نشرت صحيفة
لاكروا الفرنسية تقريرا سلطت فيه الضوء على الترتيبات الأمنية المتخذة استعدادا
لتسلم الرئيس المنتخب حديثا لمنصبه.
وقالت الصحيفة في
التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن القلق يتصاعد قبل أسبوع من تنصيب
الرئيس الجديد للولايات المتحدة. سيقع اعتماد ترتيبات استثنائية لتأطير الحفل الذي
تتمثل مهمته الأولى في القضاء على المخاوف التي خلفها الهجوم على مبنى الكابيتول.
وبحسب مذكرة
داخلية اطلعت عليها العديد من وسائل الإعلام الأمريكية، فإن مكتب التحقيقات
الفيدرالي يتوقع احتجاجات "مسلحة" في الولايات الأمريكية الخمسين بين
نهاية هذا الأسبوع ويوم 20 كانون الثاني/يناير. وقد يستهدف أنصار دونالد ترامب
العواصم وكذلك مكاتب شركات التكنولوجيا مثل غوغل وفيسبوك وتويتر. ومن المقرر تنظيم
مسيرة جديدة أمام مبنى الكابيتول في واشنطن يوم الأحد 17 كانون الثاني/يناير.
أما بالنسبة
لمراسم التنصيب في حد ذاتها، فإن التهديد الذي يواجه جو بايدن مستبعد. لكن نائبة
الرئيس المنتخب كامالا هاريس يمكن أن تكون "الهدف الرئيسي" للنشطاء
المؤيدين لترامب، كما تؤكد مود كويسار، مديرة المجال الأوروبي الأطلسي في معهد
البحوث الإستراتيجية في المدرسة العسكرية والمتخصصة في الولايات المتحدة. وتضيف:
"هاريس هي من يفترض أن تظل في البيت الأبيض أطول فترة" في حالة وفاة جو
بايدن المفاجئة.
حفل تنصيب تحت
مراقبة مشددة
وذكرت الصحيفة أن
صعود حركات المؤامرة اليمينية المتطرفة (من أبرزها كيو أنون) والصدمة التي خلّفها
الهجوم على مبنى الكابيتول في السادس من كانون الثاني/ يناير من قبل مئة من هؤلاء
النشطاء، كلها ظروف تجعل ما كان يبدو منذ وقت قصير أمرا بعيد التحقق، ممكنا.
ومن علامات
التوتر السائد في العاصمة الأمريكية، نجد قرار نشر وحدة تعد 15 ألف جندي من الحرس
الوطني وإقامة نقاط تفتيش في المدينة لتجنب تكرار موجة المد البشري في مبنى
الكابيتول وحواجز حول المبنى نفسه حيث يجب أن يؤدي جو بايدن اليمين. ولأسباب أمنية
وصحية، حث رئيس بلدية المدينة الأمريكيين على عدم القدوم لحضور الحفل ومتابعته من
شاشاتهم.
وقالت الصحيفة:
"لم تشهد البلاد مثل هذا الاستعداد منذ أن أدى أبراهام لينكون اليمين عام
1861، حيث كانت الدولة على وشك الانزلاق إلى حرب أهلية. ورافقت قوات الفرسان
والمشاة المدججين بالسلاح الموكب إلى مبنى الكابيتول. وفي أوائل عام 2021، يريد جو
بايدن أن يُظهر ثقته بنفسه ذاكرا أنه لا يخاف". كما دعا دونالد ترامب بدوره
إلى الهدوء. وقال في حديثه مع الصحفيين يوم الثلاثاء 12 يناير / كانون الثاني:
"لا أريد العنف".
ترتيبات استباقية
وبينت الصحيفة أن
هذه المرة، أُخذ التهديد على محمل الجد. وقع اعتقال 170 مشتبهاً بهم في أعقاب
أعمال العنف في مبنى الكابيتول. بعد الحساب الشخصي لدونالد ترامب، المتهم بتحفيز
أنصاره، وقع إغلاق حوالي 70 ألف حساب على تويتر على علاقة بحركة كيو أنون. كما تم
قطع اتصال الشبكة الاجتماعية الشهيرة "بارلير" المرتبطة باليمين
المتطرف.
ويندرج كل ذلك
ضمن تطهير رقمي لمحاولة كبح الدعوات إلى العنف.
من جهته، يحذر إبراهيم بشروري،
أستاذ بجامعة مدينة نيويورك من أن "هناك خطرا من أن تنتقل الدعوات إلى تطبيق
سيجنال، الذي يقع فيه تبادل الرسائل الخاصة المشفرة، وهكذا لن يكون لدى الشرطة
الوسائل لمعرفة ما سيحدث".
وبينت الصحيفة أن
التوتر يبدو واضحا بين صفوف قوات حفظ النظام الأمريكية. ووقع فتح عدة تحقيقات داخل
الشرطة بتهمة المشاركة في أعمال الشغب في السادس من كانون الثاني / يناير.
وفي مذكرة داخلية
لمكتب التحقيقات الفيدرالي، تمكن موقع الاستقصاء ذي أنترسبت من الإطلاع عليها،
ذُكر أنه في وقت مبكر من عام 2015 كانت أجهزة المخابرات قلقة بالفعل بشأن تسلل
المتفوقين البيض والمليشيات المتطرفة الأخرى إلى أجهزة الشرطة.
وفي الختام، نقلت
الصحيفة عن مود كويسار تأكيدها أن "هيئة الأركان العامة ليست تابعة
لترامب". من جهته، رأى جو بايدن أنه من المناسب التخلص من الأجهزة الأمنية
التي احتشدت لقضية خصمه لضمان حصوله على حماية الحراس "الذين كانوا في خدمته
عندما كان نائب الرئيس في عهد باراك أوباما" حسب هذه الباحثة.
WP: ترامب يتجاوز الحدود للانقلاب على نتائج الانتخابات
WP: ترامب يقود كادرا من المتآمرين لعرقلة "الديمقراطية"
الغارديان: تأثير ترامب سيتبخر مع خروجه من الرئاسة