علق
بابا الأقباط تواضروس الثاني على ما يسمى "الدين الإبراهيمي"، قائلا
إنها فكرة مرفوضة تماما.
وأضاف
بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، إن هذه الفكرة "غير مقبولة شكلا أو
موضوعا".
وقال
في مقابلة مع القناة المصرية الأولى إن "هناك أفكارا سبقت فكرة الدين الإبراهيمي،
وإن الأديان كالألوان، لا يمكن تغييرها أو استبدالها عن طريق التجديد، أو إدخال معلومات
غير حقيقة على ثوابت هذا الدين".
وأضاف:
"لا يجوز زعزعة ثوابت الدين من خلال الأديان التي تنشأ، وأن ما يطلق على الدين
الإبراهيمي هو يستخدم نقيض الأديان السماوية الثلاثة".
وقال
إن "الدين الإبراهيمي" فكرة سياسية غربية يتم الترويج لها، ويهدف لجمع الأديان
-الإسلامي والمسيحي واليهودي- تحت مسمى دين واحد، واختاروه على اسم إبراهيم أبو الآباء؛ لأنه لا اختلاف عليه.
وتابع:
"تقوم الفكرة على تنحية الاختلافات، والتوافق على الأمور المشتركة بين الديانات
الثلاث، لتكون ديانة جديدة مشتركة وموحدة، هذا شيء غير مقبول بالطبع، لأن كل دين له
ثوابت وأصول لن تتغير.. هذه الفكرة غربية، ولا تصلح لنا في الشرق".
وفي
تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، انتقد شيخ الأزهر، الدعوات التي يطلقها البعض بأنه يمكن
أن يكون هناك دين واحد يسمى "الإبراهيمية" أو "الدين الإبراهيمي".
وشبه
الدكتور أحمد الطيب تلك الدعوات بدعوات "العولمة"، و"نهاية التاريخ"،
و"الأخلاق العالمية"، مضيفا: "وإن كانت تبدو في ظاهر أمرها كأنها دعوى
إلى الاجتماع الإنساني وتوحيده والقضاء على أسباب نزاعاته وصراعاته، إلَّا أنها هي
نفسها دعوةٌ إلى مُصادرة أغلى ما يمتلكُه بنو الإنسانِ وهو: حرية الاعتقاد، وحرية الإيمان،
وحرية الاختيار".
وفرّق
الطيب بين دعوات العيش بأمن وسلام بين الناس وبين امتزاج الأديان وإذابة الفروق بينها،
"وبخاصة في ظل التوجُّهات التي تدعي أنه يمكن أن يكون هناك دين واحد يسمى "الإبراهيمية" أو الدين الإبراهيمي، وما تطمحُ إليه هذه الدعوات -فيما يبدو- من مزج اليهودية والمسيحية
والإسلام في رسالةٍ واحدة أو دِين واحد يجتمعُ عليه الناس".
اقرأ أيضا: الأزهر ينتقد الدعوات لدين موحد تحت مسمى "الدين الإبراهيمي"
يُشار إلى أن الإمارات العربية أطلقت مطلع العام الماضي مبادرتها لبناء "بيت العائلة الإبراهيمية"، ليجسد حالة التعايش السلمي، وواقع التآخي الإنساني الذي تعيشه مختلف الأعراق والجنسيات من العقائد والأديان المتعددة في دولة الإمارات".
وسيضم "بيت العائلة الإبراهيمية"، المقرر إقامته في جزيرة السعديات بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، والمقرر افتتاحه عام 2022، كنيسة ومسجدا وكنيسا تحت سقف واحد، ليشكل للمرة الأولى مجتمعا مشتركا، تتعزز فيه ممارسات تبادل الحوار والأفكار بين أتباع الديانات"، وفق التغطيات الإعلامية المروجة للمشروع.
ووفقا لمراقبين، فإن الدعوة إلى "الديانة الإبراهيمية" والسعي الحثيث لترويجها، وإن كان يجري تسويقها تحت عناوين دينية وإنسانية جميلة، إلا أنها في حقيقتها دعوة مسيسة بامتياز، تهدف إلى تجاوز كل الموانع الدينية تجاه مشاريع التطبيع مع الكيان الصهيوني، التي باتت الإمارات العربية من أكثر الدول انخراطا فيها، وأنشطها في الترويج لها، والدعوة إليها.
هجوم نيابي أردني حول "إعلان نوايا" مع الاحتلال والحكومة تبرر