يواصل رئيس أركان جيش الاحتلال السابق، غادي آيزنكوت تصريحاته التي مثلت تحولا في المواقف الإسرائيلية، سواء بشأن العلاقة مع الفلسطينيين، والتعامل مع التهديدات الأمنية المحيطة، أو الموقف من تطورات الحلبة السياسية الإسرائيلية، وصولا إلى مستقبل الدولة، وما يحيط بها من أخطار داخلية وخارجية.
وقال آيزنكوت في الحوار المطول الذي نشرته صحيفة معاريف على أجزاء، وترجمت مقتطفاته "عربي21" إن "إسرائيل قد تصل، دون أن نرغب، إلى حل الدولة الواحدة، الذي يمثل تطورا كارثيا، فإيران تندفع نحو قلب إسرائيل، وحزب الله يخزن الصواريخ، ويطلقها، وحماس تحاول إشعال الأراضي الفلسطينية، والبدو في الجنوب يحرقون النقب، ومن الواضح أنه لم يولد الفلسطيني الذي يتنازل عن الضفة الغربية بعد، وكذلك لن يتنازل السوريون عن الجولان".
وأضاف أن "عدم وجود حوار بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية سيؤدي لإضعافها، وتقوية حركة حماس، ولذلك فإن الهدوء النسبي في الضفة الغربية مضلل، ويجب على إسرائيل إيجاد طريقة للتعاون مع السلطة، وتعزيزه، لأن ما يحدث أمر خطير، وقد نذهب لدولة ثنائية القومية، وهو ما يسميها الفلسطينيون الدولة الواحدة"، مشير إلى أن "خيار الدولة الواحدة بدأ يكتسب زخما وتعاطفا واسعا للغاية، وقد يحدث في غضون 10-20 سنة أخرى، وأعتقد أن دولة ثنائية القومية هي نهاية الرؤية الصهيونية".
اقرأ أيضا: آيزنكوت: التصدع الداخلي بإسرائيل أخطر من التهديدات الخارجية
وأشار إلى أنه "لا يتعين أن تكون عبقريًا كبيرًا كي تفهم خطورة تواجد ملايين الفلسطينيين داخل إسرائيل، إضافة للوضع المعقد تجاه فلسطينيي 48، الذين اتخذنا قرارات محددة للغاية على مدى 75 عامًا فيما يتعلق بهم، وهي في النهاية جلبت الوضع إلى المشكلة الحالية، مع العلم أن النزاع مع الفلسطينيين يبدو أحيانا أنه غير قابل للحل، ولا أرى كيف يمكن التوصل لاعتراف الفلسطينيين بالدولة اليهودية، لأنه صراع عميق".
وعند الحديث عن غزة، قال آيزنكوت إن "خطة يائير لابيد بشأن إعادة إعمار القطاع مقابل نزع سلاح حماس، لا يتوفر لها الكثير من فرص النجاح، لأن الحرب الأخيرة انتهت بصورة غير واضحة النتائج، وليست أكثر جدوى، ونظرًا لأن الحرب انتهت، فمن غير الممكن الانتقال لهذه الخطوة باستخدام القوة، واليوم حين يعلن رئيس الحكومة نفتالي بينيت أنه لن يلتقي بالفلسطينيين، فإنهم سيواجهوننا في أكثر الأوقات إثارة للدهشة، ولذلك فإن السؤال ليس ما إذا كان سيكون هناك اندلاع آخر للمواجهة، ولكن متى، وفي أي زاوية، وبأي درجة، الأكيد أنها ستحدث ولا توجد طريقة لمنعها".
ويستذكر آيزنكوت أحداث انتفاضة الحجارة 1987، بقوله إن "حادثة الشاحنة الإسرائيلية التي قتلت عددا من العمال الفلسطينيين، تسببت باندلاع الأحداث والمظاهرات وأعمال العنف، وكان إسحاق رابين في الخارج، ولم يقطع زيارته، وانقطعت الكهرباء عن غزة، ودخلت التعزيزات، واستخدم الجيش الضرب بالهراوات، والكل يعرف الباقي، ورغم انتهاء الانتفاضة في 1993، لكنها اندلعت مجددا مرة أخرى في عام 2000".
وكشف أن "دعم الفلسطينيين اليوم لحركة حماس في الضفة الغربية يتراوح بين 70-80٪، وهذه نتيجة مباشرة لسياستنا هناك، والفلسطينيون يحذرون من الانفجار، على غرار انتفاضة السكاكين والعمليات الفردية، وهبة القدس، وهذه انفجارات عبرت عن أشياء عميقة، والسؤال الوحيد هو متى سيحدث ذلك الانفجار الجديد، بعد أن بات الجيل الفلسطيني يشبه القنبلة الموقوتة، مما يتطلب من صانعي القرار الإسرائيلي التحضير لمواجهة الأحداث القادمة".
اقرأ أيضا: "يديعوت": لم شمل العائلات الفلسطينية نهاية للحلم الصهيوني
واعترف آيزنكوت بالقول إن "العقد الماضي شهد استخدامنا لسياسة خاطئة، وبفضلها أصبحت حماس في قطاع غزة والضفة الغربية وشرقي القدس، أكثر نفوذاً، وتصل إلى فلسطينيي48 أيضًا، وبفضل هذه السياسة أصبح الوضع الفلسطيني أشبه ما يكون بقنبلة موقوتة تهدد استمرار وجود الحكومة الإسرائيلية، لكنها تنبع من الضعف، وعدم القدرة، واستغلال الظروف السياسية لخلق واقع جديد أمام الأجيال الفلسطينية القادمة".
وأشار إلى أن "الساحة الفلسطينية فيها ثلاث مناطق جغرافية: الأولى غزة التي غادرناها، والثانية الضفة الغربية ويمكن فيها إقامة حكم ذاتي، والثالثة غور الأردن، مع العلم أن 65٪ من الإسرائيليين يؤيدون الانفصال عن الفلسطينيين، وعندما يجري الحديث عن حل الدولتين، فإن التأييد ينخفض إلى 40٪، واستنتاجي الشخصي أنه حتى يتم الحل النهائي مع الفلسطينيين، فإن الفصل عن الفلسطينيين يبدو حاجة أمنية".
عملية خانيونس
بالعودة لأحداث عملية خانيونس في 2018، وكشف حماس للقوة الإسرائيلية الخاصة في الأيام الأخيرة من ولاية آيزنكوت في قيادة الجيش الإسرائيلي، قال إن "العملية حملت إمكانية لأسر 20 جنديا على غرار الجندي غلعاد شاليط، وهذا يعني كارثة ذات أبعاد تاريخية، لقد كانت عملية معقدة بأصعب طريقة يمكن أن أتخيلها، وشكلت حادثة مروعة، كنت جالسا في غرفة مقر رئاسة الأركان وعلمت أن الحادثة قد تتحول إلى كارثة على نطاق لا يمكن تصوره، ولكن في الإجمال تمكن 8-12 مسلحًا من الانسحاب إلى داخل إسرائيل، بعد أن أنقذهم الجيش، وأطلق نيرانًا كثيفة، وتعرض لإطلاق النار".
وأضاف أن "الإسرائيليين خرجوا بخلاصة مفادها أن المحصلة النهائية تدور حول فشل عملياتي، رغم أن العملية تعقدت، وتحولت إلى حالة قد ينتج عنها حرب، وعدد لا يمكن تصوره من الرهائن الإسرائيليين، تخيل أن أفراد القوة الخاصة تم أسرهم، ما الذي كان سيحدث حينها". تساءل آيزنكوت.
قلق إسرائيلي من امتداد انتفاضة النقب إلى مدن بالداخل المحتل
"يديعوت": لم شمل العائلات الفلسطينية نهاية للحلم الصهيوني
ضباط بجيش الاحتلال يحذرون من انتفاضة ثالثة بسبب المستوطنين