سارع مثقفون مغاربة إلى إعلان انسحابهم من جائزة الشيخ زايد للكتاب، احتجاجا على تطبيع الإمارات مع الاحتلال الإسرائيلي.
فيما أعلن آخرون تعليق مشاركتهم في
فعاليات ثقافية إماراتية مستقبلا، وقالوا إنهم سيقاطعون أي فعاليات مرتبطة
بالإمارات العربية المتحدة، بعد خطوتها التطبيعية، إلى جانب استقالة آخرين من
هيئات تحرير مجلات إماراتية.
والخميس، أعلن الرئيس الأمريكي
دونالد ترامب، توصل الإمارات والاحتلال الإسرائيلي إلى اتفاق لتطبيع العلاقات
واصفا إياه بـ"التاريخي".
وعلى مدار اليومين الماضيين، توالت
مواقف المثقفين المغاربة الرافضة لاتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي.
وسارع عدد من الكتاب والروائيين
المغاربة إلى سحب ترشيحهم لجائزة الشيخ زايد للكتاب، من بينهم الروائية الزهرة
رميج التي سحبت روايتها "قاعة الانتظار" من التنافس على الجائزة.
اقرأ أيضا: مثقفون عرب ينضمون لحملة مقاطعة الإمارات بعد التطبيع
وقالت "رميج" في تدوينة
نشرتها في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "بعد إعلان دولة الإمارات
تطبيعها مع إسرائيل قمت بسحب ترشيحي لرواية قاعة الانتظار لجائزة الشيخ زايد
للكتاب، تضامنا مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل استرجاع أرضه المغتصبة وإقامة
دولته الحرة المستقلة".
وأضافت: "لقد راسلت الجهة
المسؤولة بشطب اسمي من لائحة المترشحين".
وعلى نفس المنوال، أعلن الناقد
والأكاديمي يحيى بن الوليد إلغاء ترشيح كتابه المعنون "المثقفين العرب"
لنفس الجائزة في فرع "التنمية وبناء الدولة".
تطبيع فظيع
وقال تعليقا على هذه الخطوة في
تدوينة على فيسبوك: "ما حصل من تطبيع فظيع بين ساسة دولة الإمارات والكيان
الإسرائيلي الغاصب، يجعلني أعدل نهائيا وبشكل طوعي عن هذا الترشيح".
وتابع: "كما ألغيت مشاركة أخرى
مقترحة ومبرمجة لعام 2021 بالإمارات، وقد أبلغت الجهات المعنية بموقفي"، دون
تفاصيل.
وجائزة الشيخ زايد للكتاب هي جائزة أدبية
إماراتية تُقدم سنويا منذ 2007، من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث للمفكرين
والناشرين عن مساهماتهم في مجالات التأليف والترجمة في العلوم الإنسانية.
وشملت قائمة المنسحبين مثقفين آخرين
أمثال الروائيين والمترجمين المغربيين أحمد الويزي وأبو يوسف طه والكاتب القصصي
أبو يوسف طه.
وأعلن الكاتب المغربي عبد الرحيم
جيران استقالته من هيئة تحرير مجلة "الموروث الثقافي" التابعة لمعهد
الشارقة، وانسحابه من كل الأنشطة التي تقيمها الإمارات.
اقرأ أيضا: عباس يؤكد: تطبيع الإمارات طعنة للقضية وبند "الضم" خدعة
لم تقتصر مواقف المثقفين المغاربة
على الأفراد، بل امتدت إلى المؤسسات، حيث أعلنت مؤسسة "بيت الشعر في
المغرب"، الأحد، إدانتها واستنكارها التطبيع الإماراتي مع الاحتلال
الإسرائيلي.
و"بيت الشعر في المغرب"
مؤسسة ثقافية مدنية مستقلة وغير ربحية، تأسست سنة 1996 بالدار البيضاء.
واعتبر "بيت الشعر
بالمغرب" في بيان أن "اتفاق التطبيع بين دولة الإمارات والكيان الصهيوني
خيانة ليس لقضية العرب الأولى فحسب، بما هي واحدة من أنبل قضايا العصر، بل لعدالة
كافة القضايا الإنسانية التي لطالما انبرى الشعر للانتصار لها".
وأضاف أن "الاتفاق جاء ليعمق
الجرح الفلسطيني ويكرس سياسة الاستسلام ومباركة النزوع الاستيطاني الذي ينتهجه
الكيان الصهيوني"، داعيا "كافة المثقفين والكتاب والشعراء المغاربة إلى
المزيد من التضامن والالتحام مع القضية الفلسطينية وأفقها النضالي والشعري
والإنساني".
رفض الخطوات الخيانية
وعن رأيه في خطوات المثقفين
المغاربة، قال عزيز هناوي الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع (غير
حكومي)، إن "موقف المثقفين المغاربة يعبر عن نبض المجتمع المغربي الأصيل الذي
يرفض كل الخطوات الخيانية التي تطعن الفلسطينيين من الظهر".
وأضاف "هناوي" للأناضول،
أن "موقف المثقفين المغاربة يعبر كذلك عن حيوية وحساسية موضوع التطبيع مع
الكيان الصهيوني الغاشم بالنسبة للمغاربة"، مشددا على أن "المواقف
المتلاحقة من المثقفين المغاربة إشارة حياة وسلامة للنسيج المغربي وتأكيد على أن
كل من طبّع فقد خان القضية الفلسطينية".
وأصبحت الإمارات ثالث دولة عربية
توقع اتفاقية تطبيع مع إسرائيل، بعد مصر عام 1979 والأردن عام 1994.
ولم ترحب بالاتفاقية من الدول
العربية سوى مصر والأردن والبحرين وعُمان الذين اعتبروها "خطوة نحو تحقيق السلام في
المنطقة".
المغرب.. وزير حقوق الإنسان يدعو إلى الوحدة في مواجهة كورونا