نشر
موقع "إندبندنت توركش" التركي مقالًا يتناول الحديث حول الانشقاق الذي تعيشه
طالبان اليوم، تلك الحركة التي تمكنت من الحفاظ على وحدتها خلال عشرين عامًا من النضال
ضد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.
وجاء
في التقرير -الذي ترجمته "عربي 21"- أن الخلاف في صفوف التنظيم كان سرًّا
يعرفه الجميع، لكنه وصل اليوم إلى نقطة ظهر فيها إلى العلن، وما زال التصدع آخذا في
الازدياد؛ فقد بدأت أصوات مختلفة تتصاعد بين قادة طالبان تنتقد أوامر هبة الله آخوند
زاده، زعيم التنظيم.
وفي
بيان صدر مؤخرًا، انتقد نائب وزير خارجية طالبان عباس ستانيكزاي علنًا قرار إدارة طالبان
بتقييد حقوق تعليم الطالبات في التعليم الثانوي، في حين حث الرئيس السابق حامد كرزاي
النساء الأفغانيات على عدم الامتثال لقانون ارتداء البرقع الذي تم سنه مؤخرًا.
وبحسب
الموقع، ففي الماضي كان من السهولة إسكات الذين يعبرون عن وجهات نظر مخالفة داخل المنظمة،
أو الذين يتجرأون على التشكيك في قرارات المرشد الديني الأعلى، لكن الخلاف والانشقاق
اليوم وصل إلى حيث لم يعد بإمكان طالبان إسكات الأصوات المعارضة.
وأضاف
الموقع أن حركة طالبان تكونت منذ البداية من فصيلين رئيسيين؛ الفصيل الأول هم جماعة
قندهار بقيادة الملا عمر، بينما تألف الفصيل الثاني من جماعة الحقاني. وفي 15 آب/ أغسطس
الماضي، بعد أيام قليلة من دخول طالبان إلى كابول، اندلع نزاع مسلح بسيط بين هذين الفصيلين
بسبب النزاع على الحكم، لكن مع تدخل رئيس المخابرات العسكرية الباكستانية تم حل الأمر
بهدوء.
اقرأ أيضا: روسيا تشير للاعتراف بحكومة طالبان.. وشحنة حبوب لأفغانستان
ويشير
الموقع إلى أن قيادة المنظمة حاليًا تتكون من ليبراليين عقلانيين وبراغماتيين، يهدفون
إلى تطوير علاقات جيدة مع الغرب، إلى جانب المحافظين المتشددين، مبينًا أن المشكلة
هي أن الليبراليين العقلانيين مثل ستانكزي، الذين يأملون في تأمين الموارد والأموال
من الخارج عبر إقامة علاقات جيدة مع الغرب، ليس لديهم قوات مسلحة تحت تصرفهم، بينما
يقود المحافظون المتشددون مئات الوحدات العسكرية، الكبيرة والصغيرة، بمركبات مدججة
بالسلاح. بالإضافة إلى ذلك، يقف إلى جانبهم قادة التنظيم الذين يعملون في الميدان ويمتلكون
الخبرة الحربية، وكلهم من أصل بشتوني، وما زالت العداوات القبلية بين البشتون مستمرة.
بالإضافة إلى ذلك، تنتشر في الشمال وحدات من أصل
طاجيكي وأوزبكي، ولديهم قادة يأتمرون بأمرهم، ولولا دعم وولاء هذه الفصائل، لما تمكنت
طالبان من السيطرة على المناطق الشمالية بهذه السهولة.
ويفيد
الموقع بأنه في السنوات الماضية انضم المئات من القادة الشماليين البارزين من الطاجيكيين
والأوزبكيين والتركمان، الذين انزعجوا وخاب أملهم من النظام الجمهوري إلى حركة طالبان،
وقد حرصوا على استقرار المنظمة في المنطقة بأسرع وقت ممكن، لكن فصائل البشتون في طالبان
لم تعط أي سلطة حقيقية للمجموعات الشمالية داخل التنظيم، ومعظم المناصب التي تم منحها
لهم رمزية.
وهذا
يشير إلى عدم الثقة التي تشعر بها الإدارة العليا للمنظمة تجاه الشماليين. وبالطبع، فإن القادة الأوزبكيين والطاجيك والتركمان داخل طالبان يدركون هذا الوضع، وينتظرون فرصة
للتحرك، وبالتالي إذا بدأت انتفاضة جماهيرية تقاوم طالبان، فيمكن لقادة طالبان الشماليين
تغيير مواقفهم بسهولة.
ويلفت
الموقع -في نهاية التقرير- إلى أن الدول المجاورة التي تضم معارضي طالبان، وبالأخص
تركيا، تحاول استغلال هذا الصراع؛ فمؤخراً اجتمع القادة الأفغان في أنقرة بقيادة الجنرال
دوستم في منتصف أيار/ مايو، وناقشوا إمكانية العمل الجماعي ضد طالبان، وسرعان ما ظهرت
آثار هذا الاجتماع في وادي بنجشير؛ حيث تعرضت قوات طالبان في بنجشير لهجوم من عدة نقاط، وتكبدت خسائر فادحة، ومن المتوقع أن تزداد الاشتباكات بين المعارضة وطالبان هذا الصيف،
وإذا تمكنت المعارضة من الحصول على دعمٍ خارجي، فسيكون بإمكان أفغانستان أن تعود إلى
جدول الأعمال العالمي، بل وتلقي بظلالها على الحرب الأوكرانية.
قصص مأساوية لأسر أفغانية بعد الإجلاء.. هل خذلتهم أمريكا؟
WSJ: المسؤولون السابقون بأفغانستان يعيشون حياة الرفاهية
WSJ: واشنطن أبلغت الأفغان في كوسوفو برفضها منحهم تأشيرات