تطبيع السعودية مع إسرائيل.

ونتائج هذه الزيارة والمؤتمر الذي تبعها كانت مخيبة لآمال الإسرائيليين، لعدم تحقيق طموحات إسرائيل بالتطبيع مع السعودية، برغم تحقيق تقدم بهذا الملف، مثل فتح الأجواء السعودية للطيران الإسرائيلي.

هل ستكون هناك عودة لمحادثات حول الاتفاق النووي مع إيران؟

بالنسبة للمحادثات النووية مع إيران، فحتى لو استمرت، فإنها لن تؤدي إلى أي اتفاق لأسباب جوهرية وأساسية، هي عدم استعداد وقدرة إدارة الرئيس بايدن بالتعهد بعدم انسحاب أي إدارة جمهورية قادمة أو حتى ديمقراطية من الاتفاق النووي مستقبلا، وعدم إمكانية ضمان ذلك.

ورغم ادعاء الكونغرس بأن الرئيس الأمريكي ملزم بعرض أي اتفاق للتصديق عليه من أعضائه، لحماية الاتفاق من الإلغاء من رئيس قادم، إلا أن التاريخ الأمريكي حافل لعكس ذلك، إذ سبق لرؤساء أمريكيين أن قاموا بالتراجع عن اتفاقيات.

ما وضع القضية الفلسطينية في ملفات بايدن؟

القضية الفلسطينية تمثل موضوعا هامشيا جدا لإدارة بايدن.


والإدارات الأمريكية المتعاقبة تعلمت من التجربة أنها لا تستطيع إجبار إسرائيل على القيام بأي تنازلات فعلية على الأرض، سواء بالانسحاب من الأراضي المحتلة في الضفة، أو وقف الاستيطان غير المشروع في الضفة.

الثمن السياسي في الدخول في مواجهة مع جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل لها ثمن سياسي باهظ على أي إدارة. ولهذا، فإن إدارة بايدن فضلت تقديم العام المالي لسلطة عباس، وتجديد دعم الأونروا كأسهل الحلول لحفظ ماء الوجه.

 

اقرأ أيضا: WP: هل الفلسطينيون راضون عن زيارة بايدن للضفة الغربية؟

هل سنشهد عودة للمفاوضات بين السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال بعد إعلان بايدن دعمه لحل الدولتين؟

حل الدولتين انتهى، وليس له وجود على أرض الواقع. وإسرائيل تستمر في الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية دون أي وازع، والقيادة الفلسطينية في رام الله فاسدة، وغير معنية إلا في بقائها بالسلطة.

هل يمكن أن تحل إسرائيل محل أمريكا في حماية الأنظمة العربية؟

لم تقم إسرائيل بالدفاع عن أي دولة عربية متحالفة معها، ولن تقوم بذلك، سواء دول خليجية أو غيرها، لكنها ستعمل على جعلهم محطة إنذار مبكر، ودرعا للدفاع عن "إسرائيل".

بالإضافة إلى أن التنسيق الأمني والاستخباراتي هو أحد أوجه التعاون، وهو أصلا موجود منذ فترة ليست بالقصيرة مع بعض دول الخليج والمغرب والأردن.

كذلك، فإن "إسرائيل" ستبيع أسلحة لدول الخليج وأجهزة تنصت وبرامج تجسس على المعارضين السياسيين. باختصار: إسرائيل هي الطرف المستفيد فقط في هذا التحالف.