سلطات الاحتلال تسابق الزمن قبيل انتقال البيت الابيض إلى الادارة الديمقراطية بعد فشل وسقوط الرئيس ترامب وإدارته في الانتخابات الامريكية الاخيرة، ونشرت وزارة البناء والإسكان وسلطة الأراضي لدى الاحتلال، مناقصة لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية في مستوطنة «جفعات هاماتوس» على أراضي بلدة بيت صفافا، والتي ستتسبب بعزل مدينة بيت لحم عن مدينة الجزء الشرقي من مدينة القدس المحتلة.
وتواصل سلطات الاحتلال اعمال الاستيطان منذ احتلالها الضفة الغربية وقطاع غزة منذ حزيران 1967 حيث اقدمت على اقامة العديد من المستوطنات في القدس ومحيطها مثل «رمات اشكول و جفعات هاميفتار و راموت شلومو والتلة الفرنسية ونيفي يعقوب وبسغات زئيف و إيست تالبوت و جيلو وهار حوما»، ويسكنها 250 ألف مستوطن اسرائيلي في تحدي واضح ومخالفات للقوانين والتشريعات الدولية التي تعتبر ان الارض الفلسطينية هي اراضي محتلة وتخضع لسلطات الحكم العسكري الاسرائيلي، واتخذت حكومة الاحتلال مستغلة الأيام الأخيرة لولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك تحسبا لموقف يتخذه الرئيس المنتخب جو بايدن ويقوم بوضع القيود امام حكومة الاحتلال فيما يتعلق ببناء المستوطنات الجديدة.
وتعد مستوطنة «جفعات هاماتوس» والتي جاءت لتكمل الدائرة التي تخنق أي احتمال للقدس الشرقية الفلسطينية للتوسع أو الوجود كعاصمة فلسطينية، وتجاهل حقيقة لوجود حوالي 350 ألف فلسطيني من سكان المدينة، يرفضون تلك السياسة العنصرية وممارسات الاحتلال التي تسابق الزمن من اجل السيطرة على كل القدس واعتبارها عاصمة موحدة لدولة الاحتلال القائمة على القوة والهيمنة واغتصاب الحقوق الفلسطينية ونهب المزيد من الاراضي الفلسطينية.
وتواصل سلطات الاحتلال فرض واقع جديد من خلال تبني مخططات جديدة لبناء أكثر من 13 ألف وحدة استيطانية في مدينة القدس، قبيل تسلم إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مهامها في العشرين من كانون الثاني المقبل وتعمل طواقم الاحتلال التحضير لمشاريع كبيرة من اجل تنفيذ مخطط لبناء 9 آلاف وحدة استيطانية على أراضي مطار قلنديا، و1530 وحدة استيطانية في مستوطنة رمات شلومو على أراضي شعفاط، و570 وحدة في مستوطنة هار حوماه على أراضي جبل أبو غنيم، إضافة إلى الوحدات الاستيطانية في مستوطنة جفعات هامتوس على أراضي بيت صفافا، الى جانب آلاف الوحدات الاستيطانية الأخرى في مستوطنة «معاليه أدوميم» في إطار المخطط الاستيطاني «إي 1».
ان تلك الحملة الاستيطانية المسعورة تمارسها سلطات الاحتلال في ظل مواصلة دعم الادارة الترامبية لحكومة الاحتلال وتقديم الهدايا المجانية بإطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد دون قيود والذي رفض الرئيس السابق للولايات المتحدة براك اوباما اطلاق سراحه رغم مطالبة حكومة الاحتلال وتفاوضها سابقا مع الولايات المتحدة لتفعيل الصفقة، الا ان الرئيس ترامب وبعد خسارته الانتخابات اقدم على اصدار قرار بالسماح له بحرية التنقل والسفر ليعود الي دولة الاحتلال، وهو الجاسوس الذي تجسس على الولايات المتحدة الامريكية وقدم معلومات لسلطات الاحتلال ساهمت في نجاح عمليات قصف موقع حمام الشط في العاصمة التونسية وقتل القيادات الفلسطينية وهو من اخطر الجواسيس الذين يحاربون الشعب الفلسطيني ويدعون الي قتل الفلسطينيين.
ان هذا السلوك المريب للرئيس ترامب يشكل سابقة خطيرة في التعامل مع القضايا القومية الامريكية وتثير القلق ويدفع الى الاستغراب من قبل المجتمع الدولي تجاه تلك الممارسات التي يقوم بها في ظل معاداته للقوانين والتشريعات الدولية ومحاربته لكل القيم الانسانية.