سياسة عربية

"الجزيرة" تستعد لاستئناف عملها الرسمي من القاهرة قريبا

لأول مرة منذ صيف 2013، ظهرت الإعلامية أبو عاقلة على شاشة الجزيرة عبر الأقمار الصناعية في بث مباشر من القاهرة- يوتيوب

قالت مصادر مصرية إن قناة "الجزيرة" تستعد لفتح مكتبها في القاهرة بشكل رسمي خلال الأسابيع المقبلة، لافتة إلى أن الشبكة الإخبارية القطرية استأجرت مكتبا جديدا بالفعل، وتعمل على استكمال الاستعدادات اللوجستية والإدارية.

وأوضحت المصادر، في تصريحات لـ"عربي21"، أن زيارة مراسلة قناة الجزيرة، شيرين أبو عاقلة، إلى القاهرة، وظهورها الإعلامي لأول مرة من هناك ضمن مهمة عمل قصيرة، كانت خطوة تمهيدية كسرت الحواجز القديمة التي تفاقمت في أعقاب انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013.

وأضافت المصادر، التي رفضت الإفصاح عن هويتها، قائلة: "الخطوة المقبلة ستكون فتح المكتب قريبا، لكن ليس هناك موعد محدد حتى الآن".

 

 

ولأول مرة منذ صيف 2013، ظهرت الإعلامية أبو عاقلة على شاشة قناة الجزيرة عبر الأقمار الصناعية في بث مباشر من داخل القاهرة، متحدثة عن زيارة وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، إلى مصر، في ظل أحاديث عن وساطة لمحاولة حل أزمة سد النهضة، وهو الأمر الذي أثار جدلا على مواقع التواصل.

وتعقيبا على ذلك، فقد قال الإعلامي بقناة الجزيرة حسام يحيى: "بالمناسبة، عبدالله الشامي آخر مراسل قام بالتغطية للجزيرة من القاهرة في 2013، عليه حكم غيابي 15 سنة، وهناك زميلان آخران وراء القضبان منذ أكثر من 1000 يوم دون تهم غير عملهم الصحفي، بالإضافة إلى عدد غير معلوم من قضايا الزور ضد عدد من صحفيي الشبكة داخل محاكم مصر".

 

 

اقرأ أيضا: مصر تعين سفيرا لها لدى الدوحة بعد زيارات عالية المستوى


يشار إلى أنه منذ 27 نيسان/ أبريل الماضي، شارك مسؤولون مصريون حاليون وسابقون في مداخلات مع قناة "الجزيرة" القطرية، في إشارة إلى بدء "تطبيع إعلامي" يلاحق ركب نظيره السياسي.

فيما كان الظهور الإعلامي الأبرز لوزير الخارجية المصري سامح شكري، والذي تحدث إلى الجزيرة في 14 حزيران/ يونيو الماضي، خلال زيارته الأولى إلى العاصمة القطرية الدوحة.

وحينها أثار ظهور شكري على قناة الجزيرة جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، خاصةً أنه صاحب الواقعة الشهيرة الخاصة بإلقاء ميكروفون "الجزيرة" أرضاً خلال مؤتمر صحفي في العاصمة السودانية الخرطوم عام 2015.

وكانت قوات الأمن المصرية قد داهمت في 30 آب/ أغسطس 2013، مكتب الجزيرة "مباشر مصر" في القاهرة، وصادرت معدات الإنتاج والبث، بدعوى "عدم الحصول على تراخيص بالعمل".

ولاحقا، حظرت السلطات المصرية، قناة "الجزيرة"، واتهمتها آنذاك بـ"التحريض على الكراهية وتشكيل خطر على الأمن القومي"، أعقب ذلك حملة هجوم واسعة شنتها وسائل إعلام مصرية ضد قطر وقناتها الأكثر شهرة وشعبية "الجزيرة".

أما في كانون الأول/ ديسمبر 2013، فقد ألقت قوات الأمن المصرية القبض على صحفيين يعملون بقناة "الجزيرة"، في قضية عرفت إعلاميا بـ"خلية الماريوت"، بتهمة "نشر أخبار كاذبة عن مصر، وبث مواد تضر بالبلاد".

وقضى ثلاثة صحفيين، بينهم الأسترالي بيتر غريست، نحو عامين في السجن قبل إطلاق سراح ثلاثتهم في عام 2015، فيما استمر الصحفي محمود حسين قيد الحبس 4 سنوات حتى أطلق سراحه في شباط/ فبراير الماضي.

بينما لا تزال السلطات المصرية تعتقل حتى الآن عددا من الصحفيين بسبب عملهم أو تعاونهم مع قناة الجزيرة.

ومن بين هؤلاء الصحفيين المعتقلين، هشام عبدالعزيز، الذي يعمل بقناة الجزيرة مباشر، حيث كان قد اعتقل عام 2019 لدى عودته لقضاء إجازة سنوية اعتيادية في مصر.