سياسة عربية

لماذا لا يزال "رجل المدرعة" مختفيا بعد عقد على ثورة يناير؟

طارق ومصطفى هما الوحيدان اللذان يعرفانه وتربطهما به علاقة ممتدة على مدار السنوات العشر الماضية- أرشيفية

شكلت صورة شاب يقف أمام مدرعة لإيقافها، خلال مظاهرات 25 كانون الثاني/ يناير 2011، إحدى أيقونات الثورة المصرية، لكن بطلها لا يزال مجهولا إلى اليوم.

 

وسلط تقرير لشبكة "بي بي سي" البريطانية الضوء على هوية ملتقط الصورة الشهيرة، وصحفي آخر سجل مقطع فيديو لتلك اللحظة.

 

والتقط الصورة مصور صحيفة المصري اليوم طارق وجيه، وصور الفيديو الصحفي مصطفى فتحي، وكان يعمل وقتها في راديو حريتنا، الذي يبث خدماته عبر الإنترنت، ويعتمد على تمويل من مؤسسات مانحة.

وبحسب التقرير، فإن طارق ومصطفى هما الوحيدان اللذان يعرفانه، وتربطهما به علاقة ممتدة على مدار السنوات العشر الماضية.

 

ويقول مصطفى إن المدرعة بصوتها المرتفع ومياهها القوية المصوبة ناحية المتظاهرين نجحت بالفعل في دفع المتظاهرين خارج الميدان.


وفجأة، ظهر من عُرف إعلاميا برجل المدرعة وحيدا، ليقف أمام المدرعة، ويجبرها على الوقوف.


ويقول وجيه إنه "حتى هذه اللحظة، لا أعرف كيف استطاع عشريني نحيل أن يقف بهذا الثبات، هل هذه هي قوة الإرادة؟".

 

 

 

 

ويقول مصطفى إن رجل المدرعة حاول منع المتظاهرين من إلقاء الحجارة على المدرعة، وكأنه يريد أن يبقى المشهد "سلميا" حتى آخر ثانية، وبعد هذا الموقف تزايدت أعداد المتظاهرين بشكل ملحوظ، وتوجهوا بكثافة أكبر مما كانت عليه في الصباح إلى ميدان التحرير.

 

ويقول طارق ومصطفى إن "رجل المدرعة" موظف في شركة مرموقة، ويعيش في مستوى اجتماعي فوق المتوسط، ولم تكن لديه تقريبا أي مطالب شخصية، بقدر ما كان متضامنا مع مطالب كل من كانوا في الميدان.


لكن، لماذا يصر على إخفاء هويته، رغم مرور كل هذه السنوات؟

 

وبحسب ما تنقل "بي بي سي"، يقول طارق إنه برر ذلك بأنه يريد أن يرى كل المصريين أنفسهم فيه، "هو يريد أن يقال إن المصريين فعلوا، وليس فلان فعل، هو ليس فرد، بل هو كل مصري قرر أن يقف في وجه الظلم والقمع".