سياسة دولية

قصف روسي على أوديسا.. و"كارثة إنسانية" محتملة بماريوبول

أظهرت صور أقمار صناعية تدمير مصنع "آزوف ستيل" آخر معقل أوكراني في ماريوبول - سي إن إن

تتواصل المعارك على الأرض بين القوات الروسية والأوكرانية على جبهات عدة، حيث استهدفت مساء السبت مدينة أوديسا الساحلية على البحر الأسود، فيما يستمر حصار آخر المعاقل الأوكرانية في مدينة ماريوبول، بينما تستمر المناوشات العسكرية في مدن وقرى إقليم الدونباس.

 

 

وأفادت وسائل إعلام أوكرانية بوقوع انفجارات متعددة في مدينة أوديسا الجنوبية بعد الساعة السادسة مساءً بالتوقيت المحلي. 

 

وأعلنت قيادة العمليات العسكرية الجنوبية الأوكرانية تضرر المدرج في مطار أوديسا، كما سمع دوي الانفجارات بعد وقت قصير من انطلاق صفارات الانذار في أنحاء المدينة.

 

واتهمت السلطات الأوكرانية، أجهزة استخبارية روسية بالعمل على إحداث أعمال الشغب في مدينة أوديسا، في ذكرى أحداث 2 أيار/ مايو 2014.

 

وقالت إدارة التحقيقات الاستراتيجية للشرطة الأوكرانية: "وفقًا لموظفي الوزارة، كانت الخدمات الخاصة الروسية، من خلال المجرمين الخاضعين لسيطرتها، تنوي زعزعة استقرار الوضع في المنطقة من خلال التحريض على الشغب وتنظيم الاحتجاجات وأعمال الشغب التي يمكن أن تقوض الدولة وتطيح بنظام الدولة في أوكرانيا".

 

 

ماريوبول.. حصار متواصل

 

حذر مسؤولون أوكرانيون السبت من أن سكان مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة يواجهون خطر انتشار الأمراض ، بالإضافة إلى قصف القوات الروسية ونقص الغذاء والماء ، واصفين الظروف المعيشية في المدينة بـ "القرون الوسطى".

 

وقال برلماني أوكراني إن "حوالي 100 ألف من سكان ماريوبول معرضون لخطر مميت بسبب القصف والظروف المعيشية غير الصحية".

 

وفي مصنع ماريوبول للصلب "آزوفستيل"، نشر جنود أوكران، مقاطع فيديو لأطفال وأمهات ينتظرون بفارغ الصبر الإجلاء.

 

 

 

وتظهر مقاطع الفيديو التي نشرتها كتيبة آزوف ، وهي وحدة تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، نساء وأطفالا يعيشون تحت الأرض في قبو رطب ومظلم.

 

وقالت إحدى الأمهات إنها لم تر الشمس منذ أسابيع وسرعان ما سينفد الطعام، على حد تعبيرها.

 

 

 

 

 

وأظهرت صور أقمار صناعية جديدة من موقع "ماكسيلار" تدمير كل المبانى في مصنع "آزوف ستيل" الصلب المترامي الأطراف، آخر معقل أوكراني في ماريوبول.

 

كما تم تدمير العديد من المباني السكنية والحكومية شرق المصنع بشكل كامل.

  

ولم توضح صور الأقمار الصناعية التي التقطت يوم الجمعة ما إذا كانت أي من الضربات العسكرية قد دمرت أيًا من منشآت الطابق السفلي.

 

 

 

 

بدورها، أكدت وكالتان روسيتان، خروج مجموعة من المدنيين،السبت ،من مصنع الصلب "آزوفستال" الذي لا يزال آخر معقل للقوات الأوكرانية في مدينة ماريوبول في منطقة دونباس.


وأفادت كالتا "تاس" و"نوفوستي" بأن هذه المجموعة تضم 25 شخصا بينهم ستة أطفال تحت سن الـ14 عاما.

 

 

قتال دونتسك

 

وأعلنت خدمة الطوارئ الأوكرانية عن إصابة 7 أشخاص بينهم ثلاثة أطفال نتيجة قصف روسي على دوبروبيليا بمنطقة دونيتسك.

 

وقالت شرطة منطقة دونيتسك، إن القوات الروسية قتلت أربعة مدنيين في يوم واحد بينهم طفل، خلال الـ24 ساعة الماضية.

 

وأوضح الشرطة في بيان أن القوات الروسية استهدفت 12 مدينة منها ماريوبول، ليمان، أفدييفكا، سيفيرسك، ميكولايفكا، فيليكا نوفوسيلكا، بريفيلا، سولوفيوف، رايهورودوك، نوفوسيليفكا، شاندريهولوف، فريميفكا.

 

كما أكدت الشرطة أن الهجمات الروسية دمرت ما لا يقل عن 36 منشأة مدنية، منها مباني سكنية ،ومستشفى، ومدرسة، ومصنع، وبنية تحتية للسكك الحديدية.

 

وقام المعتدون بإطلاق النار على المدنيين من طائرات جراد وراجمات صواريخ متعددة ودبابات ومدفعية ثقيلة. وأصيب ثمانية مدنيين بينهم أطفال.

 

 

 

 

حصيلة روسية

 

وفي السياق ذاته، قالت روسيا إن ضرباتها الأخيرة بالطائرات والصواريخ على أوكرانيا قتلت ما يصل إلى 120 جنديا كما استهدفت مستودعات للذخيرة والوقود في شرق أوكرانيا، فيما تواصل موسكو جهودها للسيطرة على المزيد من الأراضي وربما تطويق القوات الأوكرانية في المنطقة المحيطة ببلدة كراماتورسك.

 

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن أربعة من هذه الأهداف قُصفت بالقرب من بلدات بارفينكوفو وبوكروفسكوي وفوزدفيزينكا وبيريزوفوي.

 

وأوضحت الوزارة في إفادة صحفية، السبت، إن القوات الروسية قصفت في ضربات أخرى بالصواريخ والطائرات 10 مواقع تضم قوات ومعدات أوكرانية، مما أسفر عن مقتل ما يصل إلى 120 جنديا وتدمير أربع دبابات وست مركبات مدرعة أخرى.

 

وأضافت الوزارة أن وحدات المدفعية الروسية نفذت خلال الليل 389 مهمة إطلاق نار، استهدفت من بين مواقع أخرى 35 موقعًا للقيادة و 33 موقعًا للمدفعية و 15 مستودع أسلحة وذخيرة صاروخية.

 

كما أعلنت سلطات مقاطعة كورسك غرب روسيا عن استهداف  معبر حدودي مع أوكرانيا، حيث ذكر حاكم المقاطعة رومان ستاروفويت أن عدة قذائف هاون أطلقت من أراضي أوكرانيا على معبر كروبيتس الحدودي في الساعة الـ15.30 تقريبا، مؤكدا أن الهجوم لم يسفر عن وقوع إصابات بشرية أو أضرار مادية.

 

 

 

سياسيا.. مساعي فرنسية

 

تباحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم السبت، بحسب بيان صادر عن قصر الإليزيه.

 

وقال البيان إن "رئيس الجمهورية أكد للرئيس زيلينسكي استعداده للعمل بنشاط خلال فترة ولايته الثانية لاستعادة سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، مع الحفاظ دائمًا على التنسيق الوثيق مع شركائه وحلفائه الأوروبيين".

 

وقال ماكرون، وفقا للبيان: "بناء على طلب السلطات الأوكرانية، ستستمر مهمة الخبراء الفرنسيين الذين يساهمون في جمع الأدلة لمحاربة الإفلات من العقاب والسماح بعمل العدالة الدولية بشأن الجرائم المرتكبة في سياق العدوان الروسي".

 

وأضاف بيان الرئاسة الفرنسية أن ماكرون أعرب عن قلقه إزاء استمرار قصف المدن الأوكرانية والوضع "الذي لا يطاق" في ماريوبول.

 

وأكد ماكرون لزيلينسكي، بحسب الإليزيه، أن الدعم العسكري لأوكرانيا "سيستمر في النمو ، فضلاً عن المساعدة الإنسانية التي تقدمها فرنسا" والتي تصل حتى الآن إلى أكثر من 615 طناً من المعدات، بما في ذلك الإمدادات الطبية ومولدات المستشفيات والمساعدات الغذائية والمساعدة في الإيواء.

 

 

ألمانيا ..علاقة شرودر وبوتين

 

أفاد وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر اليوم السبت أن الحكومة الألمانية تدرس سحب امتيازات المستشار الأسبق غيرهارد شرودر، المقرب من فلاديمير بوتين، حسبما 

وأوضح ليندنر لصحف مجموعة "فونكه" الإعلامية أنه "لم يعد من المقبول أن يقوم دافع الضرائب بتوفير مكتب" للمستشار الأسبق (1998-2005).

 

وأضاف: "يتعين علينا استخلاص عواقب" رفض شرودر التخلي عن مسؤولياته في العديد من المجموعات الروسية الكبرى وإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا.


وما زال شرودر بصفته مستشاراً سابقاً يتمتع بالعديد من الامتيازات التي تكلف دافعي الضرائب 400 ألف يورو سنوياً، بينها توفير مكاتب له في مجلس النواب وميزانية مخصصة لموظفيه.