أثارت الأنباء الواردة عن استضافة فرنسا وفدا من الجنوب الليبي؛ لدعم فيدرالية ليبية، مزيدا من التساؤلات عن جدية الخطوة، ومدى قبولها محليا ودوليا.
وذكر موقع "موند أفريك" الفرنسي أن "وفدا مكونا من 11 شخصا من الجنوب الليبي زاروا فرنسا مطلع الأسبوع الجاري، ويتواجدون حتى الآن في العاصمة باريس؛ لعقد مؤتمر موضوعه الرئيسي اقتراح اتحاد فيدرالي ليبي يضم أقاليم طرابلس وبرقة وفزان.
وأشار الموقع الفرنسي إلى أن "الخطوة يقودها سفير ليبيا السابق لدى فرنسا، منصور سيف النصر، ورئيس الوزراء الأسبق، علي زيدان، وسط صمت من الأول، وتكذيب ضمني من الأخير عبر بيان مقتضب.
ولم يرد أي تعليق رسمي حتى الآن من قبل الحكومة أو مؤسسة رسمية أخرى.
وتواصلت "عربي21" مع المتحدث باسم حكومة الدبيبة، محمد حمودة، للتعليق على الأمر، لكنها لم تتلق أي رد.
"مستعمرة قديمة"
من جهته، قال وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي، إن "فرنسا ورغم السنوات الكثيرة التي مرت على الاستعمار والحروب العالمية، إلا أنه ما زال يهمها مستعمراتها القديمة، والتي ما زالت تفرض في وجودها عليها، مثل تشاد ومالي والجنوب الليبي، امتدادا لها، خاصة أن فرنسا تولت إدارة ولاية سبها (الجنوب الليبي) بعد الحرب العالمية الثانية".
وقال في تصريح لـ"عربي21": "بخصوص زيارة وفد من الجنوب الليبي إلى باريس، فرئيس الوزراء السابق، علي زيدان، نفى صلته بالأمر، كما أن عقيلة صالح لا يستطيع أن يصرح بأي شيء بخصوص الانفصال ما لم يستشر "المشير" خليفة حفتر، الذى لن يوافق على استقلال برقة؛ لعدم انتماء قبيلته لها، وحتى يصر على عدم ذكر اسم برقة في كل تصريحاته"، وفق كلامه.
اقرأ أيضا: صحيفة: فرنسا تتجهز لدولة أقاليم بليبيا.. ماذا عن الانتخابات؟
"تواجد عسكري"
في حين أكد عضو مجلس الدولة الليبي وعضو ملتقى الحوار السياسي، إبراهيم صهد، أن "أي اجتماعات أو لقاءات تعقد بمعرفة فرنسا أو على أرضها لن تكون بعيدا عن الأطماع الاستعمارية الفرنسية في التراب الليبي، خاصة الجنوب، ففرنسا لديها رغبة للسيطرة على الجنوب اقتصاديا؛ من خلال تواجد عسكري، أو من خلال شركاتها خاصة شركة "توتال" وشركات التعدين".
وبيّن في تصريحات لـ"عربي21" أن "مخططات فرنسا لسلخ جزء من الجنوب، وتكوين ما يسمى أرض التبو الكبرى، بات معروفا بالرغم من التكتم الكامل عن تلك الخطط، وبخصوص تواجد وفد جنوبي هناك، فبعض الأسماء الواردة نفت زيارتها، ولا ندري ما صحة نفيها، لكن تظل الأطماع الاستعمارية قائمة".
"حكومة باشاغا"
الناشطة الليبية المقيمة في تركيا، نادين الفارسي، أشارت إلى أن "هذه الخطوات وما يماثلها مجرد ضغط على المجتمع الدولي للقبول بحكومة باشاغا، كون التقسيم والانفصال يستخدم دوما كورقة ضغط ومساومة، لكن لا تستطيع فرنسا فرض أي مقترح دون دعم من الأمم المتحدة".
وبخصوص قبول الأمر محليا، قالت لـ"عربي21": "أغلب الشعب لا يرغبون إلا في الذهاب إلى الانتخابات؛ كي يتم اعتماد شكل الدولة عبر دستور دائم".
وتابعت: "لكن فكرة التقسيم مرفوضة عند الغالبية، وغالبا ما يستخدم كل من حفتر وعقيلة صالح هذه الورقة لكسب مصالح جديدة".
هل تشهد ليبيا ولادة حكومة ثالثة؟ أزمات متلاحقة
مهاجرون مصريون نجوا من الموت في ليبيا يروون قصصهم
ما فرص نجاح "المسار الدستوري" الليبي خلال اجتماع القاهرة؟