ملفات وتقارير

ماذا وراء تشكيل تحالف سياسي سني جديد في العراق؟

يضم التحالف السنّي الجديد خمس قوى سياسية- السومرية

شهدت الساحة السياسية السنية في العراق انبثاق تحالف جديد، يتكون من 34 نائبا في البرلمان، بزعامة السياسي خميس الخنجر، وذلك بعد عشرة أيام من إعلان مفوضية الانتخابات النتائج النهائية رسميا، والتي أظهرت فوز التيار الصدري بـ73 مقعدا.


وقال الخنجر في مؤتمر الإعلان عن تحالفه، الخميس، إنه يسعى إلى أن يكون تحالف (العزم) إضافة كبيرة للعملية السياسية تدفع بقوة نحو تشكيل الحكومة القادمة، وتسهيل عقد الجلسة الأولى للبرلمان. وأضاف أن تحالفه حريص على وحدة العراق واستتباب الأمن فيه.


هدف التحالف


وتعليقا على ذلك، قال المتحدث السابق باسم تحالف "عزم" سرمد البياتي لـ"عربي21" إن "تحالف عزم بزعامة خميس الخنجر أصبح الآن تحالفا كبيرا جدا، وربما يزداد العدد خلال الأيام المقبلة، ليتجاوز عدد مقاعد تحالف تقدم بزعامة محمد الحلبوسي، وهذا وفق معطيات مؤشرة حاليا".


وأوضح البياتي أن "تحالف عزم مصرٌ على أن يتولى رئاسة البرلمان أحد الشخصيات المنضوية تحت لوائه، كونه يضم صقور المكون السني، إضافة إلى أنهم يعتبرون أنه استحقاق التحالف الذي جمع بقية الكتل السنية، أي أصبح يمثل غالبية القوى السنية".


وأشار إلى أن "التفاهمات مع باقي القوى السياسية من المبكر الحديث عنها، لكن الجميع يتحدث الآن عن استعادة حقوق المكون السني، وهناك تفاهمات أخرى مع تحالف تقدم فزيارة زعيمه محمد الحلبوسي إلى الخنجر تشير إلى ذلك، وربما يكون هناك لقاء آخر يجمع بينهما".

 

اقرأ أيضا: الإعلان عن تحالف "سني" جديد بالعراق يضم 34 نائبا


ولفت البياتي إلى أن "تحركات الخنجر الأخيرة مثمرة، فهو التقى اليوم مع زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، وربما يلتقي بزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وشخصيات أخرى، وكل ذلك يشير إلى وجود استحقاق يسعى تحالف العزم إلى تثبيته".


ويضم التحالف السنّي الجديد خمسة قوى سياسية (تحالف عزم، وكتلة حزب الجماهير، وحركة حسم للإصلاح، ونواب من كتلة العقد الوطني، والتحالف العربي في كركوك)، وجميعها كتل سياسية شاركت في الانتخابات بمحافظات الأنبار وصلاح الدين وكركوك ونينوى وديالى.


إقصاء الحلبوسي


وفي السياق ذاته، رأى الباحث في الشأن السياسي العراقي، الدكتور سعدون التكريتي لـ"عربي21" أن "زعيم تحالف العزم خميس الخنجر، يتعرض إلى ضغوط خارجية للاندماج مع تحالف تقدم بزعامة محمد الحلبوسي".


ولفت التكريتي إلى أن "الخنجر بعقليته التجارية كونه رجل أعمال يسعى إلى تحقيق المكاسب بشكل أكبر، وذلك من خلال تشكيل الكتل الأكبر داخل المكون السني وبالتالي سحب البساط من تحت أقدام الحلبوسي ومساعيه للعودة إلى ولاية ثانية في رئاسة البرلمان".


وبحسب معلومات الباحث العراقي، فإن لقاء محمد الحلبوسي مع خميس الخنجر في منزل الأخير، السبت، لم يخلص إلا إلى تفاهمات لتشكيل لجنة لاحقة مع رفض من تحالف العزم تولي الحلبوسي رئاسة البرلمان مجددا.


وأعرب التكريتي عن اعتقاده بأن القوى السنية حتى اليوم قريبة من الأكراد بشكل أكبر وهي على تنسيق كبير مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، لكن "العزم" ليس الأقرب إلى التيار الصدري من تحالف تقدم بزعامة الحلبوسي.


من جهته، قال النائب عن "العزم" مشعان الجبوري في مقابلة تلفزيونية، الأحد، إن "البعض هدفه الأول داخل تحالف العزم هو إبعاد الحلبوسي والمجيء بمرشح آخر من تحالف العزم، لأن البعض داخل الأخير يشعر بقلق من تجديد الولاية الثانية للحلبوسي".

 

اقرأ أيضا: الكاظمي يتوعد مزعزعي الأمن.. ومغادرة معظم قوات التحالف


وأضاف الجبوري أن "الحلبوسي مقتنع بأنه أمام تحالف جديد والتفاهمات السابقة مع العزم عادت إلى نقطة الصفر، لأنه في السابق كان الأخير يمتلك 14 مقعدا فقط بينما تقدم لديه 40 مقعدا، والمنافسة على رئاسة البرلمان كانت غير منطقية في حينها".


وتابع: "تحالف العزم قد يصل إلى 36 مقعدا، وقرار ترشيح شخصية تنافس الحلبوسي على رئاسة البرلمان مناط برئيس التحالف الشيخ خميس الخنجر، لأن جميع الأعضاء فوضوه لتقرير ذلك سواء اختيار مرشح جديد أو دعم الحلبوسي لولاية ثانية".


وأكد الجبوري أنه "إذا اتفق الخنجر مع الحلبوسي لإعطاء رئاسة البرلمان للأخير مجددا، فإن هناك 6 من أعضاء تحالف (العزم) سينشقون ويعلنون بيانات يعارضون فيها ذلك، وهؤلاء جاؤوا أساسا إلى التحالف لدعمهم في الوصول إلى رئاسة البرلمان".


"تحالف قوي"


في المقابل، علّق تحالف "تقدم" بزعامة محمد الحلبوسي، الخميس، على إعلان تشكيل التحالف الجديد بقيادة خميس الخنجر، حيث دعا المتحدث باسم "تقدم" إلى أن يكون ذلك خطوة بالاتجاه الجديد تحقق طموحات ومصالح المكون السني.


وفي بيان للمتحدث باسم "تقدم" يحيى المحمدي، الخميس، قال: "تابعنا في (تقدم) تشكيل تحالف (عزم) وإذ نبارك لهم ونشد على أيديهم فإننا نتمنى أن يكون التشكيل الجديد خطوة باتجاه تحقيق طموحات ومصالح الجماهير".


وتمنى المحمدي أن يكون التحالف الجديد خطوة "لإشاعة الاستقرار بديلا عن التشنج والأزمات وعاملا في التسريع بانتهاء الترتيبات اللازمة للاستحقاقات الانتخابية".


وكان تحالف "العزم" قد أعلن في بيان تشكيله: "قررنا تشكيل تحالف سياسي منسجم وقوي من 34 نائبا وقابل للزيادة". وأضاف أن من أبرز أهدافه دعم حق عودة النازحين إلى منازلهم دون قيد أو شرط وتعويضهم، والمضي نحو حل جذري لملف المغيبين، ومعاقبة مرتكبي هذه الجرائم، فضلا عن إعادة بناء المناطق المحررة من قبل أموال الدولة وليس عبر منح المنظمات وغيرها.