ملفات وتقارير

ما أسباب دعم مصر لـ"قبرص اليونانية" على حساب تركيا؟

قال مراقبون إن "الدعم المصري لليونانيين لا يتعدى كونه مناورة سياسية"- الأناضول

جدد رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي دعم بلاده لـ"قبرص اليونانية" على حساب مساعي تحسين العلاقة مع تركيا.


وقال السيسي، في آخر تصريحاته حول العلاقات الثنائية بين مصر وقبرص إنهم يدعمون مساعي جمهورية قبرص والأطراف الدولية المعنية، لإيجاد حل شامل وعادل للقضية القبرصية، استنادا لقرارت الشرعية الدولية ومجلس الأمن ذات الصلة.


وأكد السيسي، خلال كلمته في المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس وزراء اليونان والرئيس القبرصي  في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي على أن مصر "تدعم توحيد شطري جزيرة قبرص وترفض انتهاك مياهها الإقليمية أو مجالها الجوي"، في إشارة إلى الأنشطة التركية في تلك المنطقة.

علاقات متوترة


بدوره، يرى أستاذ القانون الدولي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة عبد الله الأشعل أن الدعم المصري لقبرص اليونانية "نكاية بتركيا"، في ظل توتر العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين.

 

وقال الأشعل في تصريحات لـ"عربي21" إن توجه مصر في دعم قبرص اليونانية "يخف كلما تقارب البلدان"، مشيرا إلى أن زيادة الدعم المصري لا سيما العسكري لقبرص سوف يعيق التقارب مع تركيا.

 

اقرأ أيضا: العلاقات المصرية التركية في انتظار الانتخابات

ولفت الأشعل إلى أن مصر لن تحقق أي مكاسب أوروبية من خلال دعمها للقبارصة اليونانيين، لأن أوروبا تحرص على علاقتها مع تركيا، مضيفا أنه "توجد معادلة دقيقة لا سيما في السياسة الأمريكية بين اليونان وتركيا، ومدى الانحياز اليوناني لقبرص اليونانية والأزمة التي حصلت عام 1978 بعد مقتل يوسف السباعي".


ورأى الأشعل أن الدعم المصري لليونانيين لا يتعدى كونه مناورة سياسية، لتعظيم المكاسب في التقارب مع تركيا، دون وجود علاقات موضوعية بين مصر وقبرص.

مصر تدعم أصدقاءها


من جانبه قال المحلل السياسي محمود العطية لـ"عربي21" إن التعاون المشترك بين مصر واليونان وخاصة في موضوع شرق المتوسط ناجم عن الدعم مصري لـ"أصدقائها في المجالات السياسية والاقتصادية".


وأضاف العطية أن أوجه الدعم المصري ظهرت في أكثر من قمة "قبرصية- مصرية"، لدفع التعاون المشترك والمشاريع المشتركة تجاريا وبحريا بين البلدين.


ونوه العطية إلى وجود "تقارب مصري- تركي مشترك منذ أشهر قليلة، تمثل باستجابة تركيا لبعض الطلبات التي طلبتها مصر ولكن الوضع الآن به بعض الفتور، ومن وجهة نظري فإن مصر تتأنى في العلاقة الكاملة لحين رؤية موقف تركيا من القضايا المشتركة وخاصة ذات الصلة بشرق المتوسط".

قبرص التركية تحتج


أدانت وزارة الخارجية في جمهورية شمال قبرص التركية، البيان الصادر عن القمة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص اليونانية، تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بعد وصفه "في حكم العدم"، معتبرة أن بيان القمة الثلاثية لا يعكس الواقع السياسي والقانوني لجزيرة قبرص.

وأضافت حينها: "هناك دولتان منفصلتان في جزيرة قبرص، والتصريحات والقرارات الصادرة عن هاتين الدولتين ملزمة لهما فقط، فالبيان المشترك للجانب الرومي مع اليونان ومصر بحكم العدم بالنسبة لنا ويهدف إلى تشويه الحقائق، والتوتر في شرق المتوسط هو نتيجة للأنشطة الأحادية من الجانب الرومي".

وأدانت قبرص التركية دعم مصر لسياسة الجانب القبرصي الرومي التي تنتهك حقوق الشعب القبرصي التركي، مؤكدة عدم التزامها الصمت حيال محاولات اليونان والإدارة الرومية وأطراف أخرى انتهاك حقوق قبرص التركية، كما شددت على أن جمهورية شمال قبرص التركية ستواصل بحزم حماية حقوقها ومصالحها المشروعة مع الوطن الأم تركيا.