نددت
فصائل فلسطينية بقمة النقب المحتل التي يعقدها الاحتلال الإسرائيلي بمشاركة كل من الولايات
المتحدة الأمريكية و4 دول عربية مطبعة مع الاحتلال، هي؛ مصر، والإمارات، والمغرب والبحرين.
وحذرت
لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية، التي عقدت مؤتمرا صحفيا في غزة ظهر الأحد،
من خطورة هذه القمة، معتبرة أنها "قمة محور الشر، الذي تتزعمه الولايات المتحدة".
وعن
تداعيات هذه القمة على حقوق الشعب الفلسطيني الذي يعاني من ويلات الاحتلال، حذر عضو
اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية وعضو لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية،
محمود خلف، من المخاطر الكبيرة المترتبة على عقد مثل هذه القمة في النقب الفلسطيني
المحتل، على الحقوق الفلسطينية.
وذكر
في تصريح لـ"عربي21" أن "هذه القمة تأتي بالتزامن مع فعاليات إحياء
الشعب الفلسطيني ليوم الأرض الخالد في ذكراه الـ46، وهذا يوم وطني لشعبنا، وهذه القمة
تعقد على أرض النقب المحتل، وعلى الأرض المهددة بالمصادرة، وبناء 10 مستوطنات فوقها،
وفي هذا ترسيم احتلال تلك الأرض والاستيطان فيها من قبل الاحتلال".
وأوضح
خلف أن "قمة تضم وزراء خارجية الاحتلال وأمريكا وعدد من الدول العربية تلحق ضررا
بالغا بالقضية الفلسطينية، ويعطي إشارة بأن الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان إلى تشكيل
حلف جديد في المنطقة، بهدف حماية الاحتلال من جانب، وفي الآخر، تكوين قطب ضد إيران،
تحت دعوى سلاح إيران النووي".
وأضاف:
"كل هذا له انعكاسات خطيرة على القضية الفلسطينية على حقوق الشعب الفلسطيني، وهذه
الدول العربية التي تشارك في القمة كان من باب أولى لها أن تؤكد على ما تم إقراره
في القمم العربية السابقة، بأن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى، وليس من اتفاق
أو لقاء مع الاحتلال قبل أن يتم تنفيذ قرارات القمم العربية، وإلزام الاحتلال بمنح شعبنا
حقوقه، عبر قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67".
وأكد
القيادي في الجبهة الديمقراطية أن "هذه القمة هي تجاوز خطير، بوضع قضية الشعب
الفلسطيني جانبا، لهذا نحن ننظر بخطورة بالغة لانعقاد هذه القمة، سواء في التوقيت أو
المكان، أو بمضمونها السياسي الذي تحمله".
ونبه بأن "انعقاد هذه القمة بمشاركة عربية رسمية يشجع الاحتلال على المزيد من الممارسات
القمعية بحق الشعب الفلسطيني، وتحديدا ما يقوم به من إجراءات غير قانونية ونظام فصل
عنصري، وتمييز وتبديد لشعبنا وتفتيته، ومن ثم ضياع قضيتنا".
ولفت
خلف إلى أن "صمود الشعب الفلسطيني بحاجة إلى من يسانده من أبناء أمتنا العربية،
وليس العكس، لأن ما يجري هو ذهاب باتجاه تقوية وإقامة حلف جديد مع الاحتلال"،
مضيفا: "كان من الأجدى أن يكون هناك دعم وإسناد لحقوق الشعب الفلسطيني وليس العكس".
اقرأ أيضا: بلينكن يجتمع بالدول العربية المطبعة مع الاحتلال في النقب
بدورها،
اعتبرت حركة "حماس"، على لسان المتحدث باسمها حازم قاسم، أن "لقاء وزراء
عرب مع الصهاينة على أرض فلسطين المحتلة سلوك يتناقض مع مواقف ومصالح الأمة الرافضة
للتطبيع".
وذكر
في تصريح صحفي له وصل "عربي21" نسخة عنه، أن "حماس تابعت بكل استهجان قبول بعض وزراء خارجية دول عربية الاجتماع مع مسؤولين صهاينة على أرض فلسطين المحتلة،
في الوقت الذي تتعرض فيه هذه الأرض لأبشع أنواع الاستيطان والتهويد لمقدساتنا الإسلامية
والمسيحية، ويمارس بحق شعبنا صنوف الاضطهاد والإرهاب والقتل والتهجير".
وجدد
قاسم رفض حركته "المطلق لأشكال التطبيع كافة مع الاحتلال"، مؤكدا أن
"مثل هذه اللقاءات لا تخدم سوى العدو في تكريس عدوانه المتواصل ضد أرضنا وشعبنا
ومقدساتنا".
ودعا
"الدول العربية التي وقعت على اتفاقيات تطبيعية مع العدو، إلى إعادة النظر فيها،
انسجاما مع مصالح شعوبها، ووقوفا عند مسؤولياتها التاريخية في حماية القدس وفلسطين
من الاحتلال الصهيوني".
من جانبها،
أكدت الجبهةُ الشعبيّة لتحرير فلسطين، أن هذه القمة هي "استمرار لحالة سقوط النظام
الرسمي العربي بغالبيته في مستنقع التطبيع والتبعية".
وأضافت
في بيان لها وصل "عربي21" نسخة عنه: "عقد القمة غير بعيد عن ذكرى يوم
الأرض، وفي النقب الفلسطيني، لا يخلو من دلالة خاصّة، وأنّه يتعرّض في هذه الفترة لمخطط
تهويدي شامل يستهدف تدمير قراه، وتهجير سكانه، وإقامة العديد من المستوطنات عليه".
وتابعت:
"الجبهة الشعبيّة ترى في اجتماعات كهذه خضوعا من المشاركين فيها بتنفيذ مخطط
الشرق الأوسط الجديد، الذي سبق أن دعا إليه شمعون بيريز، وروجت له كونداليزا رايس وزيرة
خارجية أمريكا السابقة، الذي في جوهرة يستهدف الالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني، وتجاوز
كلّ القرارات العربيّة والدوليّة، التي أكّدت على هذه الحقوق، بما فيها حقّه في العودة
وتقرير المصير، والدولة المستقلّة بعاصمتها القدس".
وحذّرت
الجبهة من "قيام الدول المشاركة في لقاء النقب من الاتّكاء على العمليّة العسكريّة
الجارية بين روسيا وأوكرانيا - الناتو لتبرير عقد اتّفاقيات استراتيجيّة، ومنها تشكيل
حلف "ناتو" عربيّ – إسرائيليّ، وبذلك تصبح (الدول العربية المشاركة) طرفا
في الدفاع عن دولة الكيان الصهيوني، وتنتقل بذلك من الالتزام باتفاقيّة "الدفاع
العربيّ المشترك" إلى الدفاع عن "عدوّ العرب المشترك".
يعقد
وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الأحد في دولة الاحتلال لقاء مع نظرائه من
الدول العربية التي طبّعت العلاقات مع الاحتلال، في إطار جولة في الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا.
وبعد وصوله مساء السبت إلى تل أبيب، يجتمع بلينكن بعد ظهر الأحد مع وزراء خارجية
"إسرائيل" والمغرب ومصر والبحرين والإمارات العربية المتحدة في صحراء
النقب، يومي الأحد والاثنين، في لقاء سيكون شاهدا على التحول في العلاقات العربية
الإسرائيلية الذي بدأ أواخر 2020.
ولم
تؤكد الخارجية المصرية مشاركة الوزير سامح شكري، وسط أنباء عن عدم تأكيد مصر حضور
اللقاء، الذي وصفته وسائل إعلام بـ"التاريخي".