عم الإضراب الشامل، الثلاثاء، محافظات الضفة الغربية المحتلة، والقدس والأراضي المحتلة عام 48؛ ردا على عدوان الاحتلال المتواصل ضد الشعب الفلسطيني، فيما اندلعت مواجهات عنيفة في عدد من نقاط التماس مع الاحتلال بالضفة.
وشمل الإضراب كافة مناحي الحياة التجارية، والتعليمية، بما فيها المؤسسات الخاصة والعامة، وأغلقت المدارس والجامعات أبوابها، وكذلك المصارف، ووسائل النقل العام.
وفي رام الله وسط الضفة، احتشد آلاف الفلسطينيين على دوار المنارة منذ الصباح، قبل أن يتوجهوا نحو حاجز بيت إيل، حيث تدور مواجهات مع قوات الاحتلال، أحرق شبان خلالها الإطارات المطاطية في المكان.
وفي مدينة البيرة، أصيب عشرات المواطنين بحالات اختناق، خلال مواجهات اندلعت، ظهر اليوم الثلاثاء، على المدخل الشمالي.
وأطلق جنود الاحتلال المتواجدون على الحاجز العسكري في محيط مستوطنة "بيت إيل"، المقامة على أراضي البيرة، الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والغاز المسيل للدموع صوب المشاركين في مسيرة مركزية انطلقت بمشاركة الآلاف تنديدا بالعدوان.
وفي بيت لحم، أصيب عشرات المواطنين بالاختناق، جراء قمع قوات الاحتلال مسيرة جماهيرية مركزية انطلقت في بيت لحم، تنديدا بالعدوان.
وأكدت مصادر محلية على أن مسيرة جماهيرية دعت إليها القوى الوطنية، انطلقت من منطقة باب الزقاق وصولا الى المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، حيث هاجمها جنود الاحتلال بقنابل الغاز المسيل للدموع والصوت، ما أدى إلى وقوع إصابات.
وفي مدينة قلقيلية شمال الضفة، قمعت قوات الاحتلال مسيرة سلمية في قلقيلية، منددة بالعدوان الإسرائيلي المتواصل.
وقال وكالة "وفا" إن قوات الاحتلال هاجمت المشاركين في المسيرة عند الشارع الواصل بين قريتي الفندق وحجة شرق قلقيلية، وأطلقوا باتجاههم الأعيرة النارية المغلفة بالمطاط وقنابل الصوت والغاز، ورشوهم بالمياه العادمة.
وفي القدس والأراضي المحتلة عام 48، عم الإضراب كافة البلدات والمدن العربية، حيث أغلقت المحال التجارية أبوابها، وبدا التزام واضح بفعاليات الإضراب، حيث أظهرت صور ومقاطع مصورة خلو الشوارع من المارة، فيما تجمع العشرات على مفترقات الطرق، تمهيدا لبدء الفعاليات الاحتجاجية.
نقاط مواجهة واشتباكات
وشهدت القدس والضفة مواجهات واشتباكات واسعة في
العديد من النقاط بالقدس المحتلة والضفة، وأبرزها على مدخل البيرة الشمالي، الذي
سقط فيه شهيد و64 مصابا، وفقا لتصريحات وزارة الصحة الفلسطينية.
كما وقعت اشتباكات عند مداخل بدرس في ونعلين في
رام الله وجبل صبيح في بلدة بيتا وحاجز حوارة في نابلس، بالإضافة إلى اشتباكات قرب
جيوس وبلدة عزون وقرى حجة وإماتين بالقرب من قلقيلية.
وسجلت اشتباكات على المدخل الشمالي لبيت لحم
وفي مخيم العروب بالخليل، ومخيم شعفاط في القدس وبلدة بدو غرب القدس، كما اعتدى
الاحتلال على فلسطينيين في باب العامود وبيت اجزا وحي الشيخ جراح، الذي سجلت فيه
العديد من الإصابات، منها اثنتان برصاص الاحتلال وقنابل الغاز.
كما اشتبك فلسطينيون مع الاحتلال قرب حاجز
قلنديا بالقدس المحتلة، وفي باب المجلس وأبو ديس شرق القدس، بالإضافة إلى مواجهات
في النبي صالح شمال غرب رام الله ودير جرير شرق رام الله، وفي عنبتا شرق طولكرم
ومنطقة عاطوف بالأغوار، وفي مادما جنوب نابلس.
هذا وسمحت الحكومة الفلسطينية لجميع موظفي القطاع العام بالمشاركة في "يوم الغضب"، وعدم التوجه إلى عملهم الثلاثاء.
وقال المتحدث باسم الحكومة، إبراهيم ملحم، لوكالة فرانس برس: "دعونا الموظفين إلى المشاركة في الإضراب، كونهم جزءا من الشعب الفلسطيني الذي يجب أن يعبر عن ذاته".
من جهتها، طالبت قيادة القوى الوطنية والإسلامية بالمشاركة الواسعة في الفعاليات الوطنية والجماهيرية، انطلاقا من مراكز المدن والقرى والمخيمات إلى مناطق التماس مع الاحتلال الساعة الواحدة ظهرا، مجسدين وحدة وطنية وتحت علم فلسطين، مؤكدين دعوة لجنة المتابعة العليا في أراضي عام 48 بالإضراب الشامل.
فلسطين الـ48
انطلقت، مساء الثلاثاء، مظاهرات احتجاجيّة حاشدة في بلدات عربية، ضدّ العدوان الإسرائيليّ في قطاع غزّة المحاصر، والضفة الغربية والقدس المحتّلتين، واحتجاجا على اعتداءات الشرطة الإسرائيلية، وعصابات المستوطنين على بلدات عربية، وفق موقع "عرب48".
وفي حيفا، احتشد متظاهرون في ساحة "قصر الخوري"، رافعين الأعلام الفلسطينية، ومندّدين بالعدوان الإسرائيلي في غزة والقدس. وكان العنصر الشبابيّ في التظاهرة بارزا بقوّة.
وهتف المشاركون في المظاهرة بشعارات تنديدية وتضامنية عديدة، من بينها: "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، و"صهيوني اطلع برا الأرض العربية حرة".
وفي أم الفحم، شارك الآلاف في مسيرة المشاعل في المدينة. وانطلقت المسيرة من حيّ "عين النبي"، حيث تجمّع المشاركون، لتتجه المسيرة بعدها نحو حيّ الشاغور في المدينة.
وهتف المتظاهرون بشعارات مناصرة للغزيّين والمقدسيين، أمام ما يواجهونه من عدوان إسرائيليّ. وشهدت المسيرة مشاركة واسعة من شرائح عمرية مختلفة.
وفي مدينة يافا، نُظِّمت تظاهرة حاشدة في حديقة الغزازوة في شارع "ييفت"، احتجاجا على الاعتداءات على أهالي الميدنة، ونصرة لغزة وحيّ الشيخ جراح المقدسيّ.
وشهدت منطقة التظاهرة استنفارا كبيرا من قبل الشرطة، التي عززت قواتها الخاصة بالعشرات، بالإضافة إلى سيارة المياه العادمة.
كما هتف المتظاهرون بهتافات مطالبة بإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومناصرة لأهالي القدس، وبخاصة حيّ الشيخ جراح، ومطالبة بالوحدة.
وفي الطيرة، جابت مسيرة حاشدة شوارع المدينة، ورفع مشاركون فيها الأعلام الفلسطينية، وهتفوا بشعارات مندّدة بالعدوان الإسرائيليّ على غزّة والقدس.
وفي شفاعمرو، انطلقت مسيرة بعنوان "إضراب الكرامة" في شفاعمرو من أمام دار البلدية، مرورا بالبلد القديمة متجهين إلى دوار شهداء شفاعمرو، بمشاركة واسعة.
وفي طمرة، نُظِّمت مسيرة حاشدة، بالإضافة إلى نشاطات خُصّصَت للأطفال والشباب تزامنا مع إضراب الكرامة، وفق مراسلة موقع "عرب 48"، إيناس مريح.
وفي الناصرة، نُظمت تظاهرة احتجاجية في المدينة، تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على القدس وقطاع غزة كذلك، ورفع المشاركون في التظاهرة الأعلام الفلسطينية ولافتات نصرة للقدس وقطاع غزة، وكتب على بعض منها "أنقذوا الشيخ جراح"، و"القدس عاصمة فلسطين".
مخيمات الشتات
وتشهد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، الثلاثاء، إضرابا شاملا؛ استجابة لدعوة هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان، والدعوة التي أطلقتها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية.
وكانت اللجنة المركزية لحركة "فتح" دعت، الاثنين، مختلف قطاعات الشعب الفلسطيني إلى الالتزام التام بالإضراب، انسجاما مع بيان لجنة المتابعة العربية في أراضي الـ48، وتأكيدا على وحدة شعبنا في كل أماكن تواجده.
وتتقاطع دعوة فتح مع دعوة مماثلة وجهتها لجنة المتابعة العربية داخل الأراضي المحتلة عام 1948 للفلسطينيين هناك إلى الإضراب الثلاثاء، وعدم التوجه إلى أعمالهم ومدارسهم.
ودعا التجمّع الوطني الديمقراطي العربي في الأراضي المحتلة إلى "إنجاح الإضراب العام غدا الثلاثاء، الذي أعلنته لجنة المتابعة العليا، وانضمت إليه القوى الوطنية الفاعلة للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده".
وشدد التجمع على "ضرورة مواصلة النضال ضد المجازر وجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزّة، وضد مشاريع التهويد والتهجير في القدس والعدوان على المسجد الأقصى، وضد سياسة القمع والبطش والاضطهاد التي تنفّذها إسرائيل بحق أبناء شعبنا في الداخل".
34 ألف نازح بغزة وأزمة في الكهرباء جراء العدوان
الاحتلال يطلق النار صوب فلسطيني قرب نابلس بزعم محاولة دهس
حماس لـ"عربي21": سنزيد ضربات المقاومة كلما تصاعد العدوان