روت شاهدة عيان كانت على متن الطائرة الإيرانية لشركة "ماهان" تفاصيل اعتراض مقاتلات حربية أمريكية لطائرتهم في الأجواء السورية، مساء الخميس الماضي، حينما كانت متجهة إلى بيروت.
وذكرت الشاهدة فاطمة حمدان في حديثها لوكالة "سبوتنيك" الروسية أن طائرة حربية اقتربت من طائرتهم عند الساعة السابعة والرابع حينما كانوا في الأجواء السورية.
ووفقا لما روته شاهدة العيان، فإن الطائرة الحربية اقتربت كثيرا من طائرتهم، نافية أنها كانت بعيدة كيلومترا عنهم.
وقالت حمدان: "عندما استدرت لجلب الكاميرا لأصور الطائرة، فجأة ظهر صوت وهبطت طائرتنا هبوطا حادا في الجو، وللأسف لم يكن الجميع يضعون حزاما، لأننا لم نكن في وقت وضع أحزمة، فكل الركاب طاروا من أماكنهم".
وأضافت حمدان: "الطائرة الحربية لم تفارقنا، من فوقنا ومن تحتنا، غادرت أول طائرة وأنا أنظر إليها تغادر في الأفق ظهرت طائرة ثانية وبدأت بحركات تشقلب، ومن ثم طارت على مستوانا فترة زمنية معينة وأنا كنت أستطيع أن أرى الطائرة الثانية أيضا ومن ثم غادرتا".
اقرأ أيضا: واشنطن تؤكد اعتراض طائرة إيرانية بسوريا.. وطهران تحذر (شاهد)
وكان النقيب بيل أوربان، المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأمريكي، قد قال إن مقاتلة من طراز إف-15 كانت تقوم "بتدقيق بصري للطائرة الإيرانية" عندما كانت تحلق قرب قاعدة "التنف" العسكرية في سوريا حيث تتمركز قوات أمريكية، وكانت تبعد 1000 متر من طائرة الركاب.
وتسبب الهبوط الحاد للطائرة الإيرانية بحالة "ذعر ورعب" في صفوف ركابها، بحسب ما ذكرت حمدان التي أوضحت أنهم "تأذوا بسبب عدم اتخاذهم لإجراءات الحماية، لأن الهبوط كان غير متوقع".
وأشارت حمدان إلى أنه "من بعد الهبوط الحاد في الجو سأل المضيفون عن ما إذا كان على متن الطائرة أطباء أو ممرضون لمساعدة الجرحى، وكان من بين ركاب الطائرة طلاب طب يدرسون في إيران قاموا بمساعدة الجرحى"، لافتة إلى أن العديد من الركاب أصيبوا بانهيارات عصبية.
وتابعت حمدان: "وقع العديد من الجرحى، هناك أناس طاروا من مقاعدهم وأنا طرت من مقعدي، وهناك أشخاص ضرب رأسهم بسقف الطائرة، أغلب الإصابات في الرأس والظهر، والمضيفون والمضيفات تأذوا كثيرا على أثر الهبوط الحاد".
ولفتت إلى أن مدة اعتراض الطائرتين في الجو تراوحت بين 3 و4 دقائق، وأكدت حمدان أن الطائرة الإيرانية هبطت بسلاسة كبيرة في مطار بيروت.
وفي وقت سابق الخميس، قالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية إن مقاتلتين أمريكيتين اقتربتا من طائرة مدنية في رحلتها إلى بيروت، وذلك في المجال الجوي السوري، ما دفع قائدها إلى تغيير الارتفاع سريعا لتجنب الاصطدام، ما أوقع إصابات بين الركاب.
وأوضحت أن قائد طائرة الركاب الإيرانية تواصل مع
طياري المقاتلة لتحذيرهم من أجل الحفاظ على مسافة آمنة، وقال إنهما عرفا نفسيهما على
أنهما أمريكيان.
ونقلت
وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية عن وزير النقل محمد إسلامي قوله الجمعة
إن طهران قدمت شكوى رسمية إلى المنظمة الدولية للطيران المدني، ووصف واقعة الخميس
بأنها "تصرف إرهابي وعدواني".
وفجر الجمعة، حذر عباس موسوي، الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، من مغبة التعرض للطائرة في رحلة عودتها من بيروت، محملا الولايات المتحدة مسؤولية سلامتها.
وأوضح موسوي أن "تفاصيل الحادث هي الآن قيد التحقيق وبعد استكمال المعلومات فإنه سيتم اتخاذ الإجراءات السياسية والقانونية اللازمة".
اقرأ أيضا: دعوة للتحقيق في اعتراض أمريكا لطائرة إيرانية في أجواء سوريا
وأضاف: "في الوقت ذاته تم خلال اتصال مندوب بلادنا الدائم لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي مع أمين عام المنظمة، أنطونيو غوتيريش، التأكيد صراحة بأنه لو وقع أي حادث للطائرة في رحلة العودة فإن إيران تحمل أمريكا المسؤولية".
وتابع: "كما تم تسليم هذه الرسالة للسفير السويسري في طهران أيضا"، على اعتبار أنه يمثل المصالح الأمريكية بالبلاد.
ونقلت
وسائل إعلام إيرانية عن لعيا جنيدي نائبة الرئيس للشؤون القانونية قولها إن "التفسيرات
المقدمة حتى الآن لا تقدم مبررا وغير مقنعة".
وأضافت
أن "التحرش بطائرة ركاب فوق أراضي دولة ثالثة هو انتهاك واضح لأمن الطيران وحرية
الطائرات المدنية".
وقالت
وزارة الخارجية الإيرانية إن تلك المواجهة ربما تكون مرتبطة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية
المقبلة، وفقا لما نقلته وسائل إعلام رسمية.
جيش الاحتلال يعلن المسؤولية عن قصف أهداف جنوب دمشق
دعوة للتحقيق في اعتراض أمريكا لطائرة إيرانية في أجواء سوريا
هكذا علقت الولايات المتحدة على انتخابات نظام الأسد بسوريا