لماذا فشلت أحزاب مصر المدنية بتشكيل قائمة انتخابية موحدة؟
القاهرة- عربي21- محمد مغاور09-Jul-2009:42 PM
شارك
بعض الأحزاب المنضوية تحت الحركة المدنية دخلت في قائمة "مستقبل وطن" الحزب الموالي للسيسي
لم تتمكن أحزاب "الحركة المدنية الديمقراطية" في التوافق على قائمة
موحدة لخوض انتخابات مجلس "الشيوخ" الغرفة الثانية للبرلمان المصري، والمقررة
بعد شهر من الآن، وذلك بمقابل جبهة حزب "مستقبل وطن" المقرب من السلطة.
والسبت الماضي، أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات إجراء انتخابات "الشيوخ"
في 11 و12 آب/ أغسطس المقبل، على أن يبدأ تلقى طلبات الترشح السبت المقبل.
ولم ينجح اجتماع أعضاء الحركة المدنية الديمقراطية، مساء الأربعاء، لمناقشة
موقفهم من التحالفات الانتخابية، والمشاركة في انتخابات مجلسي الشيوخ والنواب، بحضور حمدين صباحي، وعدد من القيادات الحزبية،
في التوافق على قائمة واحدة، وترك كل حزب يقرر ما سيقوم به.
ذلك الفشل يأتي في الوقت الذي انضوت فيه بالفعل أحزاب "المصري الديمقراطي"
و"العدل" و"الإصلاح والتنمية" التابعة للحركة المدنية لتحالف قائمة
"مستقبل وطن"، مقابل مقعدين أو ثلاثة، فيما استحوذ "مستقبل وطن"
على نحو 45 مقعدا من مئة تجري عليها انتخابات القوائم.
وفي السياق ذاته، شارك حزبا اليسار "التجمع" و"الحرية" بقائمة
حزب "مستقبل وطن"، فيما اعتبره البعض تماهيا من بعض أحزاب اليسار المصري
مع السلطة العسكرية الحاكمة.
وأشارت الكاتبة الصحفية شيماء جلال، عبر صفحتها بـ"فيسبوك"، إلى أن
الاجتماع الذي تم بدعوة رئيس حزب المحافظين أكمل قرطام، وبحضور حمدين صباحي وكل أحزاب
الكتلة المدنية، لم ينجح في تنسيق تحالف انتخابي، وأن التفاهمات لم تسفر عن شيء.
"وماذا لو توافقت؟"
وفي تعليقه على فشل أحزاب الحركة المدنية في أول اجتماعاتها بالتوافق على قائمة
موحدة لانتخابات البرلمان بغرفتيه، قال الرئيس السابق لحزب "التحالف" عبد الغفار
شكر: "رغم أن الأفكار التي تجمع الأحزاب المدنية قريبة إلى حد كبير، إلا أنهم
فشلوا في التوافق بتقديم قائمة منافسة لقائمة حزب مستقبل وطن".
وحول الأسباب، أوضح بحديثه لـ"عربي21" أن "بعض أحزاب الحركة
طالبوا بعضوية قائمة مستقبل وطن"، مؤكدا أن "هذا الموقف غير مناسب لحزب التحالف
بشكل خاص ولبعض أحزاب الحركة المدنية الأخرى".
وأضاف أنهم بحزب التحالف "يرفضون من الأساس وجود مجلس الشيوخ، وأنهم رفضوه
في التصويت على التعديلات الدستورية نيسان/ أبريل 2019".
ولفت السياسي المصري إلى أنه "حتى لو توافقت أحزاب (الحركة المدنية) حول
قائمة واحدة، فإن المنافسة صعبة في ظل موقف حزب (مستقبل وطن) السياسي والاجتماعي القوي،
وعلى النقيض منه معظم الأحزاب المدنية".
ويعتقد شكر أن "قائمة مستقبل وطن ستحظى بمقاعد القائمة المئة، وأن الأمل
المتبقي لدى أحزاب الحركة المدنية هو المئة مقعد الفردية"، موضحا أن "مستقبل
وطن ومن خلفه يحسبون كل شيء وكل خطوة".
وأكد أنه "حتى تقسيم الدوائر الأربع بالجمهورية له حساباته لدى من قدموا
هذا التقسيم"، مشيرا إلى "أنهم -على سبيل المثال- جعلوا دائرة الإسكندرية
والمكونة من محافظات الإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ ومرسى مطروح؛ الأصغر بـ35 مقعدا،
لتلائم حزب (النور) أحد أركان قائمة مستقبل وطن".
وتابع: "وبالتالي، فإن كل شيء مدروس لديهم ومخطط له حتى القانون مفصل حسب
إرادتهم، ولذا فالمسائل ستسير حسبما يريدون"، لافتا إلى أنه "بعد خروج رئيس
المحكمة الدستورية العليا المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، تم تعيينه رئيسا لحزب مستقبل
وطن؛ ما يعني أنه سيلعب دور رئيس حزب الأغلبية أو الحزب الوطني الجديد".
"ليس فشلا"
وفي رؤيته، قال الكاتب والمحلل السياسي حسن حسين، إن القصة لها جانب آخر، موضحا
أن "أحزاب الحركة المدنية رفضت الاشتراك بمهزلة انتخابات مجلس الشيوخ".
حسين، وصف ذلك الموقف بحديثه لـ"عربي21" بأنه "إيجابي، وينبغي
البناء عليه للمستقبل، وبالتالي ما حدث ليس فشلا، بل هو خطوة متقدمة في إعادة تأسيس
الحركة الوطنية من جديد".
وحول مشاركة 3 أحزاب للحركة المدنية بقائمة مستقبل وطن، وعدم التوافق على قرار
محدد، وترك كل حزب يفعل ما يريد، أكد أن "ما يحدث هو فرز وتطهير وليس فشلا، وأن
الاتفاق أقرب إلى عدم المشاركة".
وقال الكاتب الصحفي إن "الواقع هو المدرسة التي نتعلم فيها الحقيقة، لذلك
كثيرا ما يضطر رجال السياسة إلى تغيير أساليبهم؛ حتى تتلاءم مع الواقع، فمثلا غياب الحياة
السياسية دفع إلى سلوك طرق جديدة للتعامل مع الواقع من أجل تغييره، وهذا ما سيحدث، إن
آجلا أو عاجلا".
"أقرب للوفاة"
من جانبه، وجه نائب رئيس تحرير جريدة "المساء" الأسبق الكاتب الصحفي
مختار عبدالعال، تساؤله لرؤساء أحزاب الحركة المدنية وقيادات المعارضة المدنية حول
"أسباب فشلهم في التوافق على قائمة موحدة للانتخابات البرلمانية".
وفي رؤيته لأسباب ذلك الفشل، وكيف يمكن أن يتم التوافق في العمل بين الأحزاب
المدنية، قال لـ"عربي21"، إن "المشكلة لها جذور قديمة، وبعض القيادات
يبحث عن الزعامة من جانب، والمصلحة الخاصة من جانب آخر".
وجزم بأن "المال والسلطة هما سبب حالة الفشل التي أصيبت بها الأحزاب المصرية
قاطبة، على الرغم من عددها الذي يفوق مئة حزب، وهما أيضا سبب نجاح أحزاب حديثة تسيدت
الموقف ونالت شعبية".
وأكد أنه "لا أمل في الحياة الحزبية المصرية بشكل عام، وأنها أقرب إلى الوفاة".