صحافة تركية

هل تنجح مفاوضات روسيا وأوكرانيا ببيلاروسيا في وقف الحرب؟

رسائل بوتين بشأن "قوة الردع" تستهدف الناتو والولايات المتحدة وليس أوكرانبا- جيتي

تستضيف بيلاروسيا، الاثنين، مفاوضات بين موسكو وكييف، وسط تشاؤم إزاء نجاحها مع اشتداد المعارك في أوكرانيا.

 

ومع انتهاء اليوم الرابع، وإصدار بوتين أمرا بوضع "قوة الردع" في الجيش الروسي، وسط قلق غربي، فإنه تقرر أمس إجراء محادثات على الحدود البيلاروسية.

 

وأوضح بوتين أن هذه الخطوة تأتي ردا على مسؤولي الغرب الذين "لم يكتفوا باتخاذ خطوات عدائية اقتصادية وحسب، بل إن مسؤولهم في حلف الناتو أدلى بتصريحات عدوانية ضد روسيا".

 

ويعد القرار الروسي، تصعيدا خطيرا للتوتر، ما يزيد من مخاطر تحول التوترات الناشئة إلى حرب نووية.

 

صحيفة "خبر ترك" في تقرير للكاتب التركي كورشات زورلو، أشار إلى أن رسائل بوتين بشأن "قوة الردع" تستهدف الناتو والولايات المتحدة وليس أوكرانبا.

 

وأضافت، أن العقيدة العسكرية الروسية التي تم تحديثها عام 2014، تمنح بوتين سلطة اتخاذ هذا القرار بمفرده في مواجهة خطر "تعرض الدولة لتهديد".

 

اقرأ أيضا: قصف متواصل على كييف.. وأطراف جديدة تشارك بالعقوبات
 

ورأت أن التهديد الروسي بـ"قوة الردع" والتي قد تقود العالم بأسره إلى حرب شاملة، يبدو في الواقع كأنه خطوة لتعزيز يد موسكو على طاولة المفاوضات في المرحلة الأولى.

 

وأشارت إلى أن بوتين يريد الحفاظ على ثقل مطالبه من خلال توجيه رسالة للقوى التي تقف وراء المحادثات، "ولكن هل يمكن للرئيس الروسي العالق في الداخل بقرارات العقوبات المتخذة القيام بهذا الفعل الجنوني؟.. الاحتمال ضئيل للغاية".

 

أما وزير الخارجية الأوكراني، فقال إن كييف وافقت على إرسال وفد إلى الحدود البيلاروسية لتستمع لما تريد موسكو قوله، مؤكدا أن الخسائر التي تكبدتها القوات الروسية دفعت موسكو إلى التفاوض من دون شروط مسبقة، وهو ما عدّه انتصارا لكييف.

 

ورأت الصحيفة، أن هذا الموقف الأوكراني يظهر أنه لن يكون من السهل الوصول إلى نقطة معقولة خلال المفاوضات.

 

وأضافت، أن أوكرانيا أظهرت مقاومة جدية، ولكن لا يزال يتعين الحذر بشأن قدرة روسيا الهجومية.

 

وشددت على أن الحراك الدبلوماسي مهم لمنع المزيد من تصعيد الحرب أكثر، والذي جاء في الوقت الذي تنتقل فيه العقوبات الغربية على روسيا إلى وضع أكثر جدية من خلال استبعادها من نظام "سويفت" وعقوبات على البنك المركزي الروسي.

 

وذكرت أنه من أجل أن يتحول الاجتماع، الذي سيبدأ عند الحدود البيلاروسية، إلى عملية تفاوض وإقامته نظام وقف إطلاق النار، فإنه يجب أولا وقبل كل شيء إنشاء مجالات توافقية بشأن البنود التي لا غنى عنها للطرفين، معربا عن تشاؤمه من إمكانية التوصل إلى ذلك.

 

وبالنسبة لروسيا، فإن عضوية أوكرانيا في الناتو ستون قضية محورية استراتيجية، في حين أن المكاسب في دونباس والمناطق المحيطة بها ستكون على الطاولة كأداة لذلك.

 

وفي هذه المرحلة، يمكن لأوكرانيا أن تضع على الطاولة جميع مطالبها السابقة، بما في ذلك تسليم شبه جزيرة القرم، وعدم رغبتها في تعهد ملزم بشأن عدم العضوية في الناتو قد يمنع التراجع عن دونباس وفق مبدأ وحدة الأراضي أو على الأقل إعادة صياغة بنود اتفاقية "مينسك" مجددا.

 

اقرأ أيضا: روسيا تواجه عزلة دولية.. والدعم الغربي لأوكرانيا يتواصل
 

وأضافت أن بوتين واجه مقاومة لم يكن يتوقعها في أوكرانيا، كما أن الخطوات الأخيرة للغرب قد تؤدي إلى عملية من شأنها أن تهز سلطة الرئيس الروسي..

 

وأوضحت أنه يمكن النظر إلى سيناريوهين في المفاوضات الروسية-الأوكرانية على حدود بيلاروسيا:

 

السيناريو الأول: قد يشترط الجانب الروسي مقابل العودة إلى الوضع ما قبل 24 شباط/ فبرارير، تشكيل حكومة جديدة في أوكرانيا يمكنها التعايش بسلام مع جارتها روسيا، وقد يكون سبب الهجمات الليلية على كييف هدفه ذلك.

 

السيناريو الثاني: من الممكن أن تفسح روسيا المجال أمام وقف إطلاق النار كحل أمثل بالنسبة لها، ولكن بشرط الحصول على بعض المناطق مع الحفاظ على تلك التي دخلتها، بهدف قطع ارتباط أوكرانيا بالبحر، في حال استمرار الإدارة الأوكرانية الحالية بالحكم.

 

ورأت الصحيفة التركية أن روسيا قد تبتعد عن كييف بحسب تأثير العقوبات الغربية عليها.

 

وأكدت أن العالم دخل في حرب متعددة الأبعاد، حيث إن من الصعب حقا رؤية نتيجتها، ولكن يبدو أننا أمام توازن جديد، حيث ستركز الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على هيكل مختلف بشأن أمن إمدادات الطاقة، كما أن تركيا عليها الحذر من أجل الخروج بأقل الأضرار مما يجري.