قررت منظمة "معاهدة الأمن الجماعي" بقيادة روسيا، إرسال "قوات حفظ سلام" إلى كازاخستان، استجابة لطلب الرئيس الكزخي، قاسم جومارت توكاييف، وذلك عقب اندلاع احتجاجات، وفرض حالة طوارئ في كامل أراضي البلاد.
وقال
رئيس المنظمة رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان، عبر حسابه في فيسبوك، إن
المنظمة سترسل إلى الجمهورية السوفياتية السابقة "قوات حفظ سلام جماعية لفترة
محدودة من أجل استقرار وتطبيع الوضع" الذي تسبب فيه "تدخل خارجي".
وقتل عشرات المحتجين على يد الشرطة الكازاخية ليل الأربعاء الخميس، كما أصيب أكثر من 1000 شخص خلال محاولة المحتجين دخول مبان إدارية، في حين قتل 12 شرطيا خلال المواجهات في مدينة ألمآتا، وفق التلفزيون الرسمي الكازاخي.
ونقلت
وكالات الأنباء إنترفاكس-كازاخستان وتاس ونوفوستي عن المتحدث باسم قوة الشرطة
سالتانات أزيربك قوله إن "القوى المتطرفة حاولت الليلة الماضية اقتحام مبان
إدارية وقسم شرطة مدينة ألماتي بالإضافة إلى الإدارات المحلية ومراكز
الشرطة". وأضاف أنه "تم القضاء على عشرات المهاجمين".
وأطلقت
الشرطة قنابل صوتية والغاز المسيل للدموع ضد حشد من آلاف المتظاهرين لكنها لم تنجح
في منعهم من دخول المبنى، بحسب صحافي في وكالة فرانس برس. واستولى المتظاهرون على
هراوات ودروع للشرطة.
وقال
شهود عيان إن رجالا بزي الشرطة ظهروا وهم يرمون دروعهم وخوذاتهم في كومة ويعانقون
المحتجين. ورفض الرجال بزي الشرطة التحدث للمراسلين.
اقرأ أيضا: فوضى في كازاخستان.. موسكو تتهم وواشنطن تراقب
وقالت
وزارة الخارجية الروسية في بيان: "نؤيد الحل السلمي لجميع المشكلات في الإطار
القانوني والدستوري ومن خلال الحوار وليس من خلال أعمال الشغب وانتهاك
القوانين".
ودعت
الأمم المتحدة، الأربعاء، كافة الأطراف في كازاخستان إلى ضبط النفس، معبرة عن
قلقها إزاء الأحداث التي تشهدها البلاد.
من
جانبها، دعت الولايات المتحدة السلطات الكازاخستانية إلى "ضبط النفس"،
معربة عن أملها في أن تجري المظاهرات "بطريقة سلمية". وقالت المتحدثة
باسم البيت الأبيض جين ساكي إنه يجب أن يتمكن المحتجون من "التعبير عن أنفسهم
سلميا"، مناشدة السلطات "ضبط النفس".
ونددت
ساكي بـ"الادعاءات المجنونة من جانب روسيا" بشأن المسؤولية المفترضة
للولايات المتحدة في أعمال الشغب التي تهز كازاخستان، مؤكدة أن هذه المزاعم
"غير صحيحة على الإطلاق" وتفضح "استراتيجية التضليل الروسية".
وبدأت
الاحتجاجات في كازاخستان، الأحد، بعد زيادة في أسعار الغاز الطبيعي المسال في البلاد،
وأوقفت السلطات الكازاخية أكثر من مئتي شخص بعد ليلة شهدت أعمال شغب، في أثناء
اقتحام آلاف المتظاهرين مبنى إدارة المدينة وتمكنوا من الدخول على الرغم من إطلاق
الشرطة قنابل صوتية والغاز المسيل للدموع.
وشوهد
في "ألماتي" رجال بزي الشرطة وهم يكومون دروعهم وخوذاتهم على الأرض ثم
يعانقون المحتجين. ورفض الرجال بزي الشرطة التحدث للمراسلين. وهتفت امرأة وهي
تعانق أحد المتظاهرين "انتقلوا إلى جانبنا".
وفي
محاولة لتطويق الأزمة أقال الرئيس توكاييف الحكومة وأعلن حالة الطوارئ في العديد
من المناطق بما في ذلك ألماتي والعاصمة نور سلطان، وفرض حظر تجول ليلي من الساعة
الـ23,00 حتى الساعة الـ07,00 بالتوقيت المحلي.
يشار إلى أن معاهدة الأمن الجماعي تأسست في مايو/ أيار 1992، وتضم روسيا وأرمينيا وروسيا البيضاء وكازاخستان وطاجيكستان وقرغيزيا. والمنظمة تعد بمثابة قيادة موسكو لدول كانت سابقا ضمن الاتحاد السوفييتي، ويرأسها في دورتها الحالية أرمينيا.