وصف كاتب إسرائيلي، اتفاقيات التطبيع الأخيرة مع الدول العربية بأنها "خدعة"، قائلا: "لم توقع أي معاهدة سلام مع أي دولة عربية، وما جرى تبادل لوثائق نوايا حول التطبيع، مع مذاق تجاري، بإسناد من إدارة أمريكية انقضى وقتها"، بحسب تعبيره.
وقال الكاتب الإسرائيلي ران
أدليست في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية: "لم أفهم كيف يمكن لأشخاص
عاقلين أن يشتروا خدعة السلام مع الدول العربية، وهذه صفقات ليس بينها وبين السلام
شيء، بل لها صلة واضحة بهدف هو النقيض للسلام؛ وهو الحرب".
وأوضح أن "معظم اتفاقات
التطبيع تنطوي على صفقات سلاح ومساعدات استخبارية، والحديث يدور عن دكتاتوريات، وكل
دكتاتور، بمن فيهم من يتشكل، يحتاج لعدو لغرض بلورة الشعب وقوات الأمن كي يدافع عن
الدولة، بما في ذلك ضد أعداء داخليين، وهذا صحيح في إسرائيل مع بنيامين نتنياهو وفي
الولايات المتحدة مع دونالد ترامب".
ولفت أدليست إلى أن "ترامب
حاول قتل الديمقراطية والشعب الأمريكي ركله، ولكن عندنا فهذا الأمر أكثر تعقيدا؛ لأن
أغلبية الجمهور مناهضة للديمقراطية، وفي هذه الأثناء يحتفلون "بالسلام" في
أبوظبي، السودان، المغرب وفي البحرين"، مضيفا: "في إسرائيل ثمة من يعتقد
بأن اتفاقات التطبيع تعطينا يدا حرة لقمع عنيف في غزة والضفة".
وأشار إلى أن "الفرضية
المغلوطة بأن الدول المطبعة لا يهمها مصلحة الفلسطينيين، ستفحص حال وقوع حملة عسكرية
يقتل فيها فلسطينيون بأعداد كبيرة"، منوها إلى أن "درة تاج التطبيع هي السعودية،
لا تزال تنتظر، وكجزء من التطبيع وقعت على صفقة سلاح أمريكية بالمليارات، وإسرائيل
نتنياهو لم تعارض بيع سلاح محطم للتعادل لدول التطبيع، رغم أن القانون الأمريكي يؤيد
معارضة من هذا القبيل".
اقرأ أيضا: نواب آسيويون: نرفض التطبيع ونطالب بايدن بإنصاف فلسطين
وتابع: "أبوظبي ستحصل أيضا
على سلاح محطم للتعادل، وخاضت حربا في اليمن، واليوم تخوض حربا للسيطرة في ليبيا، حيث
أطلقت وقتها صاروخا على خريجي أكاديمية الشرطة في طرابلس قتلت 26 طالبا، وأنت تتساءل
ما الذي تفعله هذه التفجيرات في ساحات طوابير الشرطة، ونتذكر ما فعلته قنبلة إسرائيلية
قتلت 80 شرطيا فلسطينيا كانوا يتدربون على النظام في حرب 2008".
ونوه الكاتب إلى أن "السودان
تلقى مقابل التطبيع، التسلح ورخصة للقتل، والبحرين هي جارة للسعودية، وأما المغرب،
ستشتري مقابل التطبيع السلاح وبرامج التجسس بمليار دولار".
ورأى أن "النتائج الراهنة
للتطبيع، إنجاز حقيقي لسياسة اليمين لنتنياهو، وهي سحابة دخان للمستمتعين بالحياة في
دبي بمساعدة مراسلين للشؤون العربية، ممن باتت لهم مواضيع مثيرة للتغطية، تنجح في أن
تخفي إخفاقات عميقة في الحرب الحقيقية في غزة، الضفة، وسوريا، ولبنان، وفي إيران".
وأكد أن "إسرائيل في كل
هذه الجبهات تخسر استراتيجيا، ونغطي على ذلك بقصف تصفيات، وبالعروض العابثة للسلام
في دول لم نخض ضدها أبدا أي حرب"، مضيفا: "في هذه الأيام يتدحرج قطار التطبيع
لنتنياهو، وفي طريقه يدوس القطار الحقائق؛ فلم توقع أي معاهدة سلام مع أي دولة عربية،
وبالإجمال تم تبادل وثائق التطبيع، التي هي وثائق نوايا مع مذاق تجاري بإسناد من إدارة
انقضى زمنها".
وأما "الأمر الأكبر، يأتي
من الجانب الخفي للتطبيع، فخطوات نتنياهو، رأس على عقب، تساهم مساهمة عظيمة لحل النزاع
الإسرائيلي- الفلسطيني، بالطبع ليس هذا بإرادتنا أو بإرادة نتنياهو"، بحسب أدليست
الذي قال: "لا شك على الإطلاق، بأن خطوات الإدارة الأمريكية الجديدة ستطرح مطلب
المؤتمر الدولي الذي يبحث في المسألة الإسرائيلية في الموضوع الفلسطيني، وكل الدول
العربية ستكون هناك إلى جانب الولايات المتحدة، روسيا، الصين وأوروبا، وخمنوا ماذا
سيكون على جدول الأعمال؟ حدود 67 وتدويل القدس".
وذكر أن "نتنياهو يتحدث
عن استثمارات استراتيجية (ميناء حيفا الجديد)، بينما إن تحدث المال سيصمت الكل"، موضحا أن
"حكومة اليمين لسنوات تعمل على شيطنة العرب، والمسيرة التي تجري اليوم تقبل بالعرب
كشركاء متساوين، ومع المال الوفير، هم شركاء يساوون أكثر، ويتدفقون الآن لإنقاذنا من
كارثة اقتصادية".
وبين أن "محمد بن زايد،
مخترق الطريق إلى التطبيع، هو ليس صلاح الدين الذي يصل إلى القدس مع السيف، لكنه يصل
مع سلاح فتاك أكثر بكثير، وهو دفتر شيكات"، بحسب قوله.
عبر تطبيع عربي.. رؤية إسرائيلية لضمان هدوء ساحة الفلسطينيين
الاحتلال يسمح للسعودية بالعمل في القدس لكبح النشاط التركي
قناة عبرية: الرياض غير جاهزة للتطبيع.. ابن سلمان يحتاج مبررا