قال موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن عمليات
اغتيال دقيقة، وفقدان وثائق سرية في إيران، تكشف عن عمليات اختراق لجهاز الموساد
الإسرائيلي على أعلى المستويات.
وأشارت إلى عملية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، التي
نفذت بواسطة سيارة مجهزة بسلاح متوسط، وتم التحكم بها عن بعد لقتل العالم
والانفجار لاحقا.
ونقلت على مسؤول استخباري في الحرس الثوري قوله إن المخطط للعملية
كان "من أفراد القوات المسلحة، وبطبيعة الحال لم نتمكن من تنفيذ عمليات
استخباراتية تطال القوات المسلحة". لكنه ألمح بشكل غير مباشر إلى أن الجاني
كان عضوا في الحرس الثوري الإيراني، الذي يعد الوحدة العسكرية التي تضم النخبة في
إيران".
وأضافت: "يجب أن يكون
المسؤول عن تنفيذ الاغتيال على مستوى عال بدرجة كافية في الحرس الثوري الإيراني،
حتى يتمكن من تجاهل التحذيرات التي صدرت سابقا باحتمالية تنفيذ اغتيال، ويمضي في
تنفيذ الخطة في التاريخ والوقت والمكان المحددين".
وقال الموقع: "من
المعروف أيضا أن محسن فخري زاده كان هو الآخر عضوا في الحرس الثوري الإيراني. وقالت
مصادر داخل جناح الأمن بسجن إيفين بطهران، حيث يحتجز المتهمون بالتجسس لصالح دول
أجنبية، إن ثمة عشرات من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني محتجزون هناك. لكن
الحكومة الإيرانية لا تنشر أسماءهم ورتبهم لتجنب تشويه سمعة الحرس الثوري".
ونقلت عن ضابط استخبارات سابق
في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إن الوكالات الأجنبية جمعت أدلة ضد
عدد من السفراء الإيرانيين وقادة الحرس الثوري الإيراني.
وقال إن تلك الأدلة تتضمن
معلومات حول علاقات مع نساء، يمكن استخدامها لابتزاز هؤلاء المسؤولين لإجبارهم على
التعاون مع جواسيس أجانب.
وفي أواخر كانون الثاني/ يناير
عام 2018، وفي عتمة الليل، اقتحم عشرات الرجال منشأة تخزين في منطقة صناعية على
بعد 30 كيلومترا من العاصمة طهران. وكان هناك 32 خزنة، لكنهم كانوا يعرفون أيها يحتوي على أكثر المواد قيمة، وفي أقل من سبع ساعات قاموا بإذابة أقفال 27 منها،
وأخذوا نصف طن من المحفوظات النووية السرية وغادروا المكان من دون أن يخلفوا
وراءهم أي أثر. كانت تلك واحدة من أكثر عمليات السرقة جرأة في تاريخ إيران.
لكن المسؤولين الإيرانيين التزموا الصمت وتكتموا
عليها بشكل كامل. وبعد ثلاثة أشهر، ظهرت الوثائق المسروقة على بعد 2000 كيلومتر،
تحديدا في تل أبيب.
في آخر يوم له في منصبه، أكد
الرئيس الإيراني حسن روحاني أن إسرائيل سرقت الوثائق النووية الإيرانية، وعرضت
الأدلة على الرئيس الأمريكي حينها دونالد ترامب. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي
بنيامين نتنياهو سلط الضوء حين استعرض الأرشيف في مؤتمر صحفي عُقد خصيصا لهذا
الغرض في عام 2018، على دور محسن فخري زاده، في ما وصفه بأنه برنامج أسلحة نووية غير
معلن لإيران.
وردد نتنياهو مرارا وتكرارا
في ذلك المؤتمر "دكتور محسن فخري زاده.. تذكروا هذا الاسم"، وبعد عامين
من ذلك المؤتمر اغتيل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده.
في
العقدين الماضيين قُتل عدد من أبرز العلماء النوويين الإيرانيين، كما وقعت عمليات
تخريب متعددة في المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية، لكن حتى الآن فشلت قوات
الأمن الإيرانية إلى حد بعيد في منع حدوث أي منها، أو في القبض على المهاجمين والمتآمرين.
وراجت
شائعات بأن قادة في الحرس الثوري الإيراني وضباط مخابرات وحتى بعض المسؤولين، قد
تم اعتقالهم بتهمة التجسس لصالح الموساد. لكن لم يتم تأكيد تلك المزاعم رسميا على
الإطلاق. كان أحد المتهمين الضابط المسؤول عن مكافحة التجسس ضد إسرائيل في وزارة
الأمن الإيرانية. أدانته محكمة ثورية إيرانية بتكتم شديد وحكمت عليه بالإعدام
وأعدمته من دون أي دعاية، ومن دون أن يصل أي خبر لوسائل الإعلام واليوم تتخذ الحرب
الخفية بين إيران وإسرائيل منعطفا خطيرا.
ففي
العام الماضي فقط، أكد أحمدي نجاد أن الموساد قد اخترق وزارة استخباراته، وقال:
"هل من الطبيعي أن يكون أكبر ضابط مسؤول عن السيطرة على الجواسيس
الإسرائيليين والمسؤول عن مواجهة المؤامرات الإسرائيلية في إيران هو نفسه عميلا
لإسرائيل؟".
في
المقابل، نادرا ما تعلق إسرائيل على أنشطة الموساد. وقال الجنرال المتقاعد في جيش
الدفاع الإسرائيلي والمسؤول السابق في وزارة الدفاع عاموس جلعاد، لبي بي سي، إن مرد
ذلك سبب وجيه: "أنا ضد أي دعاية.. إذا كنت تريد إطلاق النار، أطلق النار من دون
أن تتحدث في الأمر... سمعة الموساد تعتمد على القيام بعمليات يزعم أنها سرية، من
دون أي دعاية".
ويشعر
المسؤولون الإيرانيون السابقون بالقلق من وصول الموساد إلى مسؤولين رفيعي المستوى
في مؤسسات الأمن والاستخبارات الإيرانية. وخير دليل على تنامي هذا الشعور بالقلق
هو التحذير الذي صدر عن وزير المخابرات الإيراني السابق وكبير مستشاري الرئيس
روحاني، علي يونس، في مقابلة حين قال: "نفوذ الموساد في أجزاء كثيرة من
البلاد بات كبيرا لدرجة أن كل عضو في القيادة الإيرانية يجب أن يشعر بالقلق على
حياته وأمنه وسلامته".
بحضور أمريكي.. مناورة سرية للاحتلال تحاكي هجوما على إيران
برلماني إيراني: نقترب من استئناف العلاقات مع السعودية
أصوات انفجارات قوية غربي إيران.. والحكومة توضح السبب