ملفات وتقارير

مقابلة للجولاني مع صحفي أمريكي.. رسائل عدة أراد إيصالها

أثار ظهور الجولاني ببدلة موجة من الجدل إعلاميا- الصحفي مارتن سميث

في ظهور إعلامي لافت، قال زعيم "هيئة تحرير الشام"، أبو محمد الجولاني، إن تنظيمه لا يشكل أي خطر على الولايات المتحدة، داعياً الأخيرة إلى إزالة تنظيمه من لائحة المنظمات "الإرهابية".

وأضاف الجولاني، خلال مقتطفات نشرتها شبكة "front line" أمس الجمعة، لمقابلة معه كان قد أجراها الصحفي الأمريكي مارتن سميث، مطلع شباط/ فبراير الماضي، في إدلب، أن "تحرير الشام جزء من الثورة السورية، وتصنيفنا على لوائح الإرهاب، هو تصنيف جائر وسياسي، ليس له وجه حق".

وتابع قائلا: "لم نقل أبدا أن "تحرير الشام" تخطط لحرب الولايات المتحدة وأوروبا. نريد تعريف الإرهاب، والنظام هو أولى بهذا التصنيف، ولكن هناك اعتراف بشرعية الأسد، رغم الجرائم بحق الشعب السوري، وهدم المدن".

وقال: "في سوريا أراد الشعب أن يغير نظام الحكم، وما جرى أن النظام أراد تغيير الشعب بأكمله".

 

اقرأ أيضا: باحثون يقرأون ظهور الجولاني بـ"البدلة".. ما الدلالات؟

وحول علاقة "تحرير الشام" بتنظيم "القاعدة"، أكد الجولاني أن العلاقة بينهما انتهت، قائلا: "هي حقبة وانتهت، وليس من سياساتنا القيام بهجمات خارج سوريا".

وأضاف أن مسيرة الثورة السورية اعترضتها بعض الأخطاء، وقال: "عندما رأينا أن تنظيم الدولة خرج عن المسار الصحيح، دخلنا معه في صراع عسكري (...) واعتقلنا عددا من قياداته في المناطق المحررة".

وحول المعتقلات، نفى الجولاني وجود معتقلين بسجون "تحرير الشام" من المعارضة، مؤكداً أنه "لا يوجد تعذيب في المعتقلات التابعة لـ"تحرير الشام"، ومن الممكن أن تأتي المنظمات لزيارة المعتقلات لتفقد أحوال المعتقلين".

تبديد المخاوف الدولية

وفي قراءته للتصريحات التي خرج بها الجولاني، قال مدير "مؤسسة الذاكرة السورية"، الباحث الأكاديمي عبد الرحمن الحاج، إن "الجولاني وجد فرصة في هذه المقابلة لتبديد جميع المخاوف التي تتعلق به وبتنظيمه".

وأضاف لـ"عربي21": "بذل الجولاني جهدا كبيرا في الوقت السابق ليقول إنني تغيرت وصرت الشخص الذي يمكنكم الاعتماد عليه في هذه المنطقة، ويدرك أن ثمة حاجة فعلية لقوة مثل قوة التنظيم وتماسكه في المرحلة الراهنة، بل أبعد من ذلك ربما في مواجهة الفصائل الإيرانية في مرحلة لاحقة مرحلة ما بعد الأسد".

وتابع الحاج، بأن الجولاني حاول الإجابة عن التساؤلات التي يطرحها الجميع عن تاريخه وتاريخ ممارسات التنظيم، ليقول إن تنظيمه مؤهل للعب دور الحارس للمنطقة من عودة "الإرهاب" الممثل بتنظيم الدولة، ولمواجهة النظام وروسيا، ولمنع تدفق اللاجئين، وفق قوله.

من جانبه، علق الكاتب الصحفي المختص بشؤون الجماعات الإسلامية، عمار جلو، على مقابلة الجولاني، وقال إن الرسالة الأهم التي أراد تصديرها، هي "إظهار تنظيم تحرير الشام على أنه فصيل ثوري سوري".

وأضاف لـ"عربي21"، أن خطاب الجولاني يتقاطع مع استراتيجية "تحرير الشام" التي تسعى إلى التماهي مع المحيط الثوري وفصائله، حتى يكتسب التأييد المحلي والدولي.

وبحسب جلو، فإن الجولاني كرر مضمون رسالته الأولى على الإعلام، حين اعتبر أن تنظيمه في سوريا لا يسعى إلى أن يكون منصة لتوجيه هجمات على الغرب.

 

وقال: "بهذا الخطاب يريد الجولاني دفع الدول إلى تأطير "تحرير الشام" بإطار سوري معارض معتدل، بحيث يسعى للإمساك بالقرار السوري، في حال تم تسوية القضية السورية".

البحث عن صيغة للاستمرار

من جانبه، قرأ الباحث في شؤون الجماعات والحركات الإسلامية، عرابي عرابي، في حديث الجولاني تركيزا على ثلاثة جوانب، في مقدمتها التركيز على القبول الشعبي له ولتنظيمه، وثانيا التركيز على منح تنظيمه الفرصة السياسية، من خلال رفع اسم "تحرير الشام" من قائمة "الإرهاب".

 

أما ثالثا وفق عرابي، فهو "التركيز على اعتدال "تحرير الشام"، شأنها شأن التشكيلات العسكرية التي شكلتها المعارضة".

وفي حديث خاص لـ"عربي21"، اعتبر عرابي أن الغرض الرئيس من المقابلة، هو "التسويق للتنظيم، ومشروعه البعيد عن التطرف والقاعدة، بحيث بعثت المقابلة رسائل للغرب بأنه على استعداد لأن يكون ضامنا لشمال غرب سوريا".

 

اقرأ أيضا: FT: هل تقنع "بدلة" الجولاني تركيا والمجتمع الدولي باعتداله؟

وبحسب عرابي، فإن "الجولاني يبحث عن صيغة للاستمرار، وهذا الأمر لا يعني بقاء التنظيم على شكله الحالي، وإنما قابل للتطور والاندماج، شريطة أن يكون هو الطرف المسيطر".

يذكر أن ظهور الجولاني ببدلة رسمية، حين أجريت المقابلة معه في شباط/ فبراير الماضي، كان قد أثار موجة من الجدل.