التمثيل هو تجسيد الأدب المكتوب وتشخيص الخيال في صورة شخوص، وعلى وجه الدقة: هو تقمص الشخصيات الدرامية في الرواية أو الحكاية وأداء تفاصيلها بإقناع؛ للارتقاء بمستوى الأخلاق الحميدة ورفع مستوى الوعي السياسي والاجتماعي عند المشاهد.
والممثل أو الممثلة هو الشخص الذي يعيش حالة من خلال نص درامي أو كوميدي بكل أحاسيسه ومكوناته، ويعبر عنه متقمصا جميع أساسياته وتفاصيله ليصل إلى المشاهد وإلى مستوى الفرجة، وهذا يجعله قريبا من نبض الشعب وأعبائه.
وقد حظي كثير من الفنانين بشعبية كبيرة بعد أدوارهم المحترمة التي أثرت في الناس، مثل: مسلسل إمام الدعاة للفنان حسن يوسف، ومسلسل عمر ابن العزيز للفنان نور الشريف، ومسلسل ابن حزم للفنان محمد رياض، وشتاء 2016 للفنانين هشام عبد الحميد، وهشام عبد الله، ومحمد شومان، وكثير من أعمال الرواد أمثال الفنان عبد الرحيم الزرقاني، وسعد أردش، وعبد الوارث عسر، وأشرف عبد الغفور، وعبد الرحمن أبو زهرة، إلى آخره من الأعمال الهادفة؛ كفيلم "الرسالة" للفنان عبد الله غيث، والفنان حمدي غيث، والفنانة سميحة أيوب، وغيرهم كثير. أما في عصرنا هذا، فقد فهمت الفنانة زينة أن
الفن للتسلية وكأنها لعبة غير مفيدة يتسلى الناس بها ثم يتركونها لوقت الفراغ.
لقد ابتليت
مصر بكثير من الفيروسات، غير فيروس
كورونا، أمثال الفنانة داليا البحيري، ورجال أعمال كنجيب ساويرس، وحسن صبور، وغبور، وغيرهم من الفيروسات الأكثر ألما على الإنسان من فيروس كورونا. فداليا البحيري التي خرجت علينا تهدد من يتكلم عن عمال اليومية بالضرب "بالشبشب على بُقه"؛ لتظهر لنا في أي بيئة تربت.
كذلك داليا البحيري التي تقبض ملايين الجنيهات ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب، لم تشبع من الأموال الطائلة التي جمعت وابتُليت بالفقر في الأخلاق وفي عفة اللسان؛ فأخرجته لكي يتكلم الإعلام عنها وتكون حديث فيسبوك وتويتر وكل وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل أن تشعر بنجوميتها وشهرتها.
وهنا ذكرتني بشخص مريض عقليا قرأ اسم عائلته في جريدة الأهرام، ففرح فرحا شديدا، وأخذ الجريدة ومر علينا لنقرأ الخبر وإذا هو نعي في صفحة الوفيات. كذلك داليا البحيري سقطت من أعين الناس وماتت فنيا عند المشاهدين؛ لأن الناس ترى الفنان ذا حس مرهف يحاكي الواقع بكل آلامه وأحزانه وأفراحه، ويعيش معهم المحن الجسام.
أما عن أعمالك الفنية الهابطة التجارية التي تجلب المال على حساب الأخلاق، والتي تهدم قيم المجتمع وعاداته وتقاليده؛ فلن أتحدث عنها ولن أتعرض لها، وأدعو الله لكِ بالهداية، والاعتذار الذي ينم عن الندم والاعتراف بالخطأ، وليس كما قلتِ في اعتذارك أنكِ لم تقولي شيئا تخجلين منه؛ فهذا عذر أقبح من ذنب فليتكِ لم تعتذري، ودراستك بكلية السياحة والفنادق من المفروض أنها تظهر على وجهك البشاشة والابتسامة مثل العاملين بالسياحة والفنادق.
أيضا كونكِ وصلتِ لسن الخمسين أن تكوني أكثر اتزانا ورجاحة في العقل والمواقف، وقولك أنكِ لم تخرجي 36 يوما من البيت إلا لسداد الضرائب فإن عامل اليومية إذا لم يخرج فلن يجد ما يأكله هو وأبناؤه، ومع ذلك فهو يحمد الله على الصحة والستر ولا يلتفت لغيره من الأغنياء بحقد أو حسد، أما أنتم يا أهل الشهرة والمال والأعمال فتخافون الفقر، ومنكم من هدد بالانتحار رغم ما تملكونه من أموال وعقارات وسيارات وسلطة.. لكم الله يا عمال مصر، فلم يدافع عنكم اتحاد عمال مصر ولا حكومة مصر.