نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، تقريرا تحت عنوان "الدراما الرمضانية تؤشر لتحول في العلاقات العربية- الإسرائيلية".
وجاء في التقرير الذي أعده مارتن شولوف ومايكل صافي من الشرق الأوسط، أن حلول الظلام في الشرق الأوسط يعني وقت المسلسلات، حيث ترافق مآدب المساء بما فيها من عداءات وأبطال من التاريخ، وأشرار وحب مفقود.
لكن ما لفت انتباه الصحيفة بحسب ما ترجمته "عربي21"، أن برامج هذا العام كان فيها على غير العادة مسلسلات تعبر عن التطبيع مع إسرائيل.
اقرأ أيضا: ناشطون يرفضون مغالطة تاريخية عن فلسطين بقناة عربية (شاهد)
وأدى مسلسلان تم عرضهما خلال الأيام الأولى من رمضان إلى حالة من الدهشة والخلافات. واحد منهما يعرض تاريخ اليهود في منطقة الخليج، أما الثاني فيقترح أن إسرائيل قد لا تكون العدو، وأن الفلسطينيين لم يكونوا ممتنين وشاكرين للمساعدات السعودية.
وقالت الصحيفة إن مجرد عرض المسلسلين على شبكة "أم بي سي" السعودية، لا يدع مجالا للشك أنها حصلت على موافقة من قادة البلد.
وفي الوقت الذي أعرب بعض المشاهدين فيه عن غضبهم من تحول رمضان إلى منبر يعبر فيه عن التحولات السياسية، قال البعض الآخر إن معالجة هذه الموضوعات جاءت متأخرة، وبعد تجاهل السعودية لها.
وعندما أكدت القنوات الفضائية حضورها في الشرق الأوسط، بداية التسعينيات من القرن الماضي، فقد تحولت جاذبية المسلسلات الرمضانية إلى طريقة للتعبير عن القوة الناعمة.
واكتشف القادة أهمية هذه المسلسلات في تشكيل الرأي العام. وشمل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المسلسلات الرمضانية في حملات القمع على حرية التعبير، وضغط على صناع الأفلام التركيز على موضوعات مثل تمجيد الجيش، وتشويه جماعة الإخوان المسلمين التي قام بحظرها.
ففي عام 2016، احتفت الإمارات بأول دراما سياسية تنتهجها وركزت على حركة الإخوان المسلمين.
وفي السنوات الأخيرة تعامل صناع المسلسلات الرمضانية مع اليهودية بدفء. وفي عام 2015 عرضت التلفزة المصرية مسلسلا عن اليهود في مصر، حيث قدمت صورة متعاطفة معهم، وركزت على معارضتهم لإنشاء دولة إسرائيل.
وفي المسلسلين أم هارون و"مخرج7"، ظهر الممثلون وهم يتناقشون حول التعامل التجاري مع إسرائيل، وإن كان مهما، وليس حول وجودها، وإن كان من حقها هذا.
وتقول الصحيفة إن المواقف التي اتخذها الممثلون في المسلسلين تتوافق مع المواقف الحكومية السعودية، التي تشير للتقارب بين الرياض وتل أبيب بطريقة لم تحدث منذ قيام إسرائيل عام 1948.
اقرأ أيضا: قناة إسرائيلية رسمية تحتفي بمسلسل سعودي (شاهد)
وتشير الصحيفة إلى أن المواقف المتقاربة من إيران وحركة الإخوان كانت وراء عملية التحول، ما أدى إلى ذوبان الجليد لدى دول الخليج، بحيث أصبح بإمكان الإسرائيليين دخول الإمارات علنا.
وكان موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو التسويق لعلاقات جيدة مع دول الخليج والسعودية، وفي الوقت نفسه تهميش الفلسطينيين.
وفي أكثر من مناسبة، قال نتنياهو: "ما يحدث مع الدول العربية لم يحدث أبدا في تاريخنا، حتى عندما وقعنا اتفاقيات سلام".
وأضاف أن "التعاون بطرق مختلفة وعلى مستويات مختلفة أصبح واضحا وطاف على السطح، ولكن ما يجري بالسر هو أكبر مما حدث في أي فترة".
أوبزيرفر: مسلمو بريطانيا يجدون طرقا للتآلف برمضان تحت الحظر
إندبندنت: الحجر البيتي التام خط الدفاع الأول بلبنان
الغارديان: مخزن بيانات بريطاني لكورونا يهدد خصوصية المرضى