سياسة عربية

مركز مصري يصدر قراءة تحليلية في مذكرات "هيلاري كلينتون"

"المركز المصري للإعلام" أكد أن "الأمريكان يفضلون لمصر حكما مستبدا مستقرا على حكم ديمقراطي"- مواقع التواصل

دراسة تحليلية أعدها "المركز المصري للإعلام":

 

* الأمريكان يفضلون لمصر حكما مستبدا مستقرا على حكم ديمقراطي يعمل لصالح الشعب

 

* هاجس صعود الإخوان استنفر إدارة أوباما للضغط على مبارك لتحقيق إصلاحات عاجلة

 

* إدارة أوباما كانت تأمل بسيطرة مجموعات ليبرالية على الحكم بدلا من الإخوان أو الجيش

 

* فوز "مرسي" بالرئاسة وضع الإدارة الأمريكية على "حبل مشدود" خوفا على  مصالحها

 

* هيلاري قالت إن "مرسي" رجل دولة نجح في وقف الحرب على غزة وإعادة مكانة مصر التاريخية


قالت دراسة تحليلية أعدها المركز المصري للإعلام لمذكرات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، إن "الأمريكان، ديمقراطيين كانوا أم جمهوريين، يفضلون لمصر -كما لبلدان المنطقة العربية- حكما مستبدا مستقرا يلبي مصالحهم، على حكم ديمقراطي تعددي يخدم مصالح المصريين والشعوب العربية".

وأضافت الدراسة، التي وصل "عربي21" نسخة منها، أن "موقف الأمريكان من الإخوان هو موقف توجس وريبة وخوف من وصولهم إلى السلطة في أي وقت، لأسباب يراها الأمريكان تتعلق بمصالحهم الاستراتيجية والأمنية في المنطقة، ولتقديرهم أن وجود الإخوان في الحكم سيهدد حقوق الأقليات الدينية وبالأخص المسيحيين في مصر، ويهدد أمن إسرائيل".

وبينت الدراسة من واقع مذكرات هيلاري كلينتون، الصادرة عام 2014، بعنوان "خيارات صعبة"، أن "ما ورد بشأن جماعة الإخوان المسلمين في المذكرات هو شهادة لصالح الجماعة وليس ضدها، إذا ما تم تناوله بقراءة دقيقة ومحايدة".

وقدمت تحليلا لما ورد بشأن مصر والإخوان المسلمين والرئيس الراحل محمد مرسي، في المذكرات، للتعرف على منظور الإدارة الأمريكية (الديمقراطية في عهد أوباما) لنظام الحكم الذي كانت ترغبه في مصر، ونظرتها للإخوان ولطريقة إدارة مرسي للحكم في البلاد.

وكانت هيلاري كلينتون أصدرت مذكراتها في 600 صفحة بنسختها الإنجليزية الصادرة في 10 حزيران/ يونيو 2014، ونحو 637 صفحة في النسخة العربية التي نُشرت طبعتها الأولى في بيروت عام 2015.

وتحدثت كلينتون عن الشأن المصري في الجزء الخامس المعنون بـ"الاضطرابات" (الصفحات 297- 457 في الطبعة العربية)، ومنه بالأخص الفصل الرابع عشر بعنوان "الشرق الأوسط: مسار السلام المتقلقل"، والخامس عشر بعنوان "الربيع العربي: الثورة"، والفصل العشرون بعنوان "غزة: خطة لوقف إطلاق النار".

 

"خذلان الديمقراطية الوليدة"


وقالت كلينتون، في صفحة 311، ضمن حديث عن القضية الفلسطينية: "لقد أعاد خطابا مهما تشكيل المشهد الدبلوماسي في حزيران/ يونيو 2009 في القاهرة عرض الرئيس أوباما إعادة تقويم طموحة وبليغة لعلاقة أمريكا بالعالم الإسلامي"، في إشارة منها إلى تأكيد أوباما في ذلك الوقت أن "الحكومة التي تتكون من أفراد الشعب وتُدار بواسطة الشعب هي المعيار الوحيد لجميع مَن يشغلون مراكز السلطة، بغض النظر عن المكان الذي تتولى فيه مثل هذه الحكومة ممارسة مهامها".

وأضافت دراسة المركز المصري للإعلام: "برغم هذا الكلام القاطع خذلت إدارة أوباما الديمقراطية الوليدة في مصر بعد ثورة يناير 2011، إذ بدا موقفها مضطربا، فقد عبّرت هيلاري كلينتون عن خوف الإدارة من صعود الإخوان للحكم إذا نجحت ثورة يناير، مُقدمة لذلك بمثال الثورة الإيرانية، حيث قالت: (ثبت تاريخيا أن الانتقال من الديكتاتورية إلى الديمقراطية محفوف بالمخاطر وتنجم عنه، في سهولة، أخطاء فادحة. في إيران عام 1979، على سبيل المثال، قبض المتطرفون على الثورة الشعبية الواسعة ضد الشاه وأنشأوا ثيوقراطية وحشية، وإذا حدث أمر مشابه في مصر فستحل كارثة على شعبها وعلى المصالح الإسرائيلية والأمريكية كذلك)".

وأوضحت الدراسة أن "إدارة أوباما كانت تأمل بسيطرة مجموعات ليبرالية على الحكم بدلا من الإخوان أو الجيش. حيث قالت هيلاري: (أدرك الرئيس أن أمريكا لا تسيطر على أحداث مصر، لكنه أراد إحقاق الحق، بما يتماشى علي السواء مع مصالحنا وقيمنا، وهذا ما أردته أيضا. عرفت أن مبارك بقي طويلا في السلطة، ولم يحقق إلا القليل، لكنني تطلعت إلى ما أبعد من التخلص منه، والناس في ميدان التحرير لا يملكون خطة، فالذين فضلوا من بيننا المسار البطيء للانتقال المنظم قلقوا، لأن القوتين الوحيدتين المنظمتين بعد مبارك هما جماعة الإخوان المسلمين والجيش)".

 

"حبل مشدود"

 

وجاء فوز الإخوان بالرئاسة ليضع الإدارة الأمريكية على "حبل مشدود" -بحسب قول كلينتون- خوفا على "مصالحها الاستراتيجية".

وبحسب الدراسة، فقد "كان الموقف الرسمي الأمريكي إزاء الانقلاب العسكري في مصر يدل على انتقائية تتسق مع مصالحها؛ فقد عدّت إدارة أوباما أحداث 30 حزيران/ يونيو انتفاضة شعبية ضد الرئيس محمد مرسي، إذ جاء على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض، غاي كارني قوله إن الرئيس مرسي لم يكن يحكم بطريقة ديمقراطية، وإن ملايين المصريين خرجوا للشوارع والميادين مطالبين بعزله وهم يرون أن مساندة الجيش لهم لا تشكل انقلابا".

وتابعت: "على الرغم من إشادة أوباما بالعملية الديمقراطية في مصر، عبر مكالمة هاتفية مع الرئيس مرسي قُبيل الانقلاب بيومين، إلا أن الموقف الرسمي الأمريكي وقع في حيرة من أمره، كون مصر تمثل عمقا استراتيجيا للمصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي. وبالتالي، فإن مصالحها وأهدافها تقتضي التصرف وفق المصلحة القومية العليا على حساب مبادئ العقيدة الأمريكية الديمقراطية".

 

"تحاملا كبيرا"


وقالت: "يبدو ما ساقته هيلاري عن حكم الرئيس مرسي تحاملا كبيرا، إذ اعتمدت الروايات الليبرالية وكلام الخصوم السياسيين في إثبات ما اعتبرته فشلا للرئيس مرسي، دون أن تتبين الحقائق الموضوعية على الأرض".

وأظهرت الدراسة ما وصفته بالقلق الأمريكي الإسرائيلي من رد فعل (مصر الثورة) على حرب غزة عام 2012، ومحاولة التوسط لدى مرسي، حيث تدخلت هيلاري لدى الجانب المصري للتوسط لإنهاء الحرب، واعترفت بعد ذلك بأن مرسي رجل دولة نجح في وقف الحرب على غزة وإعادة مكانة مصر التاريخية.

وانتهت القراءة التحليلية إلى أن "مذكرات هيلاري كلينتون لم تكن منصفة في ما يتعلق بالإخوان والرئيس مرسي على وجه التحديد، إذ بدا منطقها متشككا طول الوقت، مع إظهار انحيازها والإدارة الأمريكية -التي تعبر عنها بالطبع- للكيان الصهيوني وللقوى المناوئة للإخوان، وفي هذا أبلغ رد على من يشكك ويردد من قوى الثورات المضادة في أن إدارة أوباما أتت بالإخوان لحكم مصر ودعمتهم للوصول إلى السلطة".