صحافة إسرائيلية

تقدير إسرائيلي: فرص نجاح وساطة بينيت بأزمة أوكرانيا متدنية

سبتلوفا: السؤال الراهن لا يتعلق بالضرورة بأوكرانيا أو روسيا بل بإسرائيل وبمكانها في الساحة الدولية- جيتي

حذرت نائبة إسرائيلية، من خطورة الضرر الواقع على تل أبيب بسبب تدني فرص نجاح الوساطة الإسرائيلية بين أوكرانيا وروسيا.

وأوضحت عضو "الكنيست" السابقة عن حزب "المعسكر الصهيوني"، كسانيا سبتلوفا، في مقال بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أن رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت، معني بمهمة الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، "فإسرائيل متعلقة بهذا القدر أو ذاك بروسيا، بالنسبة لتل أبيب "نقطة أرخميدس" هي سوريا".

وأشارت إلى أن "بينيت أقلع السبت إلى روسيا للقاء سري، هو يمتنع عن الشجب، يبتعد عن السلاح الدفاعي لأوكرانيا (في إشارة إلى تركيا التي باعت قديما أوكرانيا طائرات بلا طيار)"، منوهة إلى أن "بينيت الذي يقف على رأس إسرائيل التي يوجد لها حلف استراتيجي مع الولايات المتحدة، يضع رقبته على مذبح مساعي الوساطة بين روسيا وأوكرانيا".

وأضافت: "مفهوم أنه حتى لو كان هناك أدنى احتمال لحل سلمي يوفره للطرفين، فرئيس الوزراء ملزم بأن يستغله حتى النهاية، وإذا نجح سيحظى باعتراف دولي وبشرف الملوك في تل أبيب".

ونوهت إلى أنه "طالما أن روسيا تواصل قصف أوكرانيا وذبح المواطنين الأبرياء هناك، يتخذ بينيت صورة الزعيم الغربي الوحيد الذي يحاول بكل قوته ألا يغضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وألا ينضم إلى العقوبات والتنديدات، وكذا كزعيم يعطي الشرعية للنظام الروسي الذي يبدو في هذه اللحظة منعزلا حتى أكثر من كوريا الشمالية".

 

اقرأ أيضا: بينيت في موسكو لبحث الحرب على أوكرانيا مع بوتين

ولفتت سبتلوفا، إلى أن "روسيا استخدمت دوما العلاقات الحميمة مع إسرائيل ضد العلاقات السيئة مع أوروبا، وعندما ضمت روسيا القرم، تل أبيب لم تشجب؛ وعندما لم يصل أي زعيم غربي إلى مسيرة يوم النصر، سافر بنيامين نتنياهو (رئيس حكومة الاحتلال السابق) إلى موسكو وسار مع بوتين في الساحة الحمراء؛ وعندما اتهمت روسيا كلا من أوروبا وأوكرانيا بالسماح للنازيين الجدد بالعمل بحرية، كانت إسرائيل إلى جانب روسيا".

وتابعت: "واليوم أيضا، عندما يضع بوتين لنفسه هدفا كاذبا بـ"نزع الصف النازي" لأوكرانيا، لا تفتح إسرائيل فمها"، مضيفة: "مع الاحترام لمحاولة الحفاظ على المصالح الأمنية لإسرائيل، فإن مقرري السياسة هنا ملزمون بأن يستوعبوا بأن روسيا لا تفعل إلا ما هو خير لروسيا؛ بمعنى أنه إذا ما قرروا في موسكو في الغداة أن يزودوا إيران بمنظومات "S-400" وطائرات قتالية حديثة لبشار الأسد، فهذا بالضبط ما سيحصل، وهذا لن يكون شيئا شخصيا، بل فقط مصالح تجد موسكو نفسها ملزمة بأن تدفعها إلى الأمام كي تزيد المبيعات، وتعزز قوة الحلفاء وما شابه".

وشككت النائبة في قدرة تل أبيب على "التأثير على هذه الخطوات، ومن جهة أخرى، ما من شأنه أن يتعرض لضربة غير بسيطة هي العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا، وفي الساحتين يهاجم الكثير من السياسيين منذ الآن الموقف الإسرائيلي الذي ينخرط كثيرا في المشهد الشرق أوسطي، فالإمارات، ومصر والسعودية ملأوا أفواههم بالماء، وفي الولايات المتحدة وأوروبا يسألون؛ هل تريد إسرائيل أن تكون جزءا من الغرب الجماعي؟".

وقالت: "ليس واضحا إذا كانت محاولات بينيت التوسط ستتوج بالنجاح، حتى وإن كان جزئيا، والأسئلة التي تثور من الحاضر الإسرائيلي الراهن تتعلق ليس بالضرورة بأوكرانيا أو روسيا، بل بإسرائيل وبمكانها في الساحة الدولية".