حذر رئيس الهيئة
الإسلامية العليا في مدينة القدس المحتلة، وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري،
من التداعيات الخطيرة للسماح للمستوطنين بأداء صلوات تلمودية داخل باحات المسجد
الأقصى المبارك، مطالبا الأردن بالتدخل المباشر لوقف هذه الانتهاكات.
انتهاكات متصاعدة
وتصاعدت خلال الأيام
الماضية، تزامنا مع "عيد الفصح" اليهودي حدة الانتهاكات بحق المسجد
الأقصى المبارك، ومحاولات المقتحمين للأقصى أداء صلوات تلمودية، حيث وثقت كاميرات
نشطاء أداء مستوطنين لصلوات داخل المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال.
وفي تعليقه على أداء
بعض المتطرفين المقتحمين للمسجد الأقصى صلوات تلمودية تحت حماية قوات الاحتلال
المدججة بالسلاح، أكد الشيخ عكرمة (82 عاما)، أن "الأمور تزداد تعقيدا
وتصعيدا فيما يتعلق بالمسجد الأقصى، من قبل المتطرفين".
وأضاف في تصريح خاص
لـ"عربي21": "هناك حزب الليكود (بزعامة بنيامين نتنياهو) الذي يريد
أن يستمر في الحكم، مقابل أن تأخذ الجماعات اليهودية حظها وتعربد في باحات المسجد
الأقصى".
ونبه خطيب الأقصى، إلى
أن "حماية الحكومة الإسرائيلية لهؤلاء المتطرفين أمر واضح ومبرمج"،
محملا حكومة الاحتلال مسؤولية "هذا التوتر وتجاوز الخطوط الحمراء".
وأكد رفضه كل
الإجراءات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى، مشددا على أن "هذه الاعتداءات لن
تكسب المحتل أي حق في الأقصى، ولن تكسبه أي حق في مدينة القدس المحتلة أيضا، لأن
الاحتلال لا يحق له أي يغير أو يبدل أي إجراء في مدينة القدس المحتلة".
وعن التداعيات الخطيرة
لتكرار صلاة المستوطنين المتطرفين داخل الأقصى، قال: "هم يريدون فرض واقع جديد، وتغيير "الستاتيكو" القائم، محاولين تثبيت أي مزاعم لهم، ونحن
نؤكد أن هذه الاعتداءات لن تمر ولن تثبت لهم أي حق".
ونبه رئيس الهيئة
الإسلامية إلى أن "الاحتلال يستغل الصراعات الدموية والخلافات القائمة بين
العرب، كما يستغل التحالف بينه وبين الدول المطبعة المهرولة".
وطالب الشيخ صبري، السلطات
الأردنية بصفتها صاحب الوصاية على المقدسات في القدس، بـ"التدخل المباشر على
المستويين السياسي والدبلوماسي" لوقف هذه الاعتداءات والتجاوزات من قبل سلطات
الاحتلال.
تحولات كثيرة
من جانبه، أكد الباحث
في شؤون مدنية القدس زياد ابحيص، أن "شرطة الاحتلال، تكمل تحويل مهمتها إلى
حماية صلاة اليهود في المسجد الأقصى"، مضيفا: "منذ سنوات تحاول جماعات
المعبد بالتعاون مع وزراء الأمن الداخلي، إنجاز تحول شامل في مهمة الشرطة
الصهيونية؛ فمن منع صلاة اليهود العلنية في الأقصى إلى رعايتها وحماية من
يؤدونها".
ولفت في منشور له وصل إلى "عربي21"، أن "الشهادات والتسجيلات من داخل الأقصى، تؤكد أن هذا التحول
اكتمل في اقتحامات "عيد الفصح" خلال الأسبوع الحالي"، موضحا أن
"الخطوات نحو تغيير مهمة شرطة الاحتلال، بدأت تتحول إلى أجندة مركزية بعد هبة
باب الأسباط في 2017".
وذكر الباحث البارز في
شؤون الأقصى، أنه "في يوم 10 تشرين الأول/أكتوبر 2019، أبلغت شرطة الاحتلال
حراس الأقصى ميدانيا، أنها ستتسامح من الآن مع صلوات اليهود في الأقصى، وأنها لن
تقبل اعتراضاتهم على تلك الصلوات، وتعزز ذلك برسالة وزير الأمن الداخلي في
آب/أغسطس 2020، التي طلب فيها صراحة من الشرطة التوقف عن ملاحقة المصلين اليهود
في الأقصى، وعدم تقديم أي لوائح اتهام بحقهم".
ونوه إلى أنه "في عيد
الفصح العبري هذا الأسبوع، وهو أول مواسم الاقتحامات الكبرى للعام 2021، اكتملت
تلك المسيرة؛ يظهر اثنان من متطرفي جماعة العودة إلى جبل المعبد ينبطحان على الأرض ويؤديان ما يسمى
بالسجود الملحمي على ثرى الأقصى، ثم يرددان صلوات الشماع التوراتية
بأعلى صوتهما، فيحصلان مقابل ذلك على مرافقة من الشرطة إلى خارج الأقصى؛ خوفا من
تعرضهما لأي رد فعل، بينما يواصلان الصلاة بصوت عال وهم يكملان طريقهما إلى الخارج، كما هو واضح في الفيديو الثاني".
وقال ابحيص:
"اكتمل تحول دور شرطة الاحتلال، وباتت اليوم مسؤولة عن حماية الصلوات
اليهودية والمصلين اليهود، ومرافقتهم إلى خارج الأقصى بعد أداء الطقوس لحمايتهم،
وبات من يؤدي الطقوس اليهودية في الأقصى من المتطرفين، يحصل مقابل ذلك على مرافقة
الشرطة له لتأمين خروجه".
وذكر أن "تحولات
كثيرة تحصل في "الوضع القائم"، الذي يفترض أن تديره الأوقاف الإسلامية
تحت الولاية القانونية للدولة الأردنية المسؤولة عن الحفاظ عليه بموجب القانون
الدولي، لكن هذا "الوضع القائم" بات اليوم عجينة طيعة، يعيد المحتل
تشكيله كما يشاء".