تتواصل عملية
"
ردع العدوان" التي أطلقتها فصائل معارضة سورية مسلحة، ابتداء من إدلب،
محققة إنجازات ميدانية على الأرض خلال أيام معدودة، من أبرزها السيطرة على ثاني أهم المدن في البلاد.
وانطلقت صباح 27 تشرين ثاني/ نوفمبر المنصرم، وقالت إنها وجهت ضربة
استباقية لقوات النظام، المحيطة بإدلب، على خطوط التماس بين النظام والمعارضة ضمن
الاتفاق التركي الروسي عام 2020.
من هم المشاركون؟
عرف من الفصائل المشاركة حتى الآن في العملية التي تقودها غرفة مشتركة
أطلق عليها "إدارة العمليات العسكرية"، كل من التالي:
هيئة تحرير الشام وهي من أبرز الفصائل المسلحة في الشمال السوري،
وتشكلت من اندماج العديد من الفصائل ذات الفكر الجهادي، وكانت تحمل اسم جبهة
النصرة في بدايات الثورة بسوريا، وتتبع تنظيم القاعدة قبل الانفصال عنها بجسم جديد
عام 2016.
وتسيطر الهيئة على أغلب مناطق محافظة إدلب، والتي تدير شؤونها حكومة
الإنقاذ السورية التابعة للمعارضة.
حركة أحرار الشام، والمشكلة في فصائل مسلحة إسلامية، هي كتائب أحرار
الشام وحركة الفجر وجماعة الطليعة وكتائب الإيمان المقاتلة، وتتمركز في إدلب وريف حلب.
الجبهة الوطنية للتحرير، وهي تحالف عسكري من
فصائل ما يعرف بالجيش السوري الحر، سواء من المنشقين عن جيش النظام السابق أو
المتطوعين لقتال النظام، ويمتلك عشرات آلاف المقاتلين، ومن بينهم الفرقة الساحلية
الأولى والجيش الثاني ولواء شهداء الإسلام، وتشكيلات مسلحة أخرى.
الجيش الوطني، وهو مجموعة من الفصائل العسكرية، المدعومة من تركيا،
تأسست عام 2017، ولها قيادة تتبع الحكومة المؤقتة التابعة للمعارضة السورية،
واشترك في العديد من العمليات العسكرية التي شنتها تركيا ضد المليشيات الكردية المسلحة
لطردها عن الشريط الحدودي لتركيا.
كتائب نور الدين زنكي، وهي فصيل إسلامي وأحد أعضاء مجلس قيادة الثورة
السورية، وداخل في ائتلاف مع حركة أحرار الشام لتشكيل ما عرف بجبهة تحرير
سوريا.
أبرز الإنجازات
سقوط الفوج 46، ومحيطه، وكان من أوائل المواقع العسكرية وأهمها
للنظام، التي سيطرت عليها
المعارضة، حيث يقع على تلة مطلة قرب مدينة الأتارب وحلقة
وصل بين ريفي إدلب وحلب، وكان من أشد المواقع تحصينا لجيش النظام ويحتوي على قطع
مدفعية وراجمات صواريخ.
مقتل أحد كبار المستشارين الإيرانيين القيادي
في الحرس الثوري العميد كيومارث بورهاشمي، المعروف بالحاج هاشم، في حلب على
يد المعارضة مع بداية العملية، وقال الإيرانيون إنه من أبرز المستشارين العسكريين
في العراق وسوريا وقاتل في الحرب العراقية الإيرانية قبل عقود.
سقوط ريف مدينة إدلب بالكامل بيد المعارضة، بعد
تهاوي نقاط دفاع النظام وتمركزاته العسكرية، وفرار القوات، في عشرات القرى التابعة
للمحافظة، واغتنام أعداد كبيرة من الآليات العسكرية من دبابات وناقلات جنود،
ومخازن ذخيرة تحتوي على صواريخ وقذائف وكميات كبيرة من الأسلحة والرشاشات بكافة
أنواعها.
السيطرة على ريف حلب الغربي بعد سقوط ريف إدلب الشرقي بالكامل، وهو ما
مهد الدخول إلى مدينة حلب، التي تتابعت انهيارات قوات النظام فيها ونفذت انسحابات
واسعة منها.
اقتحام مدينة حلب، والسيطرة على كافة الأحياء الغربية فيها، والوصول
إلى قلعة حلب ووسط المدينة وخاصة ساحة سعد الدين الجابري والسيطرة على المنطقة
الصناعية بالكامل، ومطار حلب الدولي ومطار أبو الظهور العسكري وتتابع سقوط القرى
المحيطة بالمدينة بعد انسحابات متتابعة لقوات النظام، إضافة إلى السيطرة على مدفعية
الراموسة والأكاديمية العسكرية وقصر المحافظ وقيادة شرطة المحافظة وكافة المواقع
الأمنية في المدينة مثل الأمن السياسي.
السيطرة على مطار كويرس العسكري وما يحتويه من كميات كبيرة من الذخائر
والأسلحة بكافة أنواعها فضلا عن الطائرات المقاتلة وذخائرها.
التحرك باتجاه محافظة حماة والسيطرة على العديد من القرى في ريف حماة
الشمالي، بعد سلسلة انسحابات نفذتها قوات النظام على عجل، تاركة خلفها مخازن
للذخائر والصواريخ فضلا عن راجمات ودبابات وناقلات جنود بفعل الفوضى التي دبت في
القوات.
التحرك باتجاه محافظة حماة والسيطرة على عدد من القرى في ريفها وسط
حشد النظام لقواته في وسط المدينة تحسبا لوصول قوات المعارضة وإقامة خطوط دفاعية
على امتداد مساحة كبيرة.
أسلحة مؤثرة
على الرغم من امتلاك قوت المعارضة أسلحة ثقيلة مثل الدبابات وناقلات
الجنود، إلا أنها لجأت بصورة كبيرة إلى العربات المصفحة ضد الرصاص سريعة الحركة،
من أجل نقل أكبر عدد من القوات في محاور التقدم، وتنفيذ ضربة خاطفة.
لكن المثير للانتباه، كان الاعتماد على الطائرات المسيرة، والمطور
بعضها محليا، عبر قوة أطلق عليها كتائب شاهين.
وقامت هذه الكتائب بتطوير طائرة مسيرة ثقيلة الحجم تحمل رأسا متفجرا
كبيرا، يتم إطلاقها عبر دفع صاروخي مؤقت لرفعها في الجو، بصورة سريعة، وتحلق بواسطة
دفع صاروخي، ويتم التحكم بها إلى حين وصولها إلى الهدف والانفجار به.
وساهمت هذه المسيرة، في ضرب عدد كبير من دفاعات النظام وقطع المدفعية
وحظائر الدبابات في الضربة الأولى، ما سبب شللا لقوات النظام ودفعها إلى الانسحاب
الفوري.
وظهر مع مقاتلي المعارضة، تقنية الطائرات المسيرة الانتحارية صغيرة
الحجم، مشابهة لتلك المستخدمة بين الروس والأوكرانيين في الحرب الجارية هناك،
واستخدمت لضرب نقاط تحصن جنود، فضلا عن آليات عسكرية مثل الدبابات والناقلات.
واستخدمت كذلك طائرات مسيرة صغيرة، مزودة بقنابل أفراد يتم إلقاؤها
على تجمعات الجنود لتلحق بهم قتلى وإصابات بالغة، فضلا عن إلقائها على شاحنات نقل
الجنود التي تتسبب في إعطابها.