كشفت صحيفة "صباح" التركية، محاولة إيرانية لاغتيال رجل أعمال إسرائيلي في إسطنبول، أحبطتها المخابرات التركية واعتقلت الخلية التي تقف خلفها.
وقالت صحيفة "ًصباح" في تقرير؛ إن إيران حاولت تنفيذ عملية اغتيال لرجل الأعمال الإسرائيلي- التركي يائير جيلر، ردا على اغتيال الموساد الإسرائيلي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 العالم النووي محسن فخري زاده.
وتابعت بأن أحد أهداف المخطط الإيراني، هو إخراج العلاقات التركية الإسرائيلية عن مسارها، بعد خطوات إيجابية بين الجانبين، وقامت الخلية المكونة من تسعة أشخاص من المخابرات الإيرانية بتتبع جيلر خطوة بخطوة في منزله وعمله، في الوقت الذي كانت المخابرات التركية ترصدهم.
وأوضحت أن المخابرات التركية قامت بنقل رجل الأعمال اليهودي "75 عاما" المعروف بعلاقته بصناعات الدفاع إلى بيت آمن.
وجيلر هو صاحب شركة CNC للتكنولوجيا والهندسة المتقدمة، الناشطة بتصنع الدفاعات الجوية والتكنولوجيا والبرمجيات، ولوحات التحكم العددي بأجهزة الحواسيب.
وأشارت إلى أن المخابرات التركية "MIT" تمكنت من منع عملية اغتيال، من شأنها أن تضع تركيا في موقف صعب على الساحة الدولية؛ نتيجة متابعة فنية وميدانية لأشهر عدة.
وقامت الخلية الإيرانية برصد جيلر أولا بأول وتصويره، في شركته التي تقع في منطقة تشاتلجا، ومقر إقامته في بيشكتاش بإسطنبول بالقرب من المقر القديم للمخابرات التركية.
وفي غضون ذلك، كانت المخابرات التركية ترصد تحركات أفراد الخلية كافة، التي تبين أن منهم مواطنين أتراك تم تجنيدهم من المخابرات الإيرانية.
اجتماع بين المخابرات التركية و"الموساد" بأنقرة
ووفقا للنتائج التي توصلت إليها المخابرات التركية، فقد تم انتهاء الخلية الإيرانية من عملية الاستطلاع وجمع المعلومات حول جيلر، وبدأت الاستعدادات للمرحلة الثانية، وهي تنفيذ عملية الاغتيال.
وشاركت المخابرات التركية المعلومات التي توصلت إليها مع جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، وعقد اجتماع سري رفيع المستوى بين الجانبين في العاصمة أنقرة، وتم تقييم أن اغتيال جيلر كان مخططا لتقويض العلاقات الإسرائيلية التركية التي كانت متوترة منذ 13 عاما، لكنها بدأت مؤخرا بالتحسن، بالإضافة للانتقام من مقتل العالم النووي محسن فخري زاده.
واتخذ المجتمعون في أنقرة، قرارا بنقل رجل الأعمال اليهودي إلى "بيت آمن" وفقا لمصطلح الاستخبارات، وبموافقة من المخابرات التركية أنشأ الموساد الإسرائيلي فريق حماية لجيلر.
رجل الأعمال اليهودي رفض الانتقال إلى تل أبيب
وفي الوقت ذاته دعت وزارة الخارجية الإسرائيلية جيلر للانتقال إلى تل أبيب وفقا للبروتوكولات الأمنية، ومع ذلك لم يقبل رجل الأعمال اليهودي وهو مواطن تركي، هذا الطلب، مؤكدا أنه "يحب إسطنبول".
ولم تكن الخلية الإيرانية، على علم بأن يائير جيلر تم نقله إلى "منزل آمن"، وتم الكشف عن وجود سجل خروج ودخول متعددة لمسؤول الفريق الإيراني بمدينة إسطنبول، كما تم رصد إشارات لهاتفه الخليوي عدة مرات وفي أوقات محتلفة، في جوار شركة CNC بمنطقة تشاتلجا.
اعتقال ثمانية من أعضاء الخلية
وبعد تقييم أجرته المخابرات التركية، تم الضغط على الزر النهائي للعملية، وشن فرع مكافحة الجريمة المنظمة بإدارة شرطة إسطنبول عملية اعتقال لأعضاء الخلية البالغ عددهم تسعة أشخاص.
وتبين أن خلية التجسس الإيرانية يترأسها ضابط المخابرات الإيراني ياسين طاهيري مامكيندي "53 عاما" من إيران، بالإضافة لشخص يدعى صالح مشتاغ بيغوز "44 عاما"، الذي كان قائد الخلية بتركيا.
وتمكنت الفرق الأمنية من اعتقال ثمانية من المشتبه بهم، بمن فيهم الإيراني "بيغوز"، وإرسالهم إلى السجن بتهمة "التهديد وإنشاء منظمة لغرض ارتكاب جريمة".
والتقطت صور منزل جيلر ومكان عمله من قبل عثمان جولاك، وهو مواطن تركي وعضو في الخلية، وتم إرسال الصور المتلقطة إلى الخط الساخن الإيراني الذي يستخدمه طاهيري.
وحاولت خلية التجسس المكونة من تسعة أشخاص التصرف بحذر ضد عملية محتملة يتم إجراؤها ضدهم، وعلى سبيل المثال تبين أنه تم استخدام أكثر من خط في العملية، وتم تغيير الهواتف المحمولة باستمرار، كما استخدموا خطوطا هاتفية إيرانية لا يمكن كشفها.
وتبين أن أعضاء الخلية كانوا يفضلون استخدام التطبيقات على الإنترنت، بينها "واتساب" في عملية التواصل فيما بينهم.