نشرت صحيفة "أوبزيرفر" مقالا لسايمون تيسدال قال فيه؛ إن إيران وإسرائيل متماثلتان في عدد من الأمور: فكلاهما قوة إقليمية تحاول نشر قوتها خارج حدودها، وكلاهما متأثر بطريقة مختلفة بالتحولات السياسية الأمريكية الخارجية.
إضافة إلى أن كليهما لديه مشروع نووي سري. وأكثر من هذا، يحضر البلدان لانتخابات برلمانية يتوقع فيها سيطرة المتشددين على القرار السياسي.
وستعقد انتخابات الاحتلال الشهر المقبل. أما انتخابات إيران فمقررة في حزيران/يونيو.
وستقرر الانتخابات فيما إن تحولت الكراهية الباردة إلى حرب ساخنة. وطالت مدة المواجهة النابعة من محاولات إيران الحصول على أسلحة نووية وتعزيز قدراتها، إلا أن الأيام المقبلة مهمة جدا، فقد حددت إيران موعد 21 شباط/فبراير لتخفيف العقوبات التي فرضتها أمريكا من طرف واحد عليها.
ولو لم يحدث هذا، فإن إيران ستمنع فريق التفتيش الأممي من إجراء زيارات مفاجئة لمنشآتها النووية وستزيد من نشاطاتها النووية. ولو حدث هذا، فسيكون المسمار الأخير في نعش الاتفاقية النووية التي وقعتها إدارة باراك أوباما وعدد من الدول الكبرى مع طهران في 2015. وتعاني من انهيار منذ قرار دونالد ترامب التخلي عنها في 2018.
وقال الرئيس بايدن؛ إنه يريد أن ينقذ المعاهدة فيما أعرب الرئيس الإيراني المعتدل حسن روحاني عن رغبة بالتفاوض. ولأن الطرفين عالقان في عداء طويل، فإن كل واحد منهما يصر على اتخاذ الطرف الآخر الخطوة الأولى.
وأدت الأزمة المتصاعدة إلى سلسلة من النشاطات الدبلوماسية التي شاركت فيها ألمانيا وقطر كوسطاء بين الطرفين. ومن الناحية الرئيسية قبلت الولايات المتحدة دعوة الاتحاد الأوروبي الانضمام إلى المحادثات مع إيران مقابل موافقة الأخيرة على الالتزام الكامل بالصفقة.
وفي بيان يوم الجمعة، تمسكت وزارة الخارجية الإيرانية بموقفها السابق وهو رفع العقوبات قبل المحادثات. ولن تكون هذه هي الكلمة الأخيرة، ولكنها تذكير مقلق بما تقوم به الفصائل والأفراد والتأكد من انهيار اتفاقية 2015 بشكل كامل. وفي إيران، يعارض المرشحون من التيار المتشدد للرئاسة وللبرلمان في انتخابات حزيران/يونيو أي نوع من التقارب مع الولايات المتحدة.
ومنهم المرشح للرئاسة حسين ديغان. ولديه دعم الطبقة المتشددة ورئيسها المرشد، آية الله علي خامنئي الذي أقسم أنه لن يتحدث مع أمريكا. ويتهم ديغان بايدن بسوء النية وقال لصحيفة "الغارديان": "سنرى نفس السياسات كما شاهدنا مع فريق ترامب. وعدم رفع العقوبات الشديدة ضد الشعب الإيراني".
وهذه المخاوف والشكوك تعكس عدم الثقة والخوف من طعنة أخرى على طريقة ترامب. ولكنها هي نتاج للحسابات كما يقول المحلل سعيد جعفري: "كان انتصار بايدن مفاجئا للمتشددين الذين كانوا يريدون إضعاف المحاولة الأخيرة لروحاني وإنقاذ الاتفاقية".
وقال: "كانوا يأملون بإعادة انتخاب ترامب والإطاحة بالمرشحين الإصلاحيين والمعتدلين في انتخابات حزيران/يونيو.. ويقوم المتشددون بتعبيد الطريق أمام مرشح متطرف والوصول إلى السلطة. وهم يقومون بكل جهد لمنع إحياء الاتفاقية النووية". كما أن المعارضة للاتفاقية النووية واضحة في إسرائيل، التي يحاول فيها حليف ترامب، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التمسك بالسلطة.
وشجع نتنياهو ترامب على التخلي عن الاتفاقية، في وقت كانت فيه إسرائيل توسع فيه من منشآتها النووية.
وموقف نتنياهو ليس مثيرا للجدل في إسرائيل نظرا للعداء ضد إيران، لكن المشكلة هي مع بايدن وحزبه الديمقراطي. فلم يغفروا لنتنياهو محاولات لتدمير جهود صناعة السلام التي قام بها أوباما.
ولم تكن مصادفة انتظار بايدن شهرا كاملا على توليه السلطة لكي يتصل بنتنياهو الأسبوع الماضي.
ولدى صقور الاحتلال الإسرائيلي أنصار في واشنطن، ومن بينهم إليوت أبرامز الذي يدعو لسياسة غير متسامحة لردع إيران باستخدام القوة العسكرية. واتهم بايدن بمحاولة "ترضية" إيران عندما عرض عليها المفاوضات.
وحاولت بعض الجهات في واشنطن الاعتراض على تعيين روبرت مالي المعروف عنه دعمه للدبلوماسية كمبعوث لإيران. وهناك مخاوف من إبعاد إدارة بايدن نفسها عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حيث يعتبره البعض هدية لمتشددي إيران.
للاطلاع على النص الأصلي (هنا)
بوليتكو: ترامب خلّف لبايدن حقل ألغام من العقوبات على إيران
الغارديان: بايدن لديه فرصة خفض التوتر بين طهران والرياض
الغارديان: حديث بايدن عن "عودة أمريكا" بحاجة لخطط