حذرت محافل عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى من "تقليص ميزانية الجيش؛ لأنه سيشكل خطأ سندفع مقابله ثمنا باهظا، خاصة أن الشعور السائد بأن الاحتياجات الأمنية يمكن تقليلها يعدّ خطأ فادحا، فالجيش يواصل عملياته السرية: في البر والجو والبحر والسايبر".
وأضاف
أفيف كوخافي، قائد الجيش، برسالة بعثها للحكومة المتحضرة لإعداد الميزانية، نشرتها
صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمتها "عربي21"، أنه "في ظل الحديث عن الميزانية، ومواجهة كورونا، فإن الأوساط العسكرية
الإسرائيلية تبدي قلقها من الحالة السائدة داخل المحافل المالية تجاه الشعور
المتزايد بأن الاحتياجات الأمنية يمكن تقليصها، وهذا خطأ فادح دفعت أثمانه الباهظة
الجيوش والدول عبر التاريخ، بما في ذلك إسرائيل".
ونقل
يوآف زيتون، الخبير العسكري الإسرائيلي، عن ضباط كبار في الجيش، أن "المفارقة
الأمنية تفيد أنه بقدر وجود السلام والاستقرار الأمني،
فلا يجب أن ننسى لحظة واحدة مدى تعقيد الواقع الذي تحياه إسرائيل، وبالتالي فإن
الاستمرار في تنفيذ خطة "تنوفا" الخاصة بتطوير الجيش متعددة السنوات هو
الرد على الثغرات التي تحيط بالجيش".
وأضاف
أن "رئيس الأركان كوخافي ما يلبث أن يتحدث عن الأنشطة السرية للجيش
الإسرائيلي في جميع القطاعات، حيث واصل محاربة القوى المعادية في الشمال والجنوب،
في البر والجو والبحر والفضاء الرقمي، مع التدمير المادي، أو تحييد القدرات
المعادية".
وختم
بالقول إن "هذه العمليات التي تتم على مدار العام توفر الأمن الذي تتمتع به
إسرائيل حاليا، وبالتالي فإن الصمت والهدوء الذي تنعم به نتيجة نشاط مكثف لجيشها،
من خلال توفير الحماية المستمرة في جميع القطاعات والإجراءات في الفضاء السيبراني".
أما
تال ليف رام، الضابط الإسرائيلي، فقال إن "تقليص موازنة الجيش تمنعه من العمل
في وقت واحد في عدة قطاعات، لا سيما في ظل الانتقادات الموجهة لخطة الضم، وتطبيق
السيادة في الضفة الغربية، وما ستسفر عنه من تحويل الجهود إلى المناطق الفلسطينية
على حساب التهديد على الشمال".
ونقل
ليف-رام، في تقريره بصحيفة "معاريف"، ترجمته "عربي21"، عن الجنرال غيرشون هكوهين، أن "الجيش الإسرائيلي أصبح صغيرا جدا، ما سيجعله
غير قادرة بشدة على توفير استجابة عملياتية للقتال على عدة جبهات، من خلال اللجوء لقرارات
استغلال الفرص والمجازفة، فالجيش صغير جدا في ترتيب قواته، ولا يستطيع حقا الرد
على أكثر من ساحة واحدة".
وأضاف
أن "التقليص في موازنة الجيش تصرف غير مسؤول، ويترك تبعاته على حجم القوات،
خاصة إن علمنا أن التهديد القادم من الجبهة الشمالية يحد من الحرية الاستراتيجية
لإسرائيل، ما يجعل من قرار تخفيض القوات الاحتياطية عملا "تخريبيا"،
فالجيش الإسرائيلي الصغير لا يمتلك وحدات احتياطية، ولن يكون قادرا على الرد على
انتفاضة فلسطينية أخرى".
وأكد
أن "الجيش الإسرائيلي يتعامل في الوقت ذاته مع ساحات أخرى: حزب الله في لبنان، وحماس في غزة، والجيش السوري الذي يبني نفسه بوتيرة متسارعة، مع أن تهديدات إسرائيل
بتنفيذ خطة الضم بالضفة الغربية ستتطلب من الجيش الإسرائيلي تحويل استعداداته من
إمكانية نشوب الحرب في الساحة الشمالية إلى الواقع المعقد في المناطق الفلسطينية".
وختم
بالقول إن "حزب الله يشكل بحد ذاته تهديدا استراتيجيا لإسرائيل، وحقق إنجازات
كبيرة، الأمر الذي دفع خبراء الأمن الإسرائيليين لرفع توصياتهم لصانعي القرار السياسي
بتجنب إجراءات الضم في الضفة الغربية، بسبب الحاجة إلى التركيز على حزب الله في
لبنان".