ملفات وتقارير

هل تنجح واشنطن في الجمع بين الدبيبة وباشاغا في تركيا؟

هل تساعد تركيا في تقريب وجهات النظر بين الدبيبة وباشاغا؟ - جيتي

طرحت الأنباء التي تحدثت عن لقاء قريب يجمع بين رئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة، ورئيس حكومة البرلمان فتحي باشاغا، برعاية أمريكية بعض التساؤلات حول مدى نجاح الخطوة وأهم محاور التفاوض بين الطرفين. 

وأكد مصدر مقرب من باشاغا لـ"عربي21" أنه "تم إبلاغهم بأن هناك محاولة لترتيب لقاء يجمع الدبيبة وباشاغا في تركيا برعاية أمريكية وبحضور مبعوث البيت الأبيض الخاص إلى ليبيا "نورلاند" من أجل الوصول إلى تسوية ما للخلاف بين الطرفين. 

"تمسك أم تفاوض؟" 

في المقابل، أكد المكتب الإعلامي لباشاغا في بيان، وصل "عربي21" نسخة رسمية منه أنه "لا صحة للأنباء التي تتحدث عن مبادرة أمريكية تطالب باشاغا بالاستقالة على أن يتم ترشحه في انتخابات الرئاسة، مؤكدين تمسكه بالحكومة ودخولها طرابلس والاستلام من حكومة الدبيبة المنتهية ولايتها"، وفق البيان. 

وقال مصدر دبلوماسي ليبي إن "رئيس الحكومة المكلف من البرلمان، فتحي باشاغا وصل إلى تونس ليلة السبت بدعوة من البعثة الأممية للدعم في ليبيا".  

وأكد الدبلوماسي الليبي، الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ"عربي21" أن "باشاغا وصل برفقة وفد صغير إلى تونس لعقد لقاء مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند وكذلك المستشارة الأممية، ستيفاني ويلياميز لبحث التهدئة والوصول إلى تسوية سياسية مع حكومة الدبيبة"، وفق قوله.  

 

اقرأ أيضا: ما أسباب صراع الدبيبة- باشاغا وتداعياته على المشهد الليبي؟

والسؤال: هل تنجح واشنطن بمساعدة تركيا في الجمع بين الدبيبة وباشاغا؟ وعلى أي شيء سيتفاوضون؟ 

"حلول وسط" 

من جهته، قال عضو مجلس الدولة الليبي، محمد معزب إن "التفاهمات بين شخصيات الصراع الليبي تعطي آثارا مهمة للوصول لحلول كون غالب الاختلافات مبعثها شخصي وليس في الرؤى أو التوجهات الفكرية والسياسية". 

وأكد في تصريحات لـ"عربي21" أنه "إذا نجح الأمريكيون والأتراك في الجمع بين الدبيبة وباشاغا فقد يكون هناك حل وسط يسمح باستمرار حكومة الأول مع إعادة تشكيلها وإشرافها على الانتخابات وهذا يعني حتى نهاية هذا العام"، وفق تقديره. 

وتابع: "تبقى مسألة القاعدة الدستورية وقانون الانتخابات التي غالبا إن لم يتوافق مجلسا النواب والدولة عليهما فلن تعجز البعثة الأممية عن وسيلة للوصول إلى تحقيقهما"، كما رأى. 

"فخ عقيلة وحفتر" 

ورأى وزير التخطيط الليبي السابق ونائب رئيس حزب العمل الوطني (مستقل)، عيسى التويجر أن "واشنطن وأنقرة لهما تأثير كبير على كل من الدبيبة وباشاغا لقدرة البلدين على حجب الاعتراف الدولي، وما تسرب من مقترح يتعلق باستمرار حكومة الدبيبة مقابل التعهد بعدم الترشح للانتخابات قد يكون مقبولا لطرف عقيلة صالح".  

وأوضح لـ"عربي21" أن "عقيلة سيرحب بإبعاد منافس قوي مثل الدبيبة ليخلو السباق لمتسابق وحيد هو حفتر، أما باشاغا فقد وقع في فخ عقيلة وحفتر وتم تشويهه، وقد ينخدع أيضا بفرصة الانتخابات ويقبل بها إذا ما وصل إلى طريق مسدود"، بحسب توقعاته.  

وأضاف: "أما بخصوص المستشارة الأممية وتصريحاتها الأخيرة فهي تعمدت منذ البداية عدم دعم حكومة باشاغا للضغط على البرلمان للقبول بخيار الانتخابات والتعاون في الوصول إلى قاعدة دستورية لتجنب المخاطرة باعتماد مشروع الدستور، كما أنها تريد دفع الكل لدعم مبادرتها الأخيرة". 

"ستنجح بقوة" 

الأكاديمي الليبي، عماد الهصك قال إن "أمريكا وتركيا سيكون لهما تأثير كبير لرسم معالم خارطة الطريق الجديدة في ليبيا بعد الوصول إلى حالة الانسداد أو الاصطدام بين المسارين: مسار الأمم المتحدة الذي أسفر عن حكومة الوحدة الوطنية (الدبيبة) من جهة، ومسار البرلمان الذي أنتج حكومة الاستقرار (باشاغا) من جهة أخرى". 

وأشار إلى أن "المساعي الأمريكية التركية ستنجح في وضع خارطة جديدة تتسم بالواقعية، لعل أبرز ملامحها اتضحت من خلال تصريحات السفير الأمريكي نورلاند وما تسرب من مقترح أمريكي وهو حل واقعي". 

وتابع لـ"عربي21": "قبول باشاغا لهذا الحل من عدمه متوقفٌ على مدى قدرته على بسط نفوذه في طرابلس بشكل سريع وآمن وواقعي وهذا ما لا يمكن ضمان تحققه في الوقت الراهن، فليس أمامه إلا أن يرضى بما تحقق من مكاسب نسبية متمثلة في تحديد موعد الانتخابات، وتعهد الدبيبة بعدم الترشح لها، وكل ذلك يكون بضمانات أمريكية، أما الأمم المتحدة فهي في حالة ترقب وانتظار لمعرفة وزن الطرفين في المعادلة الليبية"، كما أوضح.