ملفات وتقارير

برلماني أزعج السيسي يشرع بتدشين حزب سياسي.. هل يُسمح له؟

هل يقبل السيسي بحزب معارض على الساحة المصرية؟ - أرشيفية
قرر برلماني مصري سابق عارض رئيس النظام بمصر عبدالفتاح السيسي، من داخل مجلس النواب على مدار 5 سنوات ماضية؛ تدشين حزب سياسي معارض، في خطوة أثارت جدلا وحراكا في الشارع السياسي المصري المغلق على مدار سنوات.

النائب السابق أحمد الطنطاوي، الذي خسر مقعده بـ"مجلس النواب" الشهر الجاري وسط حديث عن تزوير أطاح به؛ أعلن مواصلته العمل السياسي ولكن بشكل مختلف، وتحت لواء حزب جديد سيعلن عنه خلال ساعات.

ودعا الطنطاوي مثقفي مصر للانضمام إلى حزبه المقترح، كما أكد انضمامه بداية حتى يكتمل مشروعه السياسي إلى حزب تيار الكرامة الذي تركه عام 2014، ليترشح لانتخابات مجلس النواب، وهو الحزب الذي أسسه المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي.

 الطنطاوي، قال في بث مباشر عبر صفحته بـ"فيسبوك": "لدى اختيار ثاني هو الابتعاد عن العمل السياسي، أو المشاركة من خلال إنشاء حزب جديد، يتفاعل مع المواطنين للعمل من خلال إطار قانوني ودستوري".

 نشطاء ومعارضون مصريون أكدوا أن نظام السيسي، لن يسمح للطنطاوي بتشكيل حزب سياسي، خاصة وأنه عارض بشدة اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية والتي نتج عنها التنازل عن جزيرتي "تيران وصنافير" للسعودية.

وجزموا أيضا بأن الطنطاوي الذي رفض "التعديلات الدستورية"، وقالها علنا في البرلمان إنه لا يحب السيسي ولا يثق في أدائه؛ لن يقبل السيسي بعودته معارضا من الشارع وعبر قنوات شرعية بعدما رفضه نائبا في البرلمان وتخلص منه عبر الانتخابات الأخيرة.

"لن يُسمح له"

الكاتب الصحفي جمال سلطان، قال إن "طنطاوي شاب وطني نبيل ومحترم، والنظام لن يمنحه هو أو غيره أي تصاريح لا لحزب ولا جمعية ولا التنفس بأي نفس".

 وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، إن "النظام في غاية الهشاشة السياسية والضعف، ويدرك أنه يوقف ثورة الشعب بالسلاح، السلاح فقط".

"السلطة لا تخشى منه"

وعلى الجانب الآخر يرى الكاتب الصحفي المعارض حسن حسين، أن "الطنطاوي، فقاعة كبيرة لا تعبر عن قوى سياسية حقيقية، هو مجرد استنساخ لحمدين صباحي، والسلطة لا تخشى منه".

وفي حديثه لـ"عربي21"، تساءل: "ماذا يمكن أن يقدم حزب سياسي جديد؛ بينما الحياة السياسية والحزبية محاصرة بقمع السلطة من ناحية، وعدم مصداقية القوى السياسية من ناحية أخرى؟".

 ويعتقد حسين، أن "الحركة الوطنية تحتاج إلى إعادة تأسيس نفسها من جديد، بعد إقصاء القيادات الانتهازية، وإعلان أهدافها بوضوح دون مواءمات ولا تنازلات ولا مواقف وسط".

"على منوال مبارك"

قيادي حزبي يعتقد في حديثه لـ"عربي21"، أنه "لن يُسمح لطنطاوي، بتشكيل حزب سياسي، وأعتقد أنه سيدخل في حزب مؤسس جاهز، ويبعد عن إجراءات تأسيس حزب جديد لن يأخذ موافقة".

 السياسي المصري الذي طلب عدم ذكر اسمه خوفا من البطش الأمني، يعتقد أن "طنطاوي، يتجه ليكون جزءا من حزب (تيار الكرامة)، الذي يرأسه محمد سامي، وذلك وارد جدا لأنه يحمل نفس الاتجاهات والميول السياسية".

وحول مدى قبول النظام بعودة طنطاوي، كمعارض من الشارع وعبر قنوات شرعية بعدما رفضه نائبا في البرلمان؛ قال إنه "لا يوجد شيء لتواجد زعيم شعبي، كما أن زمن الحريات انتهى، وفعاليات الشارع لا يُسمح بها إلا للمؤيدين فقط".

 وأكد أن "هذا النظام يسير بمنوال؛ أنا فقط، وأنا هازم الثورة، وأنا 30 يونيو، ولذا لن يسمح لطنطاوي، أن يكبر، أو يتضخم، فالسيسي لا يريد أن يكون هناك رجل آخر يتمتع بأي شعبية".

وألمح إلى مواقف سابقة تخلص فيها السيسي من كل من حاول الظهور قائلا: "وما فعله بإزاحة كل من كان حوله وعلا شأنه أو حاول الظهور في الصورة، وتعيين بديلا له".

ولفت إلى أن السيسي، "يسير على منوال الرئيس الراحل حسني مبارك، في إزالة كل الوجوه التي يرى أن لديها وجود في الشارع أو حب من المواطن؛ وهذا نهج لا يختلف عليه العسكر في أي مكان بالعالم".

"بين داعم ورافض"

حديث طنطاوي، أثار الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فبينما ثمن سياسيون ونشطاء خطوته معتبرين الحزب فكرة جديدة تجمع المعارضة في الداخل خاصة لما للطنطاوي من أداء أبهر الكثير من السياسيين والمصريين؛ فيما رفضها آخرون.

الناشط السياسي الدكتور ممدوح حمزة، أعلن دعمه للطنطاوي قائلا إنه "اتخذ القرار السليم؛ العمل السياسي يعني العمل الحزبي: هذا هو المفهوم على مستوى العالم".

عضو الهيئة العليا بحزب "المحافظين"، مجدي حمدان موسى، رأى أنه "ولأول مرة الطنطاوي يتعامل بسياسة عاقلة؛ وينضم لحزب يحتمي به لأنه يدرك أن القادم له غير جيد، خاصة أنه خرج من المجلس وفقد الحصانة".

وعلق الكاتب الصحفي محمد سعد عبدالحفيظ بقوله إن "أحمد اختار أن يمارس العمل السياسي في وقت السلطة تصر فيه على إغلاق الأبواب، أرى أنه يجب علينا دعمه ومساندته عسى أن يتمكن هو ومن معه في مواربة الأبواب المغلقة".

 وأعرب الكاتب الصحفي أنور الهواري، عن أمنيته أن يحافظ الطنطاوي، على "استقلاله وتفرده، كرمز وطني جامع يحظى بحب واحترام المصريين على اختلاف توجهاتهم السياسية، بعيدا عن كافة الأيديولوجيات والأحزاب والتنظيمات".

وأضاف: "ولو بصورة مؤقتة، وبالذات في هذه الحقبة التي تزداد فيها القيود على النشاط الحزبي والتنظيمي"، مؤكدا أننا نحتاج "طبقة سياسية جديدة، طبقة رجال دولة وحكم وسياسة وإدارة وتنظيم".