يتجول
الطفل الفلسطيني جهاد الحرازين في متجر كبير لألعاب الأطفال، يتنقل من ركن لآخر ويتفحص
الألعاب المتوفرة، وقلبه يهفو للحصول على ما يشبع طفولته المحرومة بسبب الحصار الإسرائيلي
على قطاع غزة.
وصل
الحرازين (7 أعوام) ظهر الخميس الموافق 28 من رمضان، إلى المتجر الخالي من الزبائن
والمكدس بالألعاب برفقة أمه، التي أوضحت لـ"عربي21"، أنها جاءت لشراء لعبة
لطفلها برغم الوضع الاقتصادي الصعب، حتى لو كانت بسيطة، مكافأة وتشجيعا له على صومه
لشهر رمضان.
وتحدثت الفلسطينية
"أم إسلام أبو شرخ" بألم لمراسل
"عربي21"، عن عدم قدرتها على تلبية احتياجات أطفالها من الألعاب في العيد، وأوضحت
أنها ستقوم بتقليص عدد الألعاب لأطفالها بسبب الضائقة المادية التي تمر بها.
أما
"أبو أحمد"، الذي يعمل بمتجر بيع ألعاب الأطفال في القطاع منذ 7 سنوات، في شارع "فهمي بيك"أحد أقدم وأعرق شوارع مدينة غزة التجارية، كان
يشعر بملل شديد نتيجة قلة الإقبال على شراء الألعاب، إضافة لحرارة الجو الملتهبة التي
تضرب القطاع منذ بداية الأسبوع.
وعند
التوجه له بالسؤال عن مدى إقبال العائلات الفلسطينية على شراء الألعاب لأطفالهم، أكد
لـ"عربي21"، أنه "حركة السوق ضعيفة بشكل ملحوظ مقارنة بالعام السابق"، مقدرا
نسبة تراجع المبيعات في موسم عيد الفطر الحالي بنحو 70 في المئة.
ونوه
"أبو أحمد"، أن لديه كميات كبيرة من البضائع، وعدم بيعها في هذا الموسم يعني خسارة كبيرة، وقال: "الأوضاع الاقتصادية تتردى في القطاع نتيجة
الحصار والمخاوف من تفشي كورونا".
ومن
جانبه، اتفق تاجر الجملة المختص بألعاب الأطفال، وسيم ريان مع ما طرحه "أبو أحمد"،
وأوضح أن "الإقبال ضعيف ويختلف عن موسم الأعياد السابقة؛ سواء من قبل أصحاب محلات
بيع التجزئة أو حتى الزبائن أنفسهم"، منوها أن "طلبيات توريد الألعاب من
قبل تجار التجزئة قلت بنحو 50 في المئة عن العام الماضي".
ولفت
في حديثه لـ"عربي21"، أن "إقبال الناس على شراء ألعاب الأطفال مع بداية
أزمة وباء كورونا، من أجل إشغال أطفالهم خلال تواجدهم في المنازل، كان أفضل من موسم
عيد الفطر بشكل كبير"، معربا عن أمله أن تكون أيام العيد أفضل، كي يتمكن من تصريف
ما لديه من بضائع.
ونوه
ريان، أن الكثير من تجار التجزئة وأصحاب المحلات التي يتعامل معها، تعذرت قدرتهم على
سداد مع عليهم من ديون ثمن طلبيات سابقة، نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به
المواطن الفلسطيني في قطاع غزة.
وأفاد
التاجر الذي يملك عدة معارض للبيع المباشر للموطنين، أن قدرة المواطن في غزة على التسوق
ضعفت بشكل كبير، مضيفا: "المواطن الذي يزور معرضنا يريد أن يرضي طفله بأقل القليل،
ونحن عملنا على توفير بضائع مناسبة بأسعارها للوضع العام، إضافة لبيع الألعاب أحيانا
بسعر الجملة للزبائن".
ويعاني
أكثر من 2 مليون مواطن فلسطيني في قطاع غزة من أزمات عديدة بسبب الحصار الإسرائيلي
المستمر منذ أكثر من 14 عاما، وما فاقم الوضع الإنساني والاقتصادي والاجتماعي في القطاع، بتفشي وباء كورونا.
طبول "مسحراتي" غزة تقرع رغم تغييب كورونا أجواء رمضان
قتلى وجرحى بقصف لحفتر على طرابلس بأول أيام رمضان
إجراءات كورونا تحرم فقراء غزة من المساعدات برمضان