أثار إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو اعتبار حركة المقاطعة العالمية "BDS" معادية للسامية، ردود فعل واسعة عالميا، حيث وصفت التصريحات بأنها عنصرية خاصة وأنها جاءت من داخل مستوطنة مقامة على أراض فلسطينية بشكل مخالف للقانون الدولي.
وفي أول رد لها، اعتبرت الحركة، في بيان، أن تلك التصريحات "معادية" وتؤكد أن سلوك إدارة دونالد ترامب تعتريه المفارقات في تعريف العنصرية ومعاداة السامية.
وفي حين تواصل تلك الإدارة "تمكين وتطبيع سيادة البيض ومعاداة اليهود وغيرهم في الولايات المتحدة وحول العالم، بتحريضٍ وغطاءٍ من نظام الاستعمار-الاستيطاني والفصل العنصري الإسرائيلي"، تحاول في المقابل، تشويه سمعة حركة مقاطعة الاحتلال وسمعة ملايين من أنصارها حول العالم، بـ"الترويج أنها حركة معادية للسامية"، وفق البيان.
وأكد عضو حركة المقاطعة، محمود النواجعة، في حديث لـ"عربي21"، أن هذا الإعلان مبني على تعريف جديد لمعاداة السامية وعلى مجموعة من "الأكاذيب والافتراءات".
وأضاف "النواجعة" أن الإعلان لا يتناسب مع التعديل الأول للدستور الأمريكي القائم على منع صياغة أي قوانين تحد من حرية التعبير عن الرأي؛ مبينا أنه مساس مباشر بحق الناس في التعبير عن آرائهم سياسيا وفكريا وغيره.
اقرأ أيضا: MEE: بومبيو قالها أخيرا.. أي انتقاد للاحتلال "عداء للسامية"
وتابع بأن الإعلان الأمريكي هو حلقة من حلقات ملاحقة النشطاء في الحركة؛ حيث يتم الضغط عليهم في كل مرة ولكن النتيجة هي زيادة نشاطها وجعله أقوى وأكثر اتساعا، بحسبه.
ولفت في هذا السياق إلى أن الضغط على نشطاء حركة المقاطعة يثير المخاوف على نطاق واسع، حتى من قبل المنظمات التي ترعى حقوق الإنسان التي تطالب الاحتلال باتباع مواثيق الشرعية الدولية.
ويرى النواجعة بأن هذا الإعلان يصعب تمريره على الصعيد الشعبي، وقد يصطدم بقوانين أخرى ومؤسسات قضائية وتشريعية.
وقال: "المحكمة العليا الفرنسية أصدرت قرارا بتجريم نشطاء حركة المقاطعة ولكن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أدانت هذا القرار واعتبرته غير شرعي".
واعتبر النواجعة أن ممارسات التضييق والملاحقة، التي باتت تستهدف النشطاء بشكل شخصي، تثبت أن الحركة تمكنت من تحقيق نجاحات على الأرض وفشل الاحتلال وحلفائه في مواجهتها، بما في ذلك اللجان الوزارية المصغرة ووزارات الخارجية والسفارات المختلفة ووزارة الشؤون الاستراتيجية في إسرائيل.
ويقول النواجعة إن الحركة تستمد قوتها من الشعوب التي هي سر نجاحها، وكذلك حجم التأثير الذي تلمسه في الجامعات والكنائس وصناديق التقاعد في الكنائس، وتوجه المزيد من اليهود في الولايات المتحدة إلى المسار التقدمي الرافض لممارسات إسرائيل.
اقرأ أيضا: هآرتس: من قلب مستوطنة.. أمريكا تصادق على جرائم الاحتلال
وكان النواجعة قد تعرض للاعتقال مؤخرا على يد قوات الاحتلال على خلفية عضويته في حركة المقاطعة، ويقول إن الهدف من ذلك هو إلصاق تهمة العمل المسلح في صفوف حركة المقاطعة من خلال اختلاق قصص وهمية "من نسج الخيال"، لترسيخ عدم شرعية المقاطعة على اعتبار أنها تشكل غطاء للعمل العسكري.
وبحسب حقوقيين فإن تصريحات بومبيو يمكن وضعها في سياق الترويج المبكر لانتخابات عام 2024 في الولايات المتحدة، لكن الخطير هو أن لها دلالات عنصرية حين جاءت من مستوطنة "بتساغوت" الإسرائيلية المقامة على أراضي مدينة البيرة الفلسطينية.
وقال مدير مركز "شمس" لحقوق الإنسان، عمر رحال، إن تلك التصريحات "عنصرية" مؤكدا أن بومبيو انتهك القانون الدولي بفعل زيارته للمستوطنات المقامة من خلال الأمر الواقع وبالقوة على أراض محتلة.
وأضاف "رحال" في حديث لـ"عربي٢١" أن إقامة المستعمرات في القانون الدولي جريمة حرب، وما حدث هو بمثابة إعلان لترشيحه لانتخابات ٢٠٢٤، وهو بذلك يتاجر بأراض فلسطينية ليست للولايات المتحدة أي علاقة بها لا قانونيا ولا سياسيا.
ورأى رحال أن بومبيو يريد إيصال رسائل لزعماء الحركة الصهيونية بأنه يسير على نهج ترامب.
وشدد الخبير في الحقوق على أنه لا تستطيع أي دولة محاكمة الناشطين في مجال المقاطعة، "لأنهم على حق ويعملون في وضح النهار ويلتزمون بقرارات الشرعية الدولية التي لها علاقة بالحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف، ولا أحد يستطيع اتهامهم بأي اتهام باطل لأنهم يعملون وفق القانون".
عودة سفيري السلطة إلى أبوظبي والمنامة.. الأسباب والتوقيت
ما أسباب عودة السلطة إلى التنسيق الأمني مع الاحتلال؟
مراقبون: عودة السلطة للتنسيق مع الاحتلال ضربة للمصالحة