ملفات وتقارير

"الخلاص من جلبوع".. الحفر في جدار الاحتلال وانتزاع الحرية

E-lkpLhWQAMjwqm

كان فيلم الخلاص من شاوشانك أول ما تبادر إلى الأذهان بعد الإعلان عن نجاح ستة أسرى فلسطينيين بتحرير أنفسهم من سجن الاحتلال الإسرائيلي في جلبوع.


لم يكن "هروبا" من شاوشانك لسبب ما، بل كان "خلاصا" فلم تكن الأسوار وحدها هي مشكلة السجين، وفي النسخة الفلسطينية كان انتزاعا للحرية.

 

 


وإن لم تكن قصة الأسرى الستة مشابهة لقصة أبطال الفيلم، إلا أن المبدأ واحد وهو الخلاص من الظلم والتوق إلى الحرية.


لم يكن السجن هو الأمر الوحيد الذي ناضل أبطال الفيلم للخلاص منه، بل كان خلاصا من نظام فاسد ظاهره إصلاح المجرم، وحقيقته العيش على مأساة الآخرين، والاحتلال أشد ظلما، ونظام الفصل العنصري أكبر من يعتاش على مأساة الفلسطينيين.


خرج آندي وإليس عبر نفق لا يختلف عن نفق سجن الاحتلال في جلبوع إلا أن الأول في خيال الكاتب، أما الثاني فهو قصة حقيقية لم يستند إليها الفيلم.

 

اقرأ أيضا: تفاصيل مثيرة لتحرير الأسرى أنفسهم من سجن جلبوع

تقوم فكرة الخلاص من شاوشانك على الرهان على أن ينهار السجين في مرحلة ما، ويسلم بقدره في البقاء مدى الحياة داخل أسوار المعتقل، وهو ما تسلل إلى نفس العجوز بروكس الذي نال السجن من روحه، ولم يستطع التأقلم مع حياة الحرية فانتحر.


على النقيض، لا يبدو أن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال قد سلموا بالأمر، فالتوق نحو الحرية هو الفطرة السليمة في أي إنسان سوي لا سيما إذا زُج به في السجن ظلما، ولا ظلم أكبر من الاحتلال وعنصريته، وليست مقاومته جريمة تستحق السجن.


كانت أبرز لقطات الفيلم حين اكتشف آمر السجن الحفرة التي خرج منها السجينان، ومثلها صورة المحتل حائرا في نهاية النفق الذي خرج منه الأسرى.

 

 


أخرج آندي معه من السجن دفترا فضح فيه فساد السجّان، وأخرج الأسرى معهم آلاف القصص عن ظلم الاحتلال وعنصريته ستروى لأجيال عدة.


انتهى الخلاص من شاوشانك بحرية أبطاله وأصبح أيقونة في عالم السينما، لكن قصة الأسرى الفلسطينيين لم تنته بعد، فهنالك الآلاف منهم لم يسلموا بالسجن، وما زالوا يحفرون في جدار الاحتلال.