نشر موقع "بلومبيرغ" تقريرا
أعدته كارولين ألكسندر بعنوان "ماكرون جفل حيث أصاب متطرفون نقطة الضغط
الفرنسية" وقالت فيه إن الرئيس وعد بزيادة التحرك ضد من وصفهم بـ"المتطرفين"
بعد مقتل أستاذ فرنسي خارج مدرسة في باريس الأسبوع الماضي.
وحمل المتضامنون نهاية الأسبوع يافطات
كتب عليها "أنا أستاذ".
وعندما بدأت تفاصيل عملية القتل بالظهور
ذهب ماكرون حالا إلى مكان الحادث وألقى خطابا دافع فيه عن حرية التعبير. وعاد يوم
الثلاثاء إلى الواجهة في ضواحي العاصمة لكي يتحدث عن جهوده في مواجهة التطرف،
مشيرا إلى مئات قاعات الصلاة والمدارس السرية التي أغلقت منذ وصوله إلى الرئاسة.
وتعلق الكاتبة أن موضوع العنف يعتبر
موضوعا قد يكلف ماكرون فرصه في إعادة الانتخاب في 2022، وقال: "نعرف ما يجب
علينا عمله وإخواننا المواطنون يتطلعون للفعل".
ولكن الحادث الذي شهدته منطقة يسكنها
أبناء الطبقة المتوسطة وهي كونفلا سانتو نورين ضرب على نقطة الغليان لنظام القيم
الذي فشل ماكرون بمحوه خلال السنوات الثلاث بعد هزيمته للمعادية للمهاجرين مارين
لوبين.
وقال وزير التعليم جان ميشيل: "العلمانية
هي الأساس" في إشارة إلى فكرة أن المواطن الفرنسي يمكنه الحفاظ على معتقداته
الدينية خارج الحياة العامة. وأضاف أن العلمانية: "تسمح لنا بالخلاف، نؤمن أو
لا نؤمن ونحترم بعضنا البعض".
وبالنسبة للكثيرين في فرنسا فالسؤال هو
إن كانت الفكرة التي نتجت عن ثورة لفصل الدين عن الدولة لا تزال قابلة للتطبيق في
المدرسة ومكان العمل والحكومة.
وقدم المعلم بارتي الصور الكاريكاتيرية أثناء
حصة عن حرية التعبير والحقوق المدنية، لكن الأهالي غضبوا وتحول الغضب إلى سخط واسع
على منصات التواصل الاجتماعي دفعت قاتله، وهو مهاجر شيشاني، 18 عاما لا علاقة له
بالمدرسة لقتل الأستاذ، ثم قتلته الشرطة لاحقا.
وتظل العلاقة الفرنسية مع الأقلية
المسلمة معقدة، فالمواطنة المدنية مجسدة في هوية البلد، ولهذا يمنع إظهار الرموز
الدينية في المدارس التي تشهد عادة حروبا ثقافية. ومن المهم عدم تعليق الصلبان على
الجدران أو ارتداء الحجاب. وكان هذا مدعاة لضمان التنوع والحياد ولكن ليس كل
الوقت. لأن المسلمين يعانون من التمييز في سوق العمل.
وفي أثناء الإغلاق بداية هذا العام أوقفت الشرطة
العرب والأفارقة بطريقة غير متناسبة. وكان رد الحكومة على التطرف مدعاة لزيادة
الشعور لدى المسلمين بأنه أصبحوا موسومين بهذه الصفة.
ويكشف مقتل بارتي عن مشكلة التطرف التي
كانت موضوعا رئيسيا واجه ماكرون في حكمه القصير. واتهم مرشده فرانسوا هولاند
بالفشل لعدم توفير الحماية للناس بعد هجوم شارلي إبيدو. وكان رد لوبان هو قمع
المهاجرين والدفاع عن قيم الغالبية البيضاء.
وفي انتخابات 2017 قدم ماكرون بديلا عن
معاداة لوبان للأجانب. واليوم أصبحت لوبان متقاربة جدا مع ماكرون في استطلاعات
الرأي، حيث عادت المشاكل التي غذت صعودها.
وخلال فترة رئاسته ظل ماكرون يتحرك
بطريقة تظهره كليبرالي. وحاول البقاء في الوسط، لكن تحركاته الأخيرة تشير إلى أنه
تحول من التهديد الذي يمثله القوميون مثل لوبان.
وفي تموز/ يوليو الماضي عين متشددا
كوزير للداخلية وهو جيرالد دارمانين والذي كان مع ماكرون عندما زار مدرسة بارتي
يوم الجمعة، وأصبح حاضرا بشكل كبير منذ ذلك الوقت، ووعد بسحق "العدو في
الداخل" وأغلق مسجدا.
وقال: "علينا أن نتوقف عن السذاجة ومن
الأفضل الاستيقاظ بدلا من النوم المستمر".
FP: بولندا ترحل المسلمين بذريعة الإرهاب والتجسس
FP: خطة ماكرون لصنع "إسلام فرنسي" فاشلة لهذه الأسباب