صحافة دولية

الغارديان: أقوياء العالم سيدفعون ثمن الفشل أمام كورونا

الفشل أمام جائحة فيروس كورونا المستجد سيترتب عليه "ثمن سياسي" سيدفعه من وصفهم بـ"أقوياء العالم"-

اعتبر الكاتب البريطاني "سايمون تيسدول"، في مقال نشره موقع صحيفة "الغارديان"، أن الفشل أمام جائحة فيروس كورونا المستجد سيترتب عليه "ثمن سياسي" سيدفعه من وصفهم بـ"أقوياء العالم".

وأوضح الكاتب أن "الادعاء الكاذب بأن كل شيء تحت السيطرة، والتهرب من المسؤولية، والاختباء من الرأي العام، واستغلال الأزمة لتحقيق مكاسب سياسية، وتصاعد عمليات تشتيت الانتباه المصطنعة وإلقاء اللوم على وسائل الإعلام، كلها أنماط سلوكية شائعة أظهرها أقوى وأكثر قادة العالم ابتذالا".

 

وتابع أن أداء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مثل درسا في الفشل مع حالة الطوارئ، "فقد قلل من شأن التهديد في وقت مبكر، وقدم تأكيدات جوفاء، وفشل في وضع خطة. ومنذ ذلك الحين اتهم الصين بنشر +الطاعون+ عمدا بينما استخدم الأزمة سلاحا لتشويه منافسه الديمقراطي، جو بايدن".

 

ويضيف "تيسدول" أن ذلك "الفشل" سيتحول إلى نتيجة سياسية، تتمثل بفوز بايدن في الانتخابات الرئاسية، بعد أن كان ترامب يحتفي بإنجازاته الاقتصادية "العظيمة" حتى مطلع العام الجاري.

 

أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فإنه "يعاني مشكلة كبيرة خطيرة"، بحسب الكاتب، إذ إنه كان "قبل أشهر فقط، يبدو كأنه لا يقهر. وكان كل الحديث في روسيا يتركز على تلك +الإصلاحات+ الدستورية التي من شأنها أن تجعله رئيسا مدى الحياة. هذه الخطط معلقة الآن، وربما إلى الأبد".

 

ويضيف "تيسدول" بالقول: "بعد أسابيع من الرضا عن النفس على مستوى القمة، تجد روسيا نفسها ثاني أسرع الدول من حيث معدل الإصابة بكوفيد-19 في العالم. وميخائيل ميشوستين، رئيس وزراء بوتين، في المستشفى، وكذلك المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف. وفي مؤتمرات الفيديو التي عقدت لمناقشة الأزمة، بدا بوتين أكثر شعورا بالملل أكثر من شعوره بالقلق. فالتعاطف لم يكن يناسبه قط".

 

اقرأ أيضا: نمو الخلافات حول العالم بالتزامن مع البحث عن لقاح كورونا


ويتوقع الكاتب "آثارا سياسية بعيدة المدى" لذلك، موضحا أن بوتين أبعد اللوم عنه بإلقاء المسؤولية على المناطق المحلية، والتي تركت فعليا لتدبر أمورها بنفسها، فيما تقدم رجال الأعمال الأثرياء "الأوليغارشيون" لملء الفراغ، "وبهذه الطريقة تتآكل قوة القائد وتتلاشى"، بحسبه.

 

ويصف الكاتب رئيس البرازيل "جاير بولسونارو" بأنه "لامبالٍ ومتهور" في إشارة إلى سخريته، في بدايات الأزمة، من تدابير الحماية العامة.

 

واليوم، لدى البرازيل أعلى معدل وفاة جراء الإصابة بكورونا في أمريكا اللاتينية، "لكن بولسونارو يفضل حفلات الشواء على زيارات المستشفيات، وقد يخسر وظيفته ثمنا لذلك في بلد تتسم فيه لوائح عزل الرئيس بالفعالية"، بحسب الكاتب.

 

ويضيف "تيسدول" الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى قائمة الزعماء الذين يتوقع أن تضر الجائحة بوضعهم السياسي، رغم أن استطلاعات للرأي أظهرت ارتفاع رصيده لدى الناخبين مقارنة بالعام الماضي، ما يعكس رضا عاما إزاء إدارته للأزمة.