قررت الحكومة البريطانية مقاطعة الاتحاد الوطني للطلاب البريطانيين بسبب مخاوف بشأن معاداة السامية.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في تقرير لها اليوم السبت عن وزيرة الجامعات ميشيل دونيلان ووزير التعليم ناظم الزهاوي تأكيدهما أن الاتحاد الوطني للطلاب بجب أن يتحدث نيابة عن جميع الطلاب، وأن الحكومة ستقطع العلاقات مع الاتحاد الوطني للطلاب بسبب مخاوف بشأن معاداة السامية.
وقالت وزيرة الجامعات ميشيل دونيلان: إن ذلك يعني أن الاتحاد الوطني للطلاب لن يكون مؤهلاً للحصول على تمويل حكومي.
وأضافت: "أصبت بالرعب من أن بعض الطلاب اليهود قد يشعرون بأنهم منبوذون من قبل مجموعة (الاتحاد الوطني) والتي يجب أن تكون صوتًا للجميع".
وأعلنت النقابة أنها سمحت الشهر الماضي بإجراء تحقيق مستقل، في أعقاب عدد من الشكاوى التي قدمها طلاب يهود.
من جهته ذكر وزير التعليم ناظم الزهاوي أنه يشعر "بقلق بالغ" إزاء عدد التقارير التي تتحدث عن معاداة السامية المزعومة المرتبطة بالاتحاد.
وقال: "يحتاج الطلاب اليهود إلى الثقة في أن هذه الهيئة تمثلهم، وعلينا أن نتأكد من أن الهيئات الطلابية التي نتعامل معها تتحدث بشكل عادل لجميع الطلاب".
وقالت الحكومة إنها لم تقدم أي تمويل في الوقت الحالي للاتحاد الوطني للطلاب، ولم يتضح حجم التمويل الذي قدمته حتى الآن.
ستشمل هذه الخطوة أيضًا إزالة الاتحاد الوطني للطلاب من جميع مجموعات وزارة التعليم ـ واستبدالها باتحادات طلابية فردية أو هيئات بديلة مثل مكتب لجنة الطلاب.
وقالت الحكومة إن القرار سيبقى قيد المراجعة.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن المتحدث باسم الاتحاد، الذي يقول إنه يمثل سبعة ملايين طالب، أنه يشعر بخيبة أمل لأن وزيرة الجامعات وضعت الأخبار في بيان صحفي بدلاً من التحدث إليهم مباشرة.
يأتي قرار الحكومة في الوقت الذي أفادت فيه أمانة أمن المجتمع (CST)، وهي مؤسسة خيرية تحمي اليهود البريطانيين من معاداة السامية والتهديدات ذات الصلة، أن عدد الحوادث المعادية للسامية في الجامعات قد عاد إلى مستويات ما قبل جائحة الكورونا.
خلال هذا العام الدراسي، قالت لجنة العلوم والتكنولوجيا إنها تلقت تقارير عن إجمالي 45 حادثة معادية للسامية مرتبطة بالجامعة حتى الآن، مقارنة بـ 26 حادثة من العام الدراسي السابق.
تم الإبلاغ عن 48 حادثة معادية للسامية في الحرم الجامعي إلى لجنة العلوم والتكنولوجيا في العام الدراسي 2019 ـ 2020، و32 في العام الدراسي السابق.
وقال مدير السياسة بالمؤسسة الخيرية، ديف ريتش، إن عدد الحوادث التي أبلغ عنها الطلاب والموظفون اليهود "وصل إلى مستويات قياسية" العام الماضي، واستمر في عام 2022.
وقال السيد ريتش إن الاتحاد الوطني للطلاب دعا مغني الراب Lowkey (وهو مغني راب عراقي إنجليزي يتمتع بشهرة واسعة في المملكة المتحدة وحول العالم، ويدافع في أغانيه عن قضايا إنسانية مرتبطة بمحاربة العنصرية وكراهية الأجانب، ويركز أيضاً على قضايا اللاجئين الفلسطينيين)، لتقديم عرض في مؤتمره الوطني في آذار / مارس 2022، بعد أيام من ادعاء مغني الراب أن وسائل الإعلام الرئيسية قد قامت "بتسليح التراث اليهودي" للرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي.
واشتكى اتحاد الطلاب اليهود (UJS) وزُعم أن الرئيسة السابقة لـ NUS لاريسا كينيدي قالت إن الطلاب اليهود يمكنهم الذهاب والجلوس في غرفة آمنة حيث لن يسمعوا أي معاداة للسامية يتم ذكرها.
وقال السيد ريتش: "من المفهوم أن اتحاد الطلاب اليهود شعر أن هذا كان ردًا مهينًا ولم يعالج القضية الرئيسية".
وأصدر اتحاد الطلاب اليهود في وقت لاحق بيانًا قال فيه إن Lowkey قرر الانسحاب من الحدث.
وفي نفس المؤتمر، أضاف السيد ريتش أنه تم انتخاب رئيسة جديدة للاتحاد، وهي شيماء الدلالي، التي قال إن لديها سجلًا سابقًا من "الآراء المتطرفة إلى حد ما".
وقال: "ليس من قبيل المصادفة أنه على المستوى الوطني، فشل الاتحاد الوطني للطلاب في دعم الطلاب اليهود ويبدو أن قيادته الوطنية غير قادرة على فهم كيف يمكن أن تساهم لغتهم الملتهبة في المشكلة". وأضاف: "يستحق الطلاب اليهود الاستمتاع بتجربتهم الجامعية مثل أي شخص آخر، وعندما يحدث معاداة للسامية يكون لديهم الحق في أن يتوقعوا من مؤسساتهم واتحادهم الوطني أن يقف إلى جانبهم".
وقال إن دعم الحكومة للطلاب اليهود أمر مرحب به، لكن "ما كان يجب أن يأتي إلى هذا الحد".
وقد قال المتحدث باسم الاتحاد الوطني للطلاب البريطانيين: "عقب الشكاوي المتعلقة بمعاداة السامية، قمنا بتحقيق مستقل. وسوف نقوم بتعيين محام مرافع برتبة مستشار الملكة QC (وهذا أرفع منصب لمحام مرافع) الأسبوع القادم للتشاور مع الاتحاد الوطني للطلاب اليهود.
وانتخبت في آذار (مارس) الماضي الطالبة شيماء دلالي وهي من أصول عربية رئيسة للاتحاد الوطني لطلبة بريطانيا، في منافسة قوية حصدت خلالها أصوات الناخبين.
وتعبر الدلالي، التي درست في جامعة لندن وتحصلت على شهادة الماجستير في مجال القانون، في مناسبات مختلفة عن اعتزازها بأصولها العربية الأفريقية، ولا تخفي اهتمامها بالقضية الفلسطينية، وإبراز معاناة شعوب المنطقة، وتعبر صراحة عن مواقفها.
وفي صفحتها الرئيسية في موقع تويتر وضعت الدلالي، التي سبق أن فازت برئاسة اتحاد الطلبة في مدينة لندن، صورة للمسجد الأقصى وقبة الصخرة. كما تظهر هي في صورتها مرتدية الحجاب، إلى جانب العديد من التغريدات حول قضايا الساعة واهتمامات شعوب المنطقة.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تفوز فيها طالبة مسلمة برئاسة الاتحاد الوطني لطلبة بريطانيا. فقد سبقت شيماء في المنصب ماليا بوعطية، وهي طالبة جزائرية تدرس في بريطانيا.
وفجّر انتخاب الطالبة الجزائرية رئيسة للاتحاد الوطني للطلاب في بريطانيا في أبريل/نيسان 2016، جدلاً بحكم كونها أول مسلمة تفوز بهذا الموقع. وواجهت اتهامات بـ"معاداة السامية" والتعاطف مع تنظيم "الدولة".
مترجم سوري يحاول الانتحار بسبب تأخر قبول لجوئه لبريطانيا
نشطاء يهاجمون وزيرة داخلية بريطانيا بسبب اللاجئين (فيديو)
بريطانيا تواصل دعم أوكرانيا.. 1.6 مليار دولار إضافية